ينضاف أزيد من 30 ألف مغربي سنويا إلى لائحة المصابين الجدد بأمراض السرطان بسبب التدخين، كما يلتحق أزيد من 12 ألف شخص بقائمة المتعاطين للسجائر التي تعتبر المسؤول الأول عن % 38 من أمراض السرطان. وحسب نتائج دراستين أجريتا بالمغرب، كشفت عنها جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان في ندوة أقيمت أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء في إطار حملة لمحاربة التدخين، فقد ارتفعت نسبة النساء المدخنات بالمغرب، لتصل إلى% 4.3 سنة 2006 بعد أن كانت% 6.0 سنة 2000، نفس التقرير كشف عن تطور نسبة المدخنين بالمغرب حيث بلغت% 5.18 بعد أن كانت %2.17، وذلك في إطار دراسة أجريت على فئة عمرية تتراوح بين 15 و75 سنة. أوضح الطاهر العلوي رئيس اللجنة العلمية لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان بأن التدخين يعتبر القاتل الأول في العالم، وأن عدد ضحاياه يفوق ضحايا الحروب وحوادث السير وغيرها من أسباب الوفيات، باعتبار أن التدخين يتسبب في وفاة خمسة ملايين شخص كل سنة، حيث أن كل سيجارة تنزع من 8 إلى11 دقيقة من حياة المدخن، وكل مدخن من بين اثنين يفقدون حياتهم بسبب هذه السيجارة. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن التدخين مسؤول عن 30 في المائة من مجموع الوفيات بداء السرطان و38 في المائة من كل أنواع السرطانات و90 في المائة من سرطانات الرئة و80 في المائة من الأمراض التنفسية المزمنة و25 في المائة من أمراض القلب والشرايين. وأوضح الطاهر العلوي أن الخطر يتهدد الرجال والنساء على حد سواء، باعتبار أن هذه الأرقام تدفع إلى التفكير جديا في الاهتمام بالصحة العامة للمجتمع عبر توعية المواطنين بخطورة الوضع الحالي وإعطائهم البراهين العلمية المقنعة عن النتائج السلبية للتدخين. وأكد بأن برنامج الحملة الوطنية لمحاربة التدخين التي أطلقتها الجمعية ابتداء من 15 ماي والتي تستمر إلى حدود7 يونيو المقبل ، تحت شعار «جميعا ضد التدخين» تبنى مجموعة من الوسائل التحسيسية والتوعوية كالملصقات واللوحات الإشهارية و كبسولات تلفزية، وغيرها من وسائل التواصل، حيث أشار إلى أن تزايد عدد المدخنين داخل المجتمع وارتفاع عدد المصابين بالسرطان نتيجة التدخين حتم القيام بمجموعة من المبادرات للحيلولة دون استفحال هذه الآفة لتمكين المدخنين من وسائل تساعدهم على التوقف عن التدخين، أو أخذ احتياطات وقائية من خلال وصلات إشهارية تتضمن تقديم شهادات واقعية لمرضى أصيبوا بسرطانات مختلفة بسبب التدخين. وقد تمت تعبئة حوالي 635 طبيبا تم تكوينهم لمساعدة الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين. وأطلقت جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان في نونبر2007 برنامج أطلقت عليه إسم «إعداديات، ثانويات ومقاولات بدون تدخين »، هم مجموعة من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالعديد من جهات المغرب، حيث وصلت نسبة المؤسسات التعليمية المستفيدة لحد الآن % 33 بهدف الوصول إلى %100 السنة المقبلة. ويتوخى البرنامج الحد من آفة التدخين في صفوف التلاميذ وداخل المؤسسات التعليمية والأوساط المهنية، والرفع من مستوى الوعي، إضافة إلى إعداد برنامج تواصلي داخلي لفائدة مستخدمي المقاولة وبلورة ميثاق «مقاولات بدون تدخين»، للوصول إلى هدف «مقاولة بدون تدخين» وهي علامة سيتم منحها للمقاولات التي يبرز نجاحها في مكافحة التدخين. وعلى المستوى الدولي أشار الدكتور البهلاوي إلى أن التدخين يقتل 5 ملايين سنويا، وهي المادة الوحيدة في العالم التي تقتل نصف الأوفياء لها والمواظبين على اقتنائها، حيث سيصل عدد قتلى التدخين إلى 10 ملايين سنة 2025، وهو ما يشكل أكبر الأخطار المحذقة بالإنسانية.