تؤكد كل المؤشرات الخاصة بمسار المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24) المنعقد حاليا بمدينة كاتوفيتشي (جنوببولونيا)، أن المفاوضات العسيرة الجارية قد لا تفضي الى حصول اتفاق نهائي. وأعلنت رئاسة مؤتمر المناخ، الخميس 13 دجنبر، أن 630 نقطة من النقط المتفاوض بشأنها لم يحصل بشأنها اتفاق بين الأطراف المعنية الى حدود مساء أمس الأربعاء، في الوقت الذي يتعين فيه اعتماد الوثيقة بالإجماع قبل اختتام الفعالية الدولية يوم غد الجمعة. وحسب الملاحظين والخبراء، يبقى هذا الأمر، من الناحية النظرية، عسيرا والى حد ما غير ممكن. كما أكدت مصادر متطابقة أنه قبل 24 ساعة من نهاية قمة المناخ العالمي للأمم المتحدة، تتضاءل فرص التوصل إلى توافق يمهد الطريق لتنفيذ اتفاق باريس، في ضوء المفاوضات العسيرة والمتشنجة أحيانا والاختلافات المستمرة. والى حدود يوم الاثنين الماضي، كانت هناك 983 قضية لم يحصل بشأنها توافق قبل أن تتقلص الى 668 في اليوم التالي، أي يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن الاتفاق الكامل يتطلب جهدا استثنائيا من المفاوضين، الأمر الذي قد لا يتحقق بسبب العامل الزمني واختلاف وجهات النظر حول قضايا أساس يعتبرها البعض “مبدئية”. وفي هذا السياق، قال ميشال كورتيكا، رئيس مؤتمر (كوب 24)، إن المفاوضات الى حدود مساء أمس الأربعاء “تمضي قدما، ولكن ما يزال أمام المشاركين فيها الكثير للقيام به لتحقيق الأهداف المرسومة أمام مؤتمر المناخ بكاتوفيتشي”. ورأى رئيس (كوب 24) أن نقطة الضوء المهمة في المؤتمر هي الموافقة على مضاعفة تمويل العمل المناخي من قبل البنك الدولي إلى مستوى 200 مليار دولار في غضون خمس سنوات، إضافة الى المشاركة الايجابية للخبراء الدوليين والعلماء والمنظمات غير الحكومية والجماعات المحلية. ورغم هذا الطرح المتشائم الى حد ما، قال رئيس المؤتمر إن آراء المفاوضين، بشكل عام، يحصل فيها التقارب مع توالي الساعات، ما قد يمكن من الانتقال من القضايا التقنية إلى القضايا السياسية، وضبط التفاعل بين المستويين السياسي والتقني في ظرف زمني مهم، مع مراعاة ما يجب حله على كلا المستويين بهدف توفير آليات تنفيذ اتفاق باريس. وفي نفس السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، في كلمة بمناسبة انعقاد أشغال مؤتمر التغيرات المناخية (كوب 24)، إن المفاوضات الجارية لم تساهم الى حد اليوم في حل القضايا الرئيسية للمناخ. وأوضح غوتيريش أنه “وعلى الرغم من التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية خلال الفعالية العالمية، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله، كما أن القضايا الرئيسية لم يتم حلها بعد”. وبدورهم، أعرب العديد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر عن شكوكهم في إمكانية التوصل إلى اتفاق يوم غد الجمعة، أي يوم اختتام المؤتمر. وأقر هؤلاء بأنه سيكون من “الصعب” تحديد قواعد تنفيذ اتفاق باريس بحلول يوم غد الجمعة. وفيما شددوا على ضرورة الحفاظ على كنه وطبيعة اتفاق باريس، لاحظوا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للتوصل إلى توافق في الآراء، وضمان نجاح دورة كاتوفيتشي كما حصل في دورتي باريس ومراكش. وتستمر أشغال المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24) الى غاية يوم غد الجمعة، الذي من المفروض الإعلان خلاله عن البيان الختامي.