قال المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، إن اختيار المعرض الافتتاحي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المتمثل في بانوراما تاريخية لتطور الفن الحديث والفن المعاصر، لم يتم اعتباطيا، بل يدخل في المهام، التي يضطلع بها المتحف (كرتوش) وقال إن المؤسسة المتحفية تصبو إلى أن تشكل مرآة للدينامية التنموية للمغرب، الذي يتميز بتعدد روافده والطابع السمح لسكانه المتحدرين من آفاق ثقافية وإثنية شتى" فالمتحف يجمع بين أروقته تيارات متباينة طبعت المشهد التشكيلي المغربي للحفاظ عليها تراثا حيا لذاكرة الأجيال المقبلة". وأبرز قطبي خلال اللقاء الصحفي، الذي عقده أمس الأربعاء رفقة عبد العزيز الإدريسي، مدير المتحف، وهند الأيوبي، المحافظة المساعدة للمتحف، أن المتحف من خلال المعرض المؤقت لمدة ستة أشهر، الذي يضم أزيد من 400 عمل، من 1915 إلى 2014، يتوخى تغطية تطور الإبداع المغربي في الفنون التشكيلية والمرئية من مطلع القرن العشرين إلى اليوم، مؤكدا أن المتحف سيساهم في التعريف بالفن المعاصر والحديث والتعريف به والحفاظ عليه والارتقاء به من خلال الترويج له وسط الجمهور الواسع المغربي والعالمي. وأضاف قطبي أن احتفاء المعرض بالفنانين المغاربة، نابع من الاهتمام بالتعريف بالتاريخ الفني للمغاربة، من خلال منحهم فرصة لاكتشاف ثراء المعروضات وأيضا الاستئثار برصانة المشروع المعماري الثقافي، معلنا أن" المتحف سيعمل على جلب التحف الفنية المغربية التي توجد بمعرض اللوفر، لمنح الجمهور فرصة لزيارة المعرض الفرنسي من جهة والتعرف على التاريخ الفني المغربي بشكل أوسع". وأشار قطبي في حديثه عن مهام المتحف، إلى أن هذا الأخير" سيدعم أيضا الشباب، وابتكار طرق جديدة لتوجيه وتأطير التلقي الفني، ودعم البحث العلمي في المجال الفني وتطوير الأدوات المعرفية لتاريخ الفن المغربي، وهو ما يجعل منه فضاء حقيقيا للابتكار والتلقين من خلال مشاريع ثقافية جادة وخلاقة كفيلة بتطوير ظروف الإنتاج، وتعزيز الولوج إلى الثقافة، لاسيما في صفوف الناشئة". وفي تطرقه لتأثيث المتحف بالتحف الفنية أكد قطبي "سأعمل بنفسي على طرق الأبواب من أجل تأثيث المتحف، كما أننا مازلنا ننتظر الرد من قبل وزارة الثقافة على المقتنيات التي قام بها محمد الأشعري الوزير السابق للثقافة، من أجل ضمها للمتحف وإغنائه بالتحف الفنية التي ستساهم في صيانة وإشعاع موروث المملكة الفني والحضاري". وقال قطبي في حديثه عن المتحف إن هذا الأخير الذي يعد أكبر مؤسسة متحفية في المغرب مكرسة بشكل تام للفنون الحديثة والمعاصرة، وأول مؤسسة عمومية تستجيب للمعايير الدولية لتنظيم المتحف، "انتظرها المغاربة منذ 50 سنة، وهي مؤسسة تستجيب للمعايير الدولية"، مضيفا أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، يسعى لأن يكون مكانا لتبادل وتشجيع المواهب الكبرى في يومنا هذا، مكانا يتآلف الجمهور في داخله مع إبداع الفنانين الحداثيين والمعاصرين، وحيث يتمكن المغاربة من تملك تاريخهم". وأوضح أن مهام المتحف تتجلى في خلق جسور متنوعة مع المؤسسات والمعاهد الأجنبية لكي ينخرط في كونية فنية خدمة للجماهير المغربية المتنوعة. وبدوره أكد الإدريسي أن إنشاء المتحف بالرباط، جاء ليتبوأ مكانته كفاعل ومنعش للفنون والثقافة، وبطموح إطلاق تظاهرات ثقافية للتعريف ولنشر الفنون على نطاق واسع، معلنا أن المتحف"لم يتم تصميمه ليكون فضاء حكرا على المحافظة التي تستجيب للشروط التقنية المطلوبة للصيانة وحسن عرض المقتنيات، كما هو حال المتاحف التقليدية، بل يصبو إلى أن يجعل من بنايته فضاء لإلهام والإبداع". وأوضح أن المتحف سيضطلع بمهام تهم نشر الفن المعاصر عبر تنظيم معارض موضوعاتية تتطرق لتيمات أنثروبولوجية، وسوسيوثقافية تعكس المعيش، ثم إنجاز أعمال فنية بعين المكان من طرف فنانين معاصرين، فضلا عن برمجة دورات تكوينية وندوات لفائدة الجمهور المختص من خريجي مدارس الفنون، ودارسي الهندسة، ومؤرخي الفن ومحافظي المتاحف، وتنظيم الأنشطة الثقافية المنتظمة والأنشطة المناسباتية، وترميم الأعمال الفنية. ويشمل المتحف الذي شيد على ثلاثة طوابق، على قاعة للندوات، وفضاءات للعرض أطلقت عليها أسماء فنانين مغاربة كبار وورشة بيداغوجية، ومختبر لترميم التحف الفنية، ومكتبة، وقاعة شرفية، وإدارة، ومقصف، وقاعة للتمريض، ومرآب.