تركز منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو، بشكل خاص على الآثار الضارة لأنشطة تسويق التبغ التي تستهدف النساء والفتيات، تحت شعار عنوان «التبغ خطر على الجنسين: سهام تسويقه تستهدف المرأة.» وتُعد مكافحة وباء التبغ بين النساء جزءاً هاماً من أية استراتيجية للمكافحة الشاملة للتبغ. ويسلط اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام الضوء على ضرورة أن تفرض الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والبالغ عددها 170 طرفاً، حظراً على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته وذلك وفقاً لد ساتيرها أو لمبادئها الدستورية. يشهد انتشار وباء تعاطي التبغ تراجعاً بطيئاً بين الرجال في بعض البلدان فإن انتشار تعاطي التبغ يشهد تزايداً بين النساء ببعض البلدان. وتُعد المرأة هدفاً رئيسياً لدوائر صناعة التبغ التي تحتاج إلى ضم مدخنين جدد لتعويض نصف المدخنين الحاليين الذين سيموتون قبل الأوان من جراء الإصابة بالأمراض التي يتسبب فيها تعاطي التبغ، علماً أن تعاطي التبغ قد يتسبب في وفاة مليار شخص خلال هذا القرن. وتبلغ نسبة المدخنات 9 في المائة تقريباً مقارنة بنسبة المدخنين التي تبلغ 40 في المائة، وهناك نحو 200 مليون أنثى مدخنة فقط من بين أكثر من مليار مدخن في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. ومن بين أكثر من خمسة ملايين شخص يموتون سنوياً من جراء تعاطي التبغ هناك 1.5 مليون امرأة تقريباً. وما لم تُتخذ إجراءات عاجلة يمكن أن يقتل تعاطي التبغ أكثر من ثمانية ملايين شخص بحلول عام 2030، من بينهم 2.5 مليون امرأة، ثلاثة أرباعهن في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وهي الأقل قدرة على تحمل هذه الخسائر. ويذكر أن دراسة نشرت في دورية «طب الأطفال» في مارس الماضي، اتهمت شركة سجائر أمريكية بالتأثير على الفتيات القاصرات وجذبهن نحو التدخين بتسخير الإعلانات لتحقيق ذلك. وأشارت الدراسة إلى أن الإعلان الترويجي الذي أطلقته شركة أر. جيه. رينولدز عام 2004 لتسويق منتجها من سجائر «كاميل رقم 9» «Camel No 9» دفع ب174 ألف فتاة قاصر، في الولاياتالمتحدة، نحو شرك التدخين. ومن جانبه، قال د. دوغلاس بيتشر، مدير مبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية يقول إن النساء يشكلن نسبة 20 في المائة تقريبا ممن يدخنون التبغ، والبالغ عددهم أكثر من مليار شخص في العالم. وأضاف: «الأسوأ من ذلك أن مزيدا من الفتيات بدأن بالتدخين. ففي خمسين بالمائة من بين 151 بلدا شملها مسح منظمة الصحة العالمية، عدد الفتيات والفتيان المدخنين متقارب جدا. وفي بعض البلدان، عدد الفتيات المدخنات يفوق عدد الذكور»، وفق الأممالمتحدة. وتابع: «ببساطة لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الاتجاه. يجب على جميع الحكومات أن تتخذ إجراءات لحماية المرأة من الإعلانات المروجة للتبغ وفقا لما نصت عليه الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ.» ولفتت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أصدرته أواخر العام الماضي، بشأن «وباء التبغ العالمي»، إلى أن قوانين منع التدخين بصورة كاملة لم تشمل إلاّ 5.4 في المائة من سكان العالم في عام 2008. وقال التقرير، الذي نشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة إن هناك «154 مليون نسمة لم يعودوا معرّضين لأضرار دخان التبغ في أماكن العمل والمطاعم والحانات وغير ذلك من الأماكن العامة الموجودة داخل المباني.» وقالت المنظمة «لا يزال التبغ يمثّل أهمّ أسباب الوفاة التي يمكن توقيها، إذ يودي بحياة أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام. وأشار التقرير إلى إمكانية ارتفاع عبء الوفيات السنوية إلى ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات عاجلة لمكافحة وباء التبغ.» «سي آن آن» يشار الى ان نسبة المتعاطين للتدخين بالمغرب تبلغ 30 في المائة عند الرجال في حين لا تمثل لدى النساء سوى 3 في المائة، وذلك حسب دراسة قامت بها الجمعية المغربية لمساعدة المصابين بأمراض تنفسية مزمن