قال قطبي، في ندوة صحفية، أمس الأربعاء بالرباط، إن "جلالة الملك كلفني برئاسة المؤسسة الوطنية للمتاحف، من أجل العمل على تمكين المغرب من بنيات ثقافية عالية المستوى، تحفز الإبداع والتنمية الثقافية"، مبرزا أنه مكلف بأن يتمكن المغاربة من التعرف على تاريخهم، ومن إتاحة ظروف ملائمة للمحافظة على التراث الفني المغربي ونشره، بالموازاة مع تشجيع الابتكار والعمل على دمقرطة الفعل الثقافي. وأضاف أن "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر أصبح مكانا للتفاعل بين الفنانين، وهدفه الرئيسي هو تشجيع المواهب الفنية المعاصرة، وأن يكون قبلة يتعرف من خلالها، المغاربة والأجانب، على إبداعات الفنانين المعاصرين"، مشيرا إلى أن المتحف يعد مرآة للدينامية والتقدم بالمغرب، المعروف بتعايش سكانه في جو من التناغم والتسامح. كما سيساهم في الحياة الثقافية، عبر تحفيز التفاعل بين الجمهور والفنانين، والانفتاح على عالم الإبداع الدولي ومختلف تمثلاته. وبخصوص أعمال المؤسسة الوطنية للمتاحف، أوضح قطبي أنه يعتزم النهوض بالإبداع المتحفي والحفاظ عليه، من خلال إعداد مشروع قانون يتعلق بعلامة "المتحف"، وتعزيز التعاون مع متحف اللوفر، من خلال ترميم "منبر القرويين" وتحويله إلى قطعة متحفية، وإحداث متحف للفنون الإسلامية، بفضاء المتحف الأثري القديم بالرباط، ومتحف لتاريخ وثقافات المغرب، بدار الباشا بمراكش، ومتحف آخر متخصص في الزي التقليدي المغربي، مثل القفطان والحلي والجواهر التقليدية، تكريما للمرأة المغربية، وبمتحف الأوداية بالرباط. كما أكد قطبي أن المؤسسة الوطنية للمتاحف تعمل على ربط جسور التواصل الثقافي مع نظيراتها في باقي الدول الأجنبية، خصوصا الأوروبية، من أجل الانخراط في سياق الحركية الفنية العالمية. وكشف أن إدارة متحف محمد السادس تسهر على تنظيم معارض موضوعاتية، تتطرق لتيمات أنتروبولوجية وسوسيو-ثقافية، تعكس المعيش المعاصر، وتهتم بإنجاز أعمال فنية بعين المكان، وبرمجة دورات تكوينية في ندوات لفائدة الجمهور المختص من خريجي مدارس الفنون، ومدارس الهندسة، ومؤرخي الفن، ومحافظي المتاحف، وتنظيم أنشطة ثقافية منتظمة، وأنشطة مناسباتية. كما أوضح قطبي أن متحف محمد السادس يباشر مهام ترميم الأعمال الفنية، لتوفره على نواة مختبر، تمكنه من صيانة وإعادة الاعتبار للعمل الفني، مشيرا إلى أن السنة الجارية تميزت بتنظيم المؤسسة الوطنية للمتاحف لتظاهرات كبرى، بتعاون مع مؤسسات ثقافية أخرى، من قبيل "روائع وليلي"، بمتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية بمارسيليا، و"المغرب الوسيط، إمبراطورية ممتدة من إفريقيا إلى إسبانيا"، بمتحف اللوفر بباريس، و"المغرب المعاصر" بمعهد العالم العربي بباريس.