أعطت الأميرة للا سلمى، رئيسة جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان يوم الأربعاء 24 مارس 2010 بالصخيرات انطلاق المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، الذي ستمتد فترة تنفيذه على مدى عشر سنوات، ويتمحور حول أربعة مجالات وثمانية وسبعين إجراء تهم الوقاية والكشف المبكر، والتكفل بالتشخيص والعلاج، والعلاجات المخففة للآلام. ودعت لطيفة العابدة، الكاتبة العامة لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، جميع الفعاليات إلى الانخراط في تفعيل هذا المخطط الذي يتضمن وضع برامج للوقاية خاصة في مجال محاربة التدخين وتعزيز نمط حياة صحي، وكذا وضع برامج للتشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم عبر أرجاء المملكة من خلال إحداث أزيد من ثلاثين مركزا للتشخيص. وقد تطلب هذا المخطط غلافا ماليا إجماليا يقدر بثمانية ملايير درهم. من جهته أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط حسين عبد الرزاق الجزائري، أن داء السرطان يحتل المرتبة الرابعة ضمن أسباب الوفيات في الإقليم، متوقعا أن تزداد معدلات انتشار هذا الداء ومعدلات الوفيات الناجمة عنه في العقدين المقبلين إذا لم تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهته. وبلغة الأرقام، يمثل داء السرطان بالمغرب نسبة 7,2 في المائة من مجموع الوفيات، ويسجل سنويا ما بين 35 ألفا و50 ألف إصابة جديدة بالسرطان، حسب تقديرات الدراسة الميدانية الأولى في المغرب حول مرض السرطان، التي أنجزتها جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان تبعا للمعطيات التي يوفرها سجل داء السرطان الخاص بجهة الدارالبيضاء الكبرى، حيث يصل معدل انتشار الداء ما بين 100 و180 حالة في كل 100 ألف نسمة. ويمس سرطان الثدي ما بين 10 إلى 40 مغربية من بين 100 ألف. حيث تصل نسبة انتشاره إلى 13 في المائة، ويعد ثاني نوع من السرطان الأكثر انتشارا بين نساء المغرب، بينما تتوفى بسببه، امرأة، كل دقيقتين عبر العالم. فيما ينتشر سرطان الرئة (وتعني الإصابة بهذا الداء الرجال فقط)، بين المغاربة بنسبة 8 في المائة، فيما لا تتعدى الإصابة بسرطان المثانة 6 في المائة. كما أن نسبة إصابة الأطفال بالسرطان لا تتجاوز 1 إلى 3 في المائة، بينما تشير إحصاءات دولية إلى تسجيل حوالي 1200 إصابة جديدة كل سنة، إلا أنه لا يصل إلى المستشفيات العمومية أقل من 800 حالة جديدة كل سنة. ومن أكثر السرطانات انتشارا بين الأطفال في المغرب، مرض اللوكيميا بنسبة 50 في المائة، يليها سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 45 في المائة. ويؤكد مختصون أن هذه الأرقام تبقى مع ذلك غير شاملة بالنظر إلى محدودية وسائل التشخيص. وأشار أطباء أن البحث العلمي وفر علاجات جديدة وفعالة لهذا الداء الخطير، خاصة سرطان الثدي، لكن مع ذلك مازالت تكلفته عالية جدا وفي غير متناول المواطنين. وكان سعيد بن شقرون رئيس قسم أمراض الدم والأنكولوجيا بمستشفى 20 غشت في الدارالبيضاء، قد ذكر أن علاج السرطان يكلف ما بين 20 ألف و150 ألف درهم بحيث لا يحصل على تلك الرعاية فعلا سوى 15 في المائة من المرضى. وقال رئيس قسم الأنكولوجيا بالمستشفى الجامعي ابن رشد عبد اللطيف بن يدر إن أكثر الأنواع شيوعا هو سرطان الثدي متبوعا بسرطان الرحم. وسرطان الرئة في المركز الثالث لكنه يهدد بالانتشار أكثر من الأنواع الأخرى. ويتوقع أن تزداد الأنواع الأخرى من السرطان أيضا خاصة سرطان القولون المرتبط بنوع الغذاء.