ذكر المتدخلون في أشغال اليوم الوطني الرابع للجمعية المغربية لصيادلة القطاع العام، أن 12 ألف حالة من مرضى داء السرطان فقط يتم التكفل بها، من أصل 35 ألف حالة جديدة تسجل كل سنة. وأضافاو في اللقاء الذي نظم السبت الماضي بالرباط تحت شعار دور الصيدلي في التكفل بداء السرطان، أن هذا الداء يتسبب في ما نسبته 7,2في المائة من الوفيات، واستنادا إلى الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة سنة ,2007 فإن الأورام تمثل نسبة 8,5 من الأسباب الرئيسية للوفيات. وأظهرت الإحصاءات التي أنجزت سنة 2004 أن سرطان الثدي هو الأكثر تشخيصا لدى النساء، بأزيد من 36 في المائة من الحالات، وأن سرطان الرئة الذي يرجع سببه في المقام الأول إلى التدخين، يعد الأكثر شيوعا لدى الرجال، ب23,8 في المائة. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فالتدخين مسؤول عن 30 في المائة من مجموع الوفيات بداء السرطان، و38 في المائة من كل أنواع السرطانات، و90 في المائة من سرطانات الرئة، و80 في المائة من الأمراض التنفسية المزمنة، و25 في المائة من أمراض القلب والشرايين. وكانت نتائج دراسة ميدانية أعدتها الجمعية العالمية للبحوث والمعلومات حول الصحة حول التدخين في بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط من بينها المغرب، خلصت إلى أن 75 في المائة من المستجوبين اعترفوا بخطورة انعكاسات التبغ على الصحة، من خلال الإصابة بأمراض السرطان، وشرايين القلب، وأمراض الجهاز التنفسي، والجلطة الدماغية، وأوضح 89 في المائة من هؤلاء أن أقرب طريق لتحسين وضعيتهم الصحية هي الإقلاع عن التبعية لالنيكوتين. وإلى جانب ذلك، أكدت الدراسة أن المدخن المغربي ينفق على التدخين أكثر مما ينفق على التربية والتعليم، ويخسر مثله مثل مواطن الجزائر وتونس على التدخين نحو 50 دولارا شهريا. في الوقت الذي تشير فيه المعطيات الإحصائية إلى أن المغاربة يستهلكون سنويا أزيد من خمس عشر مليار سيجارة، ويستفحل ذلك أكثر في أوساط الشباب والمراهقين. فيما ذكرت نتائج بحث ميداني حول ظاهرة التدخين في الوسط المدرسي بالمغرب، أنجزته وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي لمراقبة الأمراض نشرت سنة ,2007 أن نسبة المدخنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة، تبلغ 5 ,15 في المائة. وكان البروفسور دوبوا، أستاذ الطب بالمستشفى الجامعي أميين بفرنسا، أكد في لقاء علمي بتونس العاصمة حول التدخين، أن العديد من الوثائق الداخلية السرية لمقاولات صناعة الموت بأميركا، خاصة (الشركات العالمية للتبغ)، تبرز أن المتحكمين في زمامها اعترفوا بوجود مكونات قاتلة في تركيبة السجائر. ويعتبر المختصون أن أزيد من 40 في المائة من حالات السرطان يمكن تفاديها من خلال محاربة العوامل المسببة للداء، وأن ثلث الحالات يمكن علاجها إذا تم تشخيصها مبكرا وعلاجها في الوقت المناسب. ويمكن في الغالب تفادي عوامل الإصابة بهذا الداء، خاصة تلك المرتبطة بالتدخين والإدمان على الكحول، والمحيط المهني والتغذية. ويشير المختصون أيضا إلى أن أسباب الإصابة ترجع إلى عوامل جينية والتعرض لأشعة الشمس في بعض الحالات. هذا، وتمحورت تدخلات المشاركين في الجلسة الأولى من اليوم الوطني لصيادلة القطاع العام، حول الحالة الوبائية لداء السرطان بالمغرب والخطة الوطنية للوقاية ومراقبة السرطان. فيما أبرز منظمو اللقاء الدور الهام للصيدلي في مجال مكافحة داء السرطان، باعتباره متخصصا في الأدوية. موضحين أنه من الضروري بالنسبة للصيدلي في القطاع العام أن يتوفر على الأدوية المناسبة لأمراض السرطان وبكمية كافية تستجيب لبروتوكول العلاج وفتراته. وأشار المتدخلون إلى تصنيف الخطة الوطنية للوقاية ومراقبة السرطان ل78 تدبيرا تتعلق بالخصوص بالحصول على الأدوية وتخفيض أثمنتها. وتتمثل أهداف المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، في تطوير الوقاية من السرطان، والبنية التحتية الطبية، وتسهيل الولوج إلى المعالجة من أمراض السرطان، وكذا تحسين نوعية العلاجات؛ بدءا من العلاجات الأولية وصولا إلى العلاجات البديلة؛ بما فيها الدعم النفساني للمرضى وإحداث نظام لمراقبة انتشار السرطان، وتطوير البحث العلمي في مجال السرطان.