تنظم المؤسسة الوطنية للمتاحف بدار الباشا – متحف الروافد بمراكش ، معرضا فنيا بعنوان “رحلات باتي بيرش : شغف ومجموعات ” تكريما لباتي بيرش وهي متبرعة أمريكية ومواطنة من العالم أغنت بتجربتها المشهد الثقافي للمدينة الحمراء. ويتكون المعرض ، الذي افتتح مساء أول أمس الخميس بحضور على الخصوص، محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ورئيس معهد العالم العربي جاك لانغ ، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي ، من حوالي 200 قطعة أنشأتها باتي بيرش على امتداد عقود طويلة خلال رحلاتها عبر العالم وحتى وفاتها سنة 2007. ويضم المعرض ستة أقسام وهي “مدخل ” و”الفن الآسيوي ” و”الفن ما قبل الكولمبي” و”لمحة من التراث اليهودي المغربي ” و”الفن الإفريقي ” و”قطع مختارة من الفن الإسلامي “. كما تم إغناء المعرض بقطع تراثية استقدمت من بعض المتاحف الوطنية وقطع من المجموعة التي تبرع بها خالد لغريب. وقال ساجد في تصريح للصحافة بهذه المناسبة ، إنه “من الفخر تثمين هذه القطع من الفن المغربي “، مشيرا إلى أن دار الباشا – متحف الروافد تتميز بهندستها المعمارية الرائعة وخضعت خلال السنوات الأخيرة للترميم وإعادة التأهيل بفضل العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للمدن العتيقة ومآثرها التاريخية. وأضاف أن صاحب الجلالة أعاد الاعتبار أيضا لمهن الصناعة التقليدية مما مكن الصناعة التقليدية من الازدهار وتحقيق إقلاع بقطاع السياحة بفضل هذا التراث الذي يتم تثمينه داخل هذا النوع من المتاحف التي تتيح للسياح اكتشاف ثقافة وحضارة المملكة. من جانبه ، قال جاك لانغ ، في تصريح مماثل ، إن “دار الباشا تعد متحفا رائعا وجميلا للغاية وتضم معرضا مشرقا يعكس الغنى الثقافي المغربي الرائع والمتميز “. واستطرد قائلا “ما أعجبني أكثر هو أن المسؤولين على المتحف وضعوا بمدخله ديباجة الدستور المغربي” ، مبرزا أنه من خلال هذه الديباجة تتجلى مساهمة مختلف الروافد (الافريقية ، الاسلامية ، العربية ، العبرية ، والمتوسطية) في اغناء الهوية المغربية. أما رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي ، فأكد من جانبه ، أن هذا المعرض يعد تكريما لسيدة عشقت المغرب وتبرعت بمليون دولار من أجل إعادة ترميم منبر الكتبية ، كما تبرعت للمغرب ب 1500 قطعة والتي تعد اليوم من المكونات الأساسية بالمتحف “. وعبر عن سعادته “بكون دار الباشا – متحف الروافد تمت تهيئتها بمال خاص “، مبرزا العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي سبق أن قام بزيارة للإطلاع على مستوى تقدم الأشغال بهذا المتحف حيث شكلت هذه الزيارة تشجيعا لأعضاء المؤسسة الوطنية للمتاحف للاشتغال أكثر وبجدية “. يذكر أن باتي بيرش ، المزدادة سنة 1923 بنيويورك ، ولجت منذ شبابها الميدان الفني وعالم المتاحف وعملت كمحافظة بقسم الفن الاسلامي بمتحف ميترو بوليتان بنيويورك ، ما مكنها خلال ستينيات القرن الماضي من القيام بعملية ترميم واسعة استطاعت خلالها ترميم منبر الكتبية المعروف حاليا بقصر البديع بمراكش. وانصب اهتمامها فيما بعد على دار الباشا حيث كانت تعتزم إنشاء متحف للفنون يضم مجموعات متحفية عالمية ذات قيمة انثروبولوجية بالغة يعرض جزء منها اليوم ضمن معرض “رحلات باتي بيرش : شغف ومجموعات “. يشار إلى أن متخف دار الباشا يقع بقلب المدينة العتيقة لمراكش وهو إقامة سكنية بنيت بداية القرن العشرين حسب الفن المعماري المغربي الذي يبرز مهارة الصانع التقليدي المغربي أضيفت إليه عناصر تزيين مستوحاة من أوربا. وقد تسلمت المؤسسة الوطنية للمتاحف هذه البناية سنة 2015 لتعمل على ترميمها وتحويلها إلى متحف الروافد كشاهد على الثقافة المغربية وتعدد مكوناتها.