يحتفل المغرب يوم31 ماي باليوم العالمي بدون تدخين تحت شعار " الشباب والتدخين " ، وذلك في إطار الجهود الحميدة التي يبذلها لحماية الشباب من أضرار هذه المواد . وقال الدكتور محمد صابري رئيس مصلحة صحة الشغل والمسؤول عن التدخين بوزارة الصحة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التظاهرة ستتميز هذه السنة بتنظيم عدة أنشطة لا سيما تنظيم يوم تحسيسي وإعلامي لفائدة الأطفال البرلمانيين حول أضرار التدخين. وأضاف أنه سيتم أيضا تنظيم يوم وطني للتوعية بإشكالية التدخين وضرورة التصديق على الاتفاقية الإطار لمحاربة التدخين على مستوى البرلمان، وإطلاق مبادرة " مقاولة بدون تدخين" على مستوى المكتب الوطني للسكك الحديدية، وإعداد دعائم تربوية لتحسيس الشباب وإطلاق مبادرة " مستشفيات بدون تدخين" بجميع البنيات الاستشفائية على مستوى خمس جهات بالمملكة. وقد بلورت الوزارة منذ سنة1988 برنامجا لمحاربة التدخين يتمحور حول إعداد دراسات إبيديمولوجية، وإعلام وتحسيس السكان بالمخاطر المرتبطة بالتدخين والمساهمة في إعداد قانون حول مشكل التدخين. وعلى المستوى التشريعي، يتوفر المغرب منذ سنة1996 على قانون يمنع التدخين في بعض الأماكن العمومية ، والدعاية والإشهار للتبغ . وقد وقع المغرب في16 أبريل2004 الاتفاقية الإطار لمنظمة الصحة العالمية لمحاربة التدخين لكنه لم يصادق عليها بعد . وأعدت وزارة الصحة استراتيجية بتشاور مع مسؤولي القطاعات الوزارية والمنظمات غير الحكومية المعنية. وتهم هذه الاستراتيجية بالأساس توعية وإعلام العموم والشباب بالوسط المدرسي وتنظيم جلسات للمساعدة على الإقلاع عن التدخين. وأوضح الدكتور صابري أنه في أماكن العمل، أطلقت الوزارة منذ2001 على مستوى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مشروع " معامل بدون تدخين" أسفر سنة2006 عن إعلان المجموعة رسميا ك"فضاء بدون دخان". وأضاف أن هذا المشروع يتمحور حول " تحسيس العمال بأضرار التدخين في المعامل من خلال الوقاية، وتعزيز دور وسائل الإعلام في محاربة التدخين، ووضع نظام داخلي يمنع التدخين ويحمي غير المدخنين، وتهيئة فضاء للمدخنين، وتنظيم جلسات للمساعدة على الإقلاع عن التدخين لفائدة المدخنين الراغبين في التوقف عن التدخين، إضافة إلى استشارات طبية في هذا المجال داخل بنيات طب الشغل". من جهتها، أطلقت جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان ، سنة2007 ، برنامجا رائدا " إعداديات وثانويات ومقاولات بدون تدخين" في جهات الرباط-سلا-زمور-زعير، والدار البيضاء الكبرى، وسوس-ماسة-درعة. وتمحور هذا البرنامج الذي أنجز بشراكة مع وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، حول الوقاية الأولية من التدخين في الأوساط المدرسية والمهنية والإقلاع عن التدخين لدى الشباب بالإعداديات والثانويات وكذا المقاولات. وحسب دراسة أنجزتها وزارة الصحة سنة2006 بالوسط المدرسي في صفوف الشباب المتمدرسين (ما بين13 و15 سنة)، فإن5 ر15 في المائة من التلاميذ يتعاطون للتدخين بأشكال مختلفة. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين يعتبر ثاني سبب من أسباب الوفاة بالعالم، فهو مسؤول عن وفاة شخص من بين عشرة أشخاص، أي حوالي خمسة ملايين حالة وفاة في السنة. وتنتج عن التدخين أضرار عديدة بالنسبة لصحة المواطنين، خاصة سرطان اللسان، والرئتين، وسرطانات أخرى، كما أن له نتائج خطيرة على الجهاز الهضمي والجلد وصحة الفم والأسنان.