أكدت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي وقعت، الثلاثاء المنصرم، اتفاقية شراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف على هامش إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشين "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر"، أن الاتحاد يلتزم بتعبئة أعضائه من أجل نشر ثقافة متحفية بالمغرب. وجاء في بلاغ للاتحاد العام لمقاولات المغرب أن الاتحاد "يلتزم بشكل فعال بتحسيس مجموع أعضائه بأهمية المتاحف، والنهوض بالسياحة الثقافية، باعتبارها رافعة للتنمية الاقتصادية بالمغرب ". وأضاف البلاغ أن هذه الاتفاقية التي وقعتها مريم بنصالح شقرون، والمهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، والتي ستحدد أوجه شراكة طموحة وقوية بين الجانبين، تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الثقافة والمتاحف، التي تعد رافعة للتنمية السياحية بالمغرب. وأشار البلاغ إلى أن الجانبين سيعملان على تطوير تعاونهما من أجل مواكبة مختلف أنشطة المؤسسة بشكل فعال، عبر إقامة شراكات وبرامج تعاون. ونقل البلاغ عن رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب قولها إن المتاحف تشكل، فضلا عن بعدها الثقافي، أيضا "رافعة اجتماعية واقتصادية بالنسبة لبلدنا". وأعربت عن اعتقادها بأن هذا المتحف الجديد سيشكل رافعة أساسية "للنهوض برأسمالنا اللامادي والحفاظ عليه"، مشيرة إلى أن هذا المتحف "سيساهم في تطوير المنتوج المغربي" من خلال تثمين تراثنا الثقافي والفني، وهذا لن يتأتى إلا بالمشاركة الفعالة من جانب كل الفاعلين بالقطاعين العام والخاص". وحسب الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فإن الاتفاقية تغطي "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر"، ومجموع المتاحف الوطنية، التي ستشرف المؤسسة الوطنية للمتاحف على تسييرها، في إطار المهام الموكولة للمؤسسة. وتمت الإشارة أيضا إلى أن المؤسسة ستشرف على تدبير 13 متحفا يغطي مجموع التراب الوطني. وسيضطلع "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" بمهام دعم إبداعات الشباب، وابتكار طرق جديدة لتوجيه وتأطير التلقي الفني، ودعم البحث العلمي في المجال الفني وتطوير الأدوات المعرفية لتاريخ الفن المغربي، وهو ما يجعل منه فضاء حقيقيا للابتكار والتلقين من خلال مشاريع ثقافية جادة وخلاقة كفيلة بتطوير ظروف الإنتاج، وتعزيز الولوج إلى الثقافة، سيما في صفوف الناشئة. وتنزيلا لهذه المهام، سيعمل القائمون على المتحف على تنظيم معارض موضوعاتية تتطرق لتيمات أنتروبولوجية وسوسيو- ثقافية تعكس المعيش المعاصر، وإنجاز أعمال فنية بعين المكان، وبرمجة دورات تكوينية في شكل ندوات لفائدة الجمهور المختص من خريجي مدارس الفنون ومدارس الهندسة ومؤرخي الفن ومحافظي المتاحف، وتنظيم أنشطة ثقافية منتظمة وأنشطة مناسباتية، علاوة على ترميم الأعمال الفنية، إذ يتوفر المتحف على نواة مختبر سيمكن من صيانة وإعادة الاعتبار للعمل الفني. ومن شأن هذه المؤسسة المتحفية أن تعزز مختلف المبادرات والمشاريع الرامية إلى تعزيز البعد الثقافي للعاصمة الإدارية للمملكة، وعلى رأسها مشروع "وصال بو رقراق" الذي سينجز بموازاة مع البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للرباط 2014- 2018 "الرباط مدينة الأنوار.. عاصمة المغرب الثقافية"، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاقه يوم 12 ماي المنصرم، والذي يرتكز على الإرث الحضاري والتنمية العمرانية والتراث الثقافي المتميز للمنطقة، ويثمن هذه المكونات الأصيلة، من أجل تعزيز السياحة الثقافية بالمنطقة لتتحول إلى أيقونة ثقافية بالرباط وسلا والمملكة. وسيحرص المتحف على الجمع بين شق يتعلق بالهوية الوطنية الثقافية وآخر بالانفتاح على عوالم الفنون المختلفة. ففضلا عن فسح المجال أمام الاحتفاء بالإبداع التشكيلي المغربي، سيسعى المتحف إلى الإنصات لنبض الحركية الفنية عبر العالم، واستقبال مختلف تعبيراتها وتجاربها.