يسجل سنويًا في المغرب 1200 حالة جديدة لسرطان الأطفال، 8 في المائة منهم يتحدرون من مدن الوسط، بخاصة في محافظة فاس بولمان. وقال البروفيسور حيدا مصطفى، رئيس مصلحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، إن أكثر من 70 في المائة منهم ينحدرون من أسر ذات مستوى سوسيواقتصادي جد محدود، مضيفا، خلال ندوة صحافية، أن 80 في المائة من الأطفال المصابين يمكنهم التغلب على المرض في حالة تكفل جيد بهذا الداء. "" وتخوض عقيلة العاهل المغربي الملك محمد السادس معركة شرسة لمحاربة هذا الداء الفتاك، من خلال الجمعية التي تحمل اسمها، "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان". وترأست الأميرة للا سلمى، بقصر الضيافة بالرباط، أشغال الجمع العام لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان. وخلال الجمع العام تقديم التقريرين الأدبي والمالين وكذا حصيلة أنشطة سنة2007. كما جرى تقديم تقرير الافتحاص الذي أنجزه مفوض الحسابات بمكتب (برايس ووتر هاوس)، وصادق الجمع العام على كل هذه التقارير. وترأست الأميرة للا سلمى حفل توقيع اتفاقية شراكة بين الجمعية،ومؤسسة إنابيوسانتي، بحضور فيليب دوستو بلازي، رئيس المؤسسة. ووعيا بخطورة داء السرطان في المغرب وفرنسا، واستعجالاً لمكافحة هذه الآفة كأحد التحديات الكبرى التي تواجه الصحة العمومية، ومدى أهمية البحث والتكوين كعاملين أساسين في نجاح مكافحة داء السرطان، تلتزم كل من جمعية للا سلمى لمكافحة داء السرطان ومؤسسة (إنابيوسانتي) بالعمل المشترك في أربعة مجالات. ويتعلق الأمر بالبحث عبر تلقي عروض حول مشاريع ومواضيع محددة تهم كليات الطب بالمغرب، ومؤسسة (إنابيوسانتي)، فضلا عن التكوين المستمر لمهنيي قطاع الصحة، والمتدخلين في مجال داء السرطان. كما يتعلق الأمر بتبادل الخبرات في مجال تنفيذ المخططات الوطنية لمكافحة داء السرطان ونقل الخبرة في مجال الشراكات بين القطاعين العام والخاص وقام بتوقيع هذه الاتفاقية كل من الكاتبة العامة لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان السيدة لطيفة عابدة ورئيس (إينابيوسونطي) السيد دوست بلازي. ويقدر عدد المصابين بالسرطان في المغرب بحوالي 40 ألف شخص سنويا، من بينهم ألف طفل. وبلغة الأرقام، فإن سرطان الثدي يحتل، حسب السجل الأول للسرطانات بجهة الدارالبيضاء الكبرى، الذي سجل على أساس إحصاء سنة 2004، المرتبة الأولى، متبوعا بسرطان الرئة، وسرطان عنق الرحم، ثم سرطان المتانة. ولتقليص عدد الإصابات، تبذل المملكة جهودا حثيثة، حيث ترتكز الاستراتيجية الوطنية التي وضعتها وزارة الصحة لمكافحة هذا الداء، على الوقاية وتقريب التشخيص والعلاج من المواطنين في مختلف أرجاء المملكة، من أجل رفع مستوى الخدمات كما وكيفا في هذا المجال. حققت جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، منذ إحداثها في حزيران (نونبر) 2005، إنجازات مهمة، وأنشطة عدة، همت مختلف مجالات تدخل الجمعية، ومنها مجال الإعلام، وذلك من خلال دراسة خاصة ب "المعارف والتمثلات والسلوكيات تجاه داء السرطان" لدى السكان المغاربة، التي جرى إنجازها في مارس 2006، والحملة الوطنية للإعلام والتحسيس بداء السرطان، التي أنجزت في شهري ماي ويونيو 2006. كما شاركت الجمعية في الحملة العالمية لمكافحة السرطان للنهوض بنمط عيش سليم بالنسبة للأطفال، التي نظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان.