يتوقع خبراء منظمة الصحة العالمية أن يقتل التدخين 8 ملايين شخص في العالم عام 2030، وفي المغرب ينتشر التدخين بين 16 في المائة من السكان، مع وجود برامج للمحاربة، أعطت نتائج مشجعة. وتخلد منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، اليوم العالمي لمكافحة التدخين، تحت شعار "اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطار بشأن مكافحة التدخين"، للتذكير بمخاطر الآفة، التي تودي بحياة ملايين الأشخاص عبر العالم، ول"التأكيد على التزامات الأطراف، وتعزيز الدور الأساسي لمؤتمر الأطراف ولمنظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم للبلدان". وتقرر الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي يصادف 31 ماي من كل سنة، بطريقة تبرز أهمية الاتفاقية، والتأكيد على ضرورة التزام الدول بما جاء في اتفاقية الإطار للمنظمة، التي دعت إلى ضرورة ترجمة الالتزامات الخاصة بمكافحة التبغ، فورا، إلى حقائق على أرض الواقع، من خلال خلق آليات وطنية. وتحث منظمة الصحة العالمية المنظمات والمؤسسات والمجتمع المدني على تقديم الدعم للحكومات لتنفيذ الاتفاقية العالمية الإطار بشأن مكافحة التدخين. وتهم هذه الالتزامات حماية سياسات الصحة العمومية من مختلف المصالح التجارية لدوائر صناعة التبغ، واعتماد تدابير، تهم الأسعار والضرائب، للحد من الطلب على التبغ، وحماية الناس من التعرض لدخان التبغ، وتنظيم محتويات منتجات التبغ، وتنظيم الكشف عن منتجاته، وتنظيم تغليف وتوسيم منتجاته، وتحذير الناس من أخطاره، وحظر الإعلان عنه والترويج له. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تشهد السنة الجارية وفاة أكثر من خمسة ملايين نسمة جراء نوبات قلبية أو سكتات دماغية أو حالات سرطانية أو أمراض رئوية أو أمراض أخرى مرتبطة بالتبغ، دون احتساب العدد الذي سيشمل الأشخاص، الذين سيقضون نحبهم بسبب التعرض لدخان التبغ بطريقة غير مباشرة، والذين يمثلون أكثر من 600 ألف نسمة، ربعهم من الأطفال. ويحتمل خبراء المنظمة أن يصل عدد الوفيات الناتجة عن التدخين، عبر العالم، إلى 8 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030، بينما تشير التوقعات إلى أن يودي التدخين بحياة مليار نسمة في القرن 21، بعد أن فتك بنحو 100 مليون نسمة خلال الماضي. على الصعيد الوطني، يعمل المغرب جاهدا على الانخراط في المجهودات الدولية الرامية إلى محاربة التدخين، سواء على المستوى التشريعي أو على صعيد إعداد برامج ومخططات تهدف إلى مأسسة منع التدخين، إذ يجري العمل على مأسسة منع التدخين من خلال إعداد برامج وطنية، بشراكة بين وزارة الصحة وجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، تهم ميثاق "الإعدادية الثانوية والثانوية التأهيلية دون تدخين"، وميثاق "مستشفى دون تدخين"، و"مقاولة دون تدخين". ويستهدف البرنامج نشر الوعي بمخاطر التدخين، عبر تنظيم أنشطة تحسيسية وتربوية وتوجيهية، ومواكبة ودعم المقاولات في إرساء خدمات وممارسات لفائدة مستخدميها، من أجل الوقاية من التدخين ومحاربة الإدمان عليه. وخفضت المجهودات المبذولة في هذا السياق معدلات انتشار التدخين بنسبة 1.5 في المائة في صفوف التلاميذ، بين سنتي 2007 و2009 في مدن فاس، ومراكش، ومكناس، والرباط، كما سجل انخفاض بنسبة 3 في المائة في معدل انتشار التعاطي للتدخين لدى مدرسي المؤسسات التعليمية بالمدن نفسها. وأظهرت دراسة منجزة في إطار صياغة المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان سنة 2008، أن نسبة تعاطي التدخين بالمغرب بلغت 16 في المائة، وأن واحدا من أصل ثلاثة أشخاص يدخن. وأبانت الدراسة عن خطورة التدخين السلبي، الذي يتعرض له 32 في المائة من السكان في محيطهم العائلي، و17 في المائة في الوسط المهني، و60 في المائة في الأماكن العمومية.