نظمت جمعية طب الأمراض السرطانية بالجنوب يومي 23 و24 يناير الجاري بمراكش أياما للتكوين بتعاون مع مركز الأزهر للأنكولوجيا تحت شعار «أية خصوصيات لأمراض السرطان في جنوب المغرب».تعرف خلالها المشاركون على أهم المستجدات في هذا الميدان، همت على الخصوص أربعة أنواع من السرطان، هي سرطان المعدة وسرطان الفم والرحم وسرطان الثدي وسرطان القولون. وقال الدكتور فوزي حبيب، مدير مركز الأزهر للأنكولوجيا بالرباط ل»التجديد» إن هذه التظاهرة نظمت بدعوة من فريق من الأطباء يعملون خارج محور الرباطالدارالبيضاء، من أجل وضع تصور أولي حول داء السرطان في جنوب المغرب، وتبادل الأفكار والخبرات في هذا المجال، كما جاء تنظيمها في إطار إقامة أسس للتعاون بين أطباء القطاع الخاص والقطاع العام، والرفع من مستوى التكوين لديهم في هذا الميدان، موضحا أن عددا من الأطباء الأجانب، خاصة من فرنسا شاركوا في التظاهرة ونشطوا ورشات تطبيقية لفائدة الأطباء المحليين في أقسام الجراحة بمستشفيات المدينة. وقال بعض الأخصائيين والمهتمين بداء السرطان بالمغرب في حديث ل»التجديد» على هامش هذه التظاهرة إن إنشاء مراكز جهوية خارج محور الدارالبيضاءالرباط، ومتخصصة في علاج داء السرطان، أصبح ضروريا، مع توفرها على كل المعدات الأساسية من أجهزة الأشعة والعلاج بالمواد الكيماوية والجراحة، موضحين أن منظمة الصحة العالمية حددت معيار 500 ألف نسمة كسقف لإنشائها، ومع ذلك مازالت عدد من المدن التي تجاوز عدد سكانها مليون نسمة، ومنها مدينة مراكش، تفتقد لمثل هذه المراكز. وفي هذا الصدد أكد الدكتور نجيب بوراس، الاختصاصي في الأشعة ورئيس جمعية طب الأمراض السرطانية بالجنوب، أن اتخاذ مبادرة إنشاء جناح بمستشفى ابن طفيل بمراكش لعلاج السرطان يتوفر فيه العلاج بالمواد الكيماوية فقط يعتبر الخطوة الأولى من أجل تحقيق مطمح إنشاء مركز مجهز تجهيزا كاملا، داعيا كل الفعاليات الصحية إلى الوعي بضرورة إنشائه في مدينة مراكش، لأن ذلك من شأنه أن يوفر الجهد والمال والوقت بدل تنقل المرضى إلى الدارالبيضاءوالرباط اللتين تعرفان اكتظاظا ملحوظا. وأضاف الدكتور فوزي حبيب من جهته أن وضعية السرطان بالمدينة مقلقة، لذا بات إنشاء مركز جهوي بها ضروريا، كما حث على أن تشمل التغطية الصحية جميع المواطنين من أجل مواجهة هذا الداء الخطير للمصابين به. وأوضح الدكتور أنور الشرقاوي، رئيس تحرير المجلة الطبية للتكوين المستمر، إنه حاليا في الدول المتقدمة يتم تشخيص الحالة المرضية عبر مذكرة سنوية للسرطان، وهي موجودة ببلدنا. وحسب المنظمة العالمية للصحة، فإن 44 ألف حالة جديدة للسرطان تسجل بالمغرب، 12 ألف منها فقط يتم الكشف عنها وتتبع العلاج، فيما يبقى مصير 32 ألفا مجهولا، مما يعني أن هناك خصاصا في التكفل بمرضى السرطان، وأشار الشرقاوي أن البحث العلمي وفر علاجات جديدة وفعالة لهذا الداء الخطير، خاصة سرطان الثدي، لكن مع ذلك مازالت تكلفته عالية جدا وفي غير متناول المواطنين، لذلك اقترح الشرقاوي أن تقوم السلطات الصحية بالقيام بمفاوضات مع شركات الأدوية وشركات التأمين تضمن نقصا في الأثمنة، وتقنع شركات التأمين بضمان تكفل علاج المرضى بهذا الداء. عبد الغني بلوط