في الوقت الذي تنتشي فيه الطغمة العسكرية للعصابة الحاكمة في الجزائر بانتصاراتها الوهمية وبنياشينها المزورة والمغشوشة، في استعراضات حربية لمتلاشياتها العسكرية ولعضلاتها المترهلة، بهدف ترهيب الشعب الجزائري، وخنق حراكه وسرقة ذاكرته التحريرية، والتلويح بتهديدات موجهة للداخل الجزائري قبل أن توجه للخارج، كانت إفريقيا على موعد مع استحقاق مؤسساتي وديمقراطي مكن المغرب من الوصول إلى مراكز القرار في البرلمان الإفريقي، واكتساح هياكل التدبير في الاتحاد الإفريقي، واختراق منظومة المؤامرة المافيوزية الجزائرية، التي اضطرتها الديبلوماسية المغربية إلى الانسحاب من المنافسة في هذا الاستحقاق البرلماني للاتحاد الإفريقي، تجر معها ذيول الخيبة والهزيمة والفشل، وتسحب قوتها الضارطة، مخلفة وراءها إرثا ثقيلا من الإساءات لهذا المنتظم القاري وأجهزته التي على المغرب وكل الدول الإفريقية المحبة للسلام والعدل، أن تشرع في كنسها وطمر أحقادها إلى غير رجعة، فاتحة بذلك عهدا جديدا من الجدية والمصداقية والموثوقية والواقعية والحكمة في إدارة ودعم المصالح الحيوية والمشتركة لشعوب القارة ودولها. كانت معركة طاحنة مع العصابة الجزائرية وأزلامها ومرتزقتها، في أروقة البرلمان الإفريقي، وفي إطار الدورة العادية للولاية التشريعية الخامسة لهذه المؤسسة المنعقدة ما بين 27 يونيو الفارط و2 يوليوز الجاري بجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، انتزع فيها المغرب باقتدار واستحقاق وبأغلبية الدول الإفريقية تمثيليات في رئاسة أو نيابة عن الرئاسة أو عضوية الهيئات واللجان الوازنة والفاعلة التابعة للبرلمان الإفريقي، حيث تمكن من رئاسة أهم مجموعة في هذا المنتظم وهو تجمع الشباب الإفريقي، في شخص النائبة البرلمانية المغربية بجهة العيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية، السيدة ليلى داهي، وكانت العصابة الحاكمة في الجزائر تتربص بهذا المقعد لتفويته لمرتزقتها، وبذلت كل جهودها المحمومة ودسائسها ومناوراتها في سبيل ذلك، قبل أن تنسحب بكل خسة ودناءة رافضة المشاركة في استكمال المسلسل الديمقراطي لهذا الاستحقاق الإفريقي الذي عطلته خلال السنة الماضية، ووضعت في طريقه كل العراقيل حتى لا يفضي إلى ما ينتظرها من سقوط مدو، وهاهي اليوم تقترب من هذا السقوط في كل خطوة عدائية لها تجاه مصالح المغرب، وتجاه أمن واستقرار ونماء الدول الإفريقية. وبالإضافة إلى رئاسة المغرب لتجمع الشباب بالبرلمان الإفريقي، فإنه تولى منصب نائب رئيس لجنة النوع الاجتماعي بهذا البرلمان، وحظي بعضوية لجان ذات تأثير في عدد من الملفات الكبرى والقوية بهذا التجمع القاري. لقد عملت العصابة وأزلامها ومرتزقتها طيلة الإعداد لهذا الاستحقاق البرلماني الإفريقي، على التحريض ضد المغرب عبر التحريش بين المغرب والدول الإفريقية بما افتعلته من أحداث إقحام مهاجرين سريين من جنوب الصحراء وشرقها في نزاعها مع المغرب، وزيفت الوقائع بالتباكي على ضحاياها الأفارقة الذين ألقت بهم على خط المواجهة مع قوات الأمن المغربية وحرس المعابر، وحاولت استثمار الأحداث المؤلمة والمؤسفة في الناظور ومعبر مليلية المحتلة بشكل مخز وجبان، لتشويه صورة المغرب وسمعته أمام أشقائه الأفارقة، فكان الرد صاعقا على العصابة من أغلبية الدول الإفريقية التي وضعت ثقتها في المغرب، وصوتت لصالحه في المحفل البرلماني الإفريقي ليتولى مهمات ومسؤوليات في مراكز القرار والتدبير للشأن الإفريقي، وحمل صوت الشباب الإفريقي على الصعيد الدولي، والذي تدخل مسألة البطالة والهجرة في صميم اختصاص تجمع الشباب الإفريقي، وما استقبال الرئيس الجديد للبرلمان الإفريقي تشارومبيرا، للوفد المغربي كأول وفد عن المجموعات الإفريقية، وتعبيره عن رغبته الشديدة في التعامل والتعاون المباشر مع البرلمانيين المغاربة والمملكة المغربية، وإشادته بشكل كبير بالمبادرات التي أطلقها ملك المغرب تجاه القارة الإفريقية، إلا تأكيد على المكانة الوازنة والإيجابية والمؤثرة للديبلوماسية المغربية في الساحة الإفريقية. فمنذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بعد غياب طويل عاثت فيه العصابة فسادا في هذا المنتظم القاري، كانت كل المؤشرات بما فيها تضامن أغلبية الدول الإفريقية مع المغرب في قضية وحدته الترابية، تتجه إلى التأسيس لبداية العد العكسي في اتجاه شطب مرحلة العربدة العدوانية الجزائرية الانفصالية إلى غير رجعة، والتمهيد التدريجي لطرد أزلام العصابة ومرتزقتها وتعليق عضويتهم في الاتحاد الإفريقي، الذي دخلوه تسللا، وسيخرجون منه بصفعة تاريخية لن تُبقي لهم قدما في مؤسسة أو هيئة قارية تحترم نفسها وعلاقاتها وشراكاتها والتزاماتها. لم تَبْق إلا خطوات قليلة على الضربة المغربية القاضية التي ستصيب هذه الأزلام وهؤلاء المرتزقة في مقتل، ليحيى من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، ولذلك فليفرح المغاربة وكل أحرار وشرفاء إفريقيا برَد كَيد العصابة إلى نحورها، تتجرع سمومها وتشهد من نفسها ومصيرها كيف تكون عاقبة المجرمين في حق الشعوب التي كسرت تطلعاتها الوحدوية والتنموية، وغرست في صفوفها الكراهية والحقد والمؤامرة والابتزاز والاستفزاز. لقد دقت ساعة الوحدة الإفريقية والتضامن الإفريقي الحقيقين، ولا رجوع ولا نكوص إلى حين إسقاط آخر قدم للاحتلال المافيوزي للمحفل الاتحادي الإفريقي، وإرسال العصابة ومرتزقتها إلى مزبلة التاريخ.