في الوقت الذي تنص فيه اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، على إظهار الآثار الضارة لتعاطي التبغ بالصور، فإن التحذيرات الصحية على علب السجائر التي تروج بالمغرب، لا تتعدى جملة قصيرة أسفل العلبة تشير إلى أن التدخين مضر بالصحة- قانون ,9115 خلافا لما نص عليه مؤتمر الأطراف في هذه الاتفاقية، الذي يلزم 60 بلدا من بينها المغرب، بتنفيذ تدابير التحذيرات الصحية المصورة ضد السجائر وسائر منتجات التبغ، ويوصي فيها بأن تحتل ما لا يقل عن 50 في المائة من المساحة المخصصة للعرض على منتجات أغلفة السجائر. فيما يشدد مراقبون على أن الحملة التي يخوضها المغرب خلال هذه السنة للتحسيس بمخاطر التدخين، في أفق العمل بقانون منع التدخين في الأماكن العمومية السنة المقبلة، تخلوا من التحذيرات الصحية المصورة التي تجسد مضار التدخين بشكل واضح، وذلك لأجل تثبيط المدخنين عن تعاطي التدخين. وفي موضوع ذي صلة، أشار حسين الجزائري، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الجزائري في كلمة له بمقر المنظمة في القاهرة مساء أول أمس الإثنين، بمناسبة إطلاق حملة لمكافحة التدخين تنظم تحت شعار التحذيرات الصحية المصورة ضد التدخين، وذلك في إطار اليوم العالمي لمكافحة التدخين، إلى أن أربع دول فقط من بين 22 دولة في إقليم شرق المتوسط تضع تحذيرات مصورة على أغلفة منتجات التبغ هي مصر والأردن وإيران وجيبوتي. ودعا بالمناسبة جميع وزارات الصحة بالإقليم إلى تبني تحذيرات صحية مصورة، مؤكدا على أن شركات صناعة منتجات التبغ العالمية أخذت تستخدم أغلفة منتجاتها من التبغ على نحو تجتذب به مدخنين جددا وبخاصة من الشباب والنساء. ومن جهة أخرى، كشف مشاركون في أشغال الأيام الدولية الأولى لمكافحة التدخين التي افتتحت الأحد المنصرم بقسنطينة تحت شعار المساعدة على الإقلاع عن التدخين بأن نصف المدخنين يهلكون جراء هذه الآفة. وأكد في هذا السياق الدكتور كريستيان بريفو من كلية الطب بجامعة مونبولييه بفرنسا، أن العلم أثبت بصفة واضحة أن الأمل في الحياة للمدخن يتقلص بـ10 سنوات.