يتسبب التدخين في وفاة خمسة ملايين شخص كل سنة، وكل سيجارة تنزع من8 إلى11 دقيقة من حياة المدخن، وكل مدخن من بين اثنين يفقدون حياتهم بسبب هذه السيجارة. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن التدخين مسؤول عن30 في المائة من مجموع الوفيات بداء السرطان و38 في المائة من كل أنواع السرطانات و90 في المائة من سرطانات الرئة و80 في المائة من الأمراض التنفسية المزمنة و25 في المائة من أمراض القلب والشرايين. وبهذا الخصوص، أوضح السيد مولاي الطاهر العلوي رئيس اللجنة العلمية لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء عقب لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام لتقديم برنامج الحملة الوطنية لمحاربة التدخين التي أطلقتها الجمعية في15 ماي الماضي وتستمر إلى غاية7 يونيو المقبل تحت شعار «جميعا ضد التدخين»، إن «هذه الأرقام تدفع كل واحد منا إلى الاهتمام بالصحة العامة للمجتمع عبر توعية المواطنين بخطورة الوضع الحالي وإعطائهم البراهين العلمية المقنعة عن النتائج السلبية للتدخين ». وأضاف أن تزايد عدد المدخنين داخل المجتمع وارتفاع عدد المصابين بالسرطان نتيجة التدخين حتم القيام بمجموعة من المبادرات للحيلولة دون استفحال هذه الآفة ومنها الحملة التي انطلقت يوم الجمعة الماضية والتي تتوخى بالأساس «تمكين المدخنين من وسائل تساعدهم على التوقف عن التدخين أو أخذ احتياطات وقائية من خلال وصلات إشهارية تتضمن تقديم شهادات واقعية لمرضى أصيبوا بسرطانات مختلفة بسبب التدخين». وأبرز أن الحملة تكتسي أهميتها أيضا من الانعكاسات السلبية للتدخين ليس على الفرد فقط وإنما على المجتمع بأكمله, موضحا أن علاج السرطانات الناجمة عن التدخين مكلف جدا في كل مراحله بدءا من الكشف فالتشخيص ثم العلاج, وزد على ذلك ان المجهودات التي تبذل لعلاج سرطان الرئة لم تصل بعد لنتيجة مرضية ما يفرض اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية. ولتحقيق الأهداف التي تتوخاها الحملة الوطنية لمحاربة التدخين، يقول مولاي الطاهر العلوي, تم وضع برامج تكوينية لفائدة الأطر الطبية من ممرضين وأطباء حتى يتمكنوا من مواكبة المرضى الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين ومساعدتهم على تخطي كل المعيقات التي تحول دون ذلك. وتشير آخر دراسة أجراها الدكتور شكيب النجاري من قسم الاوبئة بكلية الطب بفاس أن حوالي18 في المائة من المدخنين تتراوح أعمارهم ما بين15 و75 سنة من بينهم 5 ر31 في المائة من الرجال و3 ر3 في المائة من النساء, فيما تتحدد هذه النسبة لدى الشباب في5 ر17 في المائة. كما تفيد أن5 ر14 في المائة من الشباب ما بين13 و15 سنة جربوا التدخين وأن5 ر15 في المائة يتعاطون مختلف أنواع التدخين (سجائر, شيشة...) فيما4 ر6 في المائة يدخنون السجائر مقابل6 ر11 في المائة يدخنون أنواع أخرى من التبغ. ويذكر أن جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان كانت قد أطلقت في28 نونبر2007 برنامج «إعداديات, ثانويات ومقاولات بدون تدخين», الذي هم في مرحلة أولى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بجهات الرباط - سلا- زمور- زعير, وسوس ماسة درعة, والدار البيضاء الكبرى ليشمل في ما بعد خمس جهات أخرى هي فاس- بولمان، والعيون- بوجدور- الساقية الحمراء، ومراكش- تانسيفت- الحوز، ومكناس- تافيلالت, وطنجة- تطوان. ويتوخى البرنامج الحد من آفة التدخين في صفوف التلاميذ وداخل المؤسسات التعليمية والأوساط المهنية, والرفع من مستوى الوعي وإعداد برنامج تواصلي داخلي (لفائدة مستخدمي المقاولة) وخارجي (لفائدة زبناء المقاولة)، مع بلورة ميثاق «مقاولات بدون تدخين»،وخلق علامة (مقاولة بدون تدخين) التي سيتم منحها للمقاولات التي يبرز نجاحها في مكافحة هذه الآفة.