أضحى الإقبال على السجائر الإلكترونية من طرف الشباب خاصة الفتيات أمرا ملفتا، وفي هذا الصدد نبهت وزارة الصحة وجمعيات المجتمع المدني، إلى ضرورة إتخاذ التدابير اللازمة لحماية هؤلاء من مخاطر هذه المنتجات التي يتم الترويج لها ك "بديل أكثر أمانا" مقارنة بالسيجارة العادية أكد الدكتور جمال الدين البوزيدي، أخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة ، أن الدعاية الزائفة التي تقوم بها الشركات المنتجة للسجارة الإلكترونية، تدعي أنها غير مضرة بصحة الإنسان، ويزعم البعض أنها بديل للإقلاع عن التدخين، فيما يفند العديد من العلماء والمختصين حقيقة هذه الأقاويل، فيما أفتت مؤخرا الهيئة العليا للصحة بفرنسا بضرورة تجنب السجارة الإلكترونية كبديل للإقلاع عن التدخين. ويفسر المختص في الأمراض الصدرية، أنه بعد عملية تسخين السجارة الإلكترونية، يتكون بخار يحتوي على النيكوتين، والنكهات، ويحدث آنذاك حرق لمجموعة من المواد التي تعطي في الأخير دخان، والمعلوم أن أي مادة يتم حرقها تشكل خطرا على صحة الإنسان، مشيرا إلى أن السجارة العادية مكونة من عنصرين، النيكوتين الذي يؤدي للإدمان ، والقطران الذي يحتوي على 4000 جزيئة وأخطرهم أول أكسيد الكربون والنيكوتين، كما تحتوى على 37 مادة مسببة للسرطان، سواء داخل الجسم أو داخل المختبر. وأبرز الأخصائي، أن الترويج للسيجارة الالكترونية على أنها البديل الأكثر أمانا مقارنة بالسجائر العادية يندرج في إطار الاستراتيجيات التواصلية التي تعتمدها شركات التبغ بعدما أصبحت محاصرة بشكل كبير من طرف العلماء، خاصة بعدما تم إجبارها على كتابة عبارة "التدخين يقتل" في جميع علب السجائر "ومن ثم فهي تسعى للتحايل على ذلك من خلال إبتكار بدائل أخرى لا تقل خطورة، في الواقع، عن السيجارة العادية". وفي هذا الصدد، ينصح الأخصائي الشباب بصفة خاصة بضرورة الإبتعاد عن جميع أنواع المخدرات، لأنها تعود بمشاكل صحية صعبة جدا خصوصا عندما يتقدم الإنسان في السن. موضحا في الوقت ذاته، "في السابق كنا نلاحظ أن الأمراض الناجمة عن التدخين، ولاسيما الإنسداد الرئوي المزمن، حيث تتكون فقاعات الهواء في الرئتين والسرطان، كانت تظهر بعد سن الأربعين، وحاليا أصبحت تظهر قبل سن الثلاثين بسبب إقبال الشباب على السجائر في سن مبكر جدا بسبب التدخين بشراهة". وخلص الدكتور جمال الدين البوزيدي، إلى ضرورة تنظيم حملة توعوية واسعة بمشاركة مختلف المتدخلين، من بينهم السلطات العمومية والمؤسسات العلمية ذات الطابع الطبي ووسائل الإعلام، من أجل تحسيس المراهقين والشباب وباقي شرائح المجتمع بمخاطر التدخين بصفة عامة وتدخين السجائر الالكترونية بصفة خاصة. وفي السياق ذاته، دعت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب إلى اتخاذ ما يلزم لحماية الشباب من مخاطر السيجارة الالكترونية الآخذة في الانتشار، وذلك عبر التركيز على التوعية والتحسيس بخطورة استعمالها وتقنين منعها على القاصرين والقاصرات، باعتبار أن الثروة الحقيقية لهذا الوطن هي فئة الشباب التي يجب أن يستثمر فيها كطاقة بشرية في كل ما هو إيجابي. وتساءلت الشبكة عن دور القطاعات الحكومية ولجان المراقبة في الحد من انتشار هذه الظاهرة ذات التأثير السلبي على الصحة، خاصة وأن السيجارة الالكترونية التي يتم بيعها بنكهات متعددة، يتم تبادل استعمالها بين الشباب ويصدر عنها دخان كثيف له تأثيرات ضارة على المستعملين والمحيطين بهم في الفضاءات العامة. ودعت جميع الجهات المعنية إلى التفاعل الإيجابي والمستعجل مع هذا المعطى الذي يحمل خطورة كبيرة على المستوى الصحي، وذلك عبر تشديد المراقبة على بيع هذه السجائر التي أضحت ظاهرة يتم التطبيع معها على مستوى الإعلام العمومي من خلال سياق بعض المسلسلات والأفلام التي تساهم في الإشهار العام والتسويق لهذا المنتوج الذي يحمل خطورة على صحة الشباب والمراهقين. من جهتها، أكدت الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، أن وتيرة تعاطي السيجارة الالكترونية بين التلاميذ بكل الأسلاك، بدأت في الآونة الأخيرة تأخذ منحى تصاعديا. وأبرزت أن الأرقام والإحصائيات التي تتوفر عليها تشير إلى وجود ارتفاع مضطرد في الحالات التي تخص تعاطي الأطفال للسيجارة الالكترونية وإدمانهم عليها، موضحة أنه "بالإضافة إلى هذين المؤشرين الدالين على تفشي الظاهرة، تتلقى الجمعية مكالمات وتبليغات كثيرة عن حالات تعاطي أطفال في سن مبكرة لاستهلاك هذا النوع من السجائر الذي ينطوي بدوره على خطورة بالغة خاصة بالنسبة للأطفال الذين يتأثر نموهم البدني والعقلي والوجداني بشدة بفعل استهلاكهم لهذه المواد ذات السمية العالية".