قال البروفيسور حيدا مصطفى, رئيس مصلحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس, أن أزيد من8 في المائة من الأطفال المصابين بالسرطان في المغرب ينحدرون من جهة فاس بولمان. وذكر السيد حيدا, في مداخلة له في إطار ندوة نظمها المكتب الجهوي لجمعية «»المستقبل»» لآباء وأصدقاء الأطفال مرضى السرطان تحت شعار «»سرطان الأطفال: مرض قابل للعلاج»», أنه يتم الكشف عن إصابة جديدة بمرض السرطان لدى الأطفال على رأس كل عشرة أيام بالمركز الاستشفائي الجامعي في فاس. وأبرز أن «»10 في المائة فقط من هؤلاء الأطفال يتم قبولهم في مصلحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي في فاس»». كما أن أزيد من70 في المائة منهم ينحدرون من أسر ذات مستوى سوسيواقتصادي جد محدود. رغم ذلك, عبر السيد حيدا, مذكرا أنه يتم الكشف عن1200 حالة جديدة لسرطان الأطفال سنويا بالمغرب, عن تفاؤله بخصوص فرص الشفاء, حيث أن80 في المائة من الأطفال المصابين يمكنهم التغلب على المرض في حالة تكفل جيد بهذا الداء. وأكد البروفيسور, مبرزا التقدم الهام الذي تحقق في إطار محاربة هذا الداء بالمغرب, على ضرورة ان تتمحور الجهود المبذولة في هذا الاتجاه على المرافقة المادية والنفسية والمعنوية للطفل وأسرته, فضلا عن تسهيل الولوج للعلاجات وإشراك المجتمع المدني. وأضاف أن تحسيس الآباء بأهمية الكشف المبكر وإحداث مراكز جهوية لأنكولوجيا الأطفال ودور على غرار «»دار المستقبل»» لتقديم الخدمات والبنيات التحتية الضرورية لآباء وأسر المرضى, تعد عوامل أساسية من شأنها المساهمة في محاربة هذا الداء. كما تناولت مداخلات مشاركين آخرين في الندوة وسائل الوقاية الأولية من داء السرطان وضرورة الدعم المادي لأسر الأطفال المصابين وتحسين التكفل الحالي بحصص العلاجين الكيميائي والإشعاعي. وتتوخى جمعية «»المستقبل»», التي أحدثت سنة1986 بمبادرة من آباء الأطفال الذين يتابعون علاجهم بوحدة أمراض الدم والأنكولوجيا للأطفال بمستشفى الأطفال بالرباط, تقديم الدعم الطبي والمادي والمعنوي للأطفال المصابين بالسرطان. وأحدث الفرع الجهوي للجمعية بفاس في فبراير الماضي بهدف المساعدة على خلق وحدة لأمراض الدم والأنكولوجيا للأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس والتخفيف من عبء التكاليف التي تقع على كاهل أسر الأطفال المصابين بهذا الداء في الجهة.