أعلن أحمد زيدوح المتخصص في علم الأوبئة (مؤسسة للا سلمى لمكافحة السرطان)، في مداخلة خلال الأيام الصيدلية الجهوية الرابعة بفاس (9-8 ماي)، أن الحملة الوطنية، التي ستنطلق يوم 15 ماي 2009، في إطار الأعمال التي يبرمجها المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، ستكون على مدى شهر ضد التدخين، باعتبار أن سرطان الرئة الذي يتسبب فيه التدخين، إلى جانب عوامل أخرى، يحتل الدرجة الأولى لدى الرجال بالمغرب. وذكر زيدوح بأن الحالة الوطنية تقدر بـ 35 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا من بينها 12 ألف حالة فقط يتم التكفل بها. بحسب ملف ساكنة الدارالبيضاء الكبرى، الذي أحدث سنة ,2006 موضحا أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى لدى النساء بـ 36,10 في المائة، يليه سرطان عنق الرحم بـ 12,83في المائة. وأكد زيدوح أن الهدف العام لهذا المخطط الوطني الذي يوجد في طور الإنهاء، هو تقليص الأمراض والوفيات الناجمة عن السرطان، الذي يشكل أحد المشاكل الأساسية للصحة العمومية بالمغرب، لأن التشخيص يكون غالبا متأخرا والتكفل صعبا ومكلفا. وكانت نتائج دراسة ميدانية أعدتها الجمعية العالمية للبحوث والمعلومات حول الصحة حول التدخين في بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط من بينها المغرب، خلصت إلى أن 75 في المائة من المستجوبين اعترفوا بخطورة انعكاسات التبغ على الصحة، من خلال الإصابة بأمراض السرطان، وشرايين القلب، وأمراض الجهاز التنفسي، والجلطة الدماغية، وأوضح 89 في المائة من هؤلاء، أن أقرب طريق لتحسين وضعيتهم الصحية، هي الإقلاع عن التبعية لـ النيكوتين. وفي السياق ذاته، أكدت الدراسة أن المدخن المغربي ينفق على التدخين أكثر مما ينفق على التربية والتعليم، ويخسر مثله مثل مواطن الجزائر وتونس على التدخين نحو 50 دولارا شهريا. في الوقت الذي تشير فيه المعطيات الإحصائية إلى أن المغاربة يستهلكون سنويا أزيد من خمسة عشر مليار سيجارة، ويستفحل ذلك أكثر في أوساط الشباب والمراهقين. وكان البروفسور دوبوا، أستاذ الطب بالمستشفى الجامعي أميين بفرنسا، أكد في لقاء علمي بتونس العاصمة حول التدخين،أن العديد من الوثائق الداخلية السرية لمقاولات صناعة الموت بأميركا خاصة (الشركات العالمية للتبغ)، تبرز أن المتحكمين في زمامها اعترفوا بوجود مكونات قاتلة في تركيبة السجائر. هذا، وتتمثل أهداف المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، بحسب أحمد زيدوح المتخصص في علم الأوبئة، في تطوير الوقاية من السرطان، والبنية التحتية الطبية، وتسهيل الولوج إلى المعالجة من أمراض السرطان، وكذا تحسين نوعية العلاجات بدءا من العلاجات الأولية وصولا إلى العلاجات البديلة بما فيها الدعم النفساني للمرضى وإحداث نظام لمراقبة انتشار السرطان، وتطوير البحث العلمي في مجال السرطان. كما يطمح المخطط إلى وضع برنامج لتكوين الأطقم الطبية وشبه الطبية الضرورية، وتعمل فايزر المغرب حاليا بتعاون مع جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان، على تكوين 500 طبيب مغربي، في مجال مكافحة التدخين، وأشار زيدوح إلى أنه تمت برمجة وضع بنيات لمكافحة السرطان والقيام بإحداث أقطاب جهوية بكل مدن المملكة لعلم الأورام.