شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى، رئيسة جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، أول أمس السبت، بقصر الضيافة بالرباط، في أشغال الجمع العام العادي للجمعية، برسم سنة 2008 . (ح م) ووافق الجمع على مختلف القرارات، بعد أن قدم المجلس الإداري ومندوب الحسابات، التقريرين الأدبي والمالي، والتقرير المحاسبي، أمام الأعضاء والشركاء والمانحين . وهنأ أعضاء الجمع العام المجلس الإداري على مختلف إنجازات الجمعية، الاجتماعية والطبية المرتبطة بمحاربة داء السرطان بالمغرب، التي شملت عددا من محاور التدخل، من بينها الوقاية والكشف القبلي والتشخيص، والتكفل بالمرضى المصابين بالسرطان. وأعرب المجلس الإداري لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، خلال الجمع العام، عن شكره لمختلف أعضاء الجمع، لثقتهم ودعمهم للجمعية. وبعد اختتام الجمع العام، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، رئيسة جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، مرفوقة بصاحبتي السمو الملكي الأميرة غيداء طلال، رئيسة مؤسسة الملك حسين لمكافحة السرطان، والأميرة دينا ميريد، المديرة العامة للمؤسسة، عددا من المراسيم، بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان، الذي يجري تخليده يوم 22 نونبر من كل سنة . وعقب الجمع، جرى التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، ممثلة بكاتبتها العامة، لطيفة العابدة، والمركز الاستشفائي الجامعي لفودوا لوزان، ممثلا بالدكتور جون بليز واسيرفالن، المدير الطبي، وعدد من أعضاء الهيئة الطبية لهذه المؤسسة. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير التكوين عبر المبادلات والدورات التدريبية، والخبرة والبحث في مجال داء السرطان، ودعم تطوير المخطط الوطني للوقاية من السرطان ومراقبته. وترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى في أعقاب الجمع، مراسيم تسليم الشهادات لبعض المشاركين في مختلف الدورات التكوينية، التي نظمتها الجمعية. واستفاد من هذه الدورات، التي همت ميادين محاربة السرطان (جراحة وعلاج بالأشعة، والأنكولوجيا، والإقلاع عن التدخين، والتدبير، والتواصل، والعلاج الكيميائي والنفسي الأنكولوجي )، أطباء متخصصون، وأطباء في مجال الطب العام، وفيزيائيون، وممرضون. ونظمت هذه الدورات التكوينية بالمغرب والخارج (فرنسا، وسويسرا، والولايات المتحدة)، واستفاد منها نحو خمسمائة مهني. إثر ذلك، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى بتسليم الشهادات، برسم المباراة الوطنية (إعداديات وثانويات دون تدخين) لكل من ثانوية موسى بن نصير بالخميسات، وإعدادية أناسي بسيدي البرنوصي في الدارالبيضاء . وفي اليوم نفسه، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، رئيسة جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، بقصر الضيافة بالرباط، مراسيم تسليم الجائزتين الوطنية والدولية للجمعية لشخصيتين بارزتين. هكذا سلمت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى الجائزة الوطنية للجمعية، برسم سنة 2009، إلى نزار النقيب، وهو محسن يتحدر من عائلة كبيرة من الشرفاء العراقيين، الذي يولي اهتماما عن كثب لذوي الدخل المحدود، والمرضى المعوزين. كما سلمت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى الجائزة الدولية للجمعية، برسم سنة 2009، إلى البروفيسور جون لوميرل، وهو طبيب مختص في سرطان الأطفال، انخرط في جهود تحسين جودة العلاجات المقدمة للأطفال المصابين بالسرطان. واستحق نزار النقيب هذا التتويج لجهوده الكبيرة في مجال العناية بالمرضى المعوزين، إذ يتكفل بنفقات الاستشفاء لفائدة عدد منهم بالمغرب أو خارجه، ويقدم بشكل منتظم هبات على شكل أدوية باهظة الثمن. فبفضل هذا المهندس يتوفر مستشفى ابن سينا على قاعة لإجراء عمليات على القلب المفتوح، فريدة من نوعها في المغرب، ومجهزة بأحدث التكنولوجيا في هذا المجال. كما مول بناء وتجهيز طابق جديد مخصص لمرضى القلب والشرايين بالمستشفى نفسه. وقدم نزار النقيب أيضا، في إطار محاربة السرطان، هبة قدرها خمسة ملايين دولار لفائدة جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان، خصصت لتهيئة جناح للعمليات بالمعهد الوطني للأنكولوجيا بالرباط، وشراء معدات لفائدة مراكز الأنكولوجيا العامة، التي ستغطي في المستقبل القريب حاجيات العلاج بالأشعة لمرضى السرطان بالمغرب. من جهته، يتميز البروفيسور جون لوميرل بأنشطته في مجال تطوير علاجات السرطان لدى الأطفال، والبحث في مجال التوازن بين إيجابيات وسلبيات العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. كما تركزت أعمال لوميرل، الذي كان مسؤولا عن مصلحة طب الأطفال بمعهد غوستاف روسي، بباريس (1978 - 1996) حول سيكولوجية الطفل وأسرته، ومعالجة الآلام وإنجاز الدراسات الجينية حول الأورام لدى الطفل. وتميز البروفيسور لوميرل، أيضا، باعتباره طبيبا وأستاذا، بإحداث مدرسة التكوين الأوروبي في طب السرطان، وخلق الدبلوم الجامعي الأوروبي في البحث السريري حول السرطان. كما أشرف البروفيسور لوميرل على تكوين غالبية أخصائيي داء السرطان لدى الأطفال بالمغرب، فضلا عن تحفيزه للفرق الطبية المحلية على جعل المغرب أرضية لتكوين الأطباء والممرضين الأفارقة. وجعل من المملكة نموذجا على مستوى تنظيم طب السرطان بالنسبة للدول النامية.