اختارت منظمة الصحة العالمية شعار "اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التدخين" للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة هذه الآفة التي تودي بحياة ملايين الأشخاص، وذلك بغية تسليط الضوء على أهمية الاتفاقية والتأكيد على الالتزامات التي تعهَّد الأطراف بالوفاء بها وتعزيز الدور الأساسي لمؤتمر الأطراف ولمنظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم للبلدان. وسيتم الاحتفال هذه السنة باليوم العالمي لمكافحة التدخين (31 ماي) بطريقة تبرز أهمية هذه الاتفاقية إجمالاً، وتؤكد على الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف بموجبها، وتعزز الدور الرئيسي الذي يؤديه مؤتمر الأطراف ومنظمة الصحة العالمية لدعم الجهود التي تبذلها البلدان من أجل الوفاء بتلك الالتزامات. وتفرض اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية، شأنها شأن المعاهدات الأخرى، التزامات قانونية على الأطراف فيها - أي على البلدان (والاتحاد الأوروبي) التي انضمت إليها بصفة رسمية. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة ترجمة الالتزامات التي تفرضها الاتفاقية لمكافحة التبغ فوراً إلى حقائق على أرض الواقع من خلال خلق آليات وطنية مضيفة أنه يتعين على المنظمات وعلى المؤسسات وعلى المجتمع المدني أن يعمل على تقديم الدعم للحكومات في تنفيذ الاتفاقية العالمية الإطارية بشأن مكافحة التدخين. وتهم هذه الالتزامات، بالخصوص، حماية سياسات الصحة العمومية من المصالح التجارية وأيّة مصالح راسخة أخرى لدوائر صناعة التبغ"، واعتماد تدابير سعرية وضريبية للحد من الطلب على التبغ" وحماية الناس من التعرّض لدخان التبغ"، وتنظيم محتويات منتجات التبغ" وتنظيم الكشف عن منتجات التبغ" وتنظيم عمليتي تغليف وتوسيم منتجات التبغ"، وتحذير الناس من أخطاره، وحظر الإعلان عنه والترويج له. وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن يشهد هذا العام وفاة أكثر من خمسة ملايين نسمة من جراء نوبات قلبية أو سكتات دماغية أو حالات سرطانية أو أمراض رئوية أو أمراض أخرى مرتبطة بالتبغ، مشيرة الى أن هذا العدد لا يشمل الأشخاص الذين سيقضون نحبهم بسبب التعرّض لدخان التبغ غير المباشر والذين يمثلون أكثر من 600 ألف نسمة، ربعهم أطفال. ومن المحتمل أن يزداد عبء الوفيات السنوية الناجمة عن التبغ على الصعيد العالمي ليصل إلى ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030. كما ان تعاطي التبغ قد يودي بحياة مليار نسمة في القرن الحادي والعشرين، بعد أن فتك بنحو 100 مليون نسمة خلال القرن العشرين. وعلى الصعيد الوطني يعمل المغرب جاهدا على الانخراط في المجهودات الدولية الرامية الى محاربة ظاهرة التدخين سواء على المستوى التشريعي أو على صعيد إعداد برامج ومخططات تهدف الى مأسسة منع التدخين. ويتم العمل على مأسسة منع التدخين من خلال إعداد برامج وطنية بشراكة بين وزارة الصحة وجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان تهم بالخصوص ميثاق "الإعدادية الثانوية والثانوية التأهيلية بدون تدخين "، وميثاق "مستشفى بدون تدخين"، و"مقاولة بدون تدخين ". ويستهدف هذا البرنامج نشر الوعي بمخاطر التدخين عبر تنظيم أنشطة تحسيسية وتربوية وتوجيهية وكذا مواكبة ودعم المقاولات في إرساء خدمات وممارسات لفائدة مستخدميها من أجل الوقاية من التدخين ومحاربة الادمان عليه. وللإشارة فقد مكنت المجهودات المبذولة في هذا السياق من خفض معدلات انتشار التدخين بنسبة 5ر1 في المائة في صفوف التلاميذ ما بين سنتي 2007 و2009 على مستوى مدن فاس ومراكش ومكناس والرباط. كما تم تسجيل انخفاض بنسبة 3 في المائة في معدل انتشار التعاطي للتدخين لدى مدرسي المؤسسات التعليمية بنفس المدن. وأظهرت الدراسة التي تم إنجازها في إطار صياغة المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان سنة 2008، أن نسبة تعاطي التدخين بالمغرب بلغت 16 في المائة، وان واحدا من أصل ثلاثة أشخاص يدخن. وأبانت الدراسة أيضا عن خطورة التدخين السلبي الذي تتعرض له 32 في المائة من الساكنة في محيطها العائلي، و17 في المائة منها في الوسط المهني و60 في المائة في الأماكن العمومية.