عبرت شخصيات فرنسية ومغربية، مساء أمس الجمعة بمراكش، عن إعجابها الكبير بإبداعات الصناعة التقليدية المغربية الرائعة والأصيلة المعروضة بالمتحف الوطني للنسيج والزرابي “دار السي سعيد”. وأشادت هذه الشخصيات المنحدرة من آفاق مختلفة خلال زيارة لهذه المعلمة المتحفية بحضور رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب مهدي قطبي ووالي جهة مراكشآسفي عامل عمالة مراكش كريم قسي لحلو، بالخبرة المغربية في مجال النسيج والزرابي وكذا فرادة التحف المعروضة التي تعكس أحد الأوجه المتعددة لغنى التراث الثقافي والحضاري العريق للمملكة. وفي هذا السياق، أوضح سيرج لوتانس وهو من كبار منتجي العطور الفرنسيين، في تصريح له، أن المتحف الوطني يشكل فضاء رائعا يضم زرابي تمثل ابداعات متميزة غير موقعة نسجتها أنامل النساء. واستطرد قائلا “كم من النساء نسجن بأيديهن واستخدمن أعينهن لإنتاج هذه المنسوجات الغاية في الروعة والجمال”، مضيفا أن هناك سر وراء هذه الابداعات المدهشة. من جهته، عبر رئيس ومؤسس “تي دوبل في تيا كاباني”، المتواجدة بسنغافورة طه بوكديب، في تصريح مماثل، عن انبهاره بجمالية هذا المتحف “الذي يضم كنزا حقيقيا وباهرا لم أره في مكان آخر وخاصة الزرابي المغربية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرنين 17 و18”. وقال في هذا السياق، إنه سيقوم حين عودته إلى سنغافورة، بدعوة الآسيويين إلى زيارة المغرب من أجل اكتشاف غنى الثقافة الأصيلة والعريقة للمملكة. من جهته، قال المصور والفنان المغربي المشهور على الصعيد العالمي، حسن حجاج، إنها المرة الأولى التي يزور فيها هذا المتحف، مضيفا أنه “جد معجب” بمنتوجات الصناعة التقليدية المعروضة بالمتحف. من جانبه، أبرز رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، أهمية المتحف الوطني للنسيج والزرابي “دار السي سعيد” بالنسبة للمدينة الحمراء ودوره في اشعاع صورة المغرب على الصعيد العالمي ، مشيرا إلى أن 15 ألف شخصا زاروا المتحف منذ افتتاحه في يونيو الماضي. وأشار إلى أنه تم القيام بأنشطة أخرى من أجل النهوض بالبنيات المتحفية بمراكش، مؤكدا أن السياح الأجانب يهتمون كثيرا بالثقافة المغربية ويحرصون على اكتشاف مختلف مظاهر التراث المغربي العريق. ويعتبر متحف دار السي سعيد في تصميمه الجديد بعدما خضع لأعمال الترميم والصيانة قبل أن يتحول إلى المتحف الوطني للنسج والزرابي، منصة حقيقية تتوخى ابراز مراكز انتاج الزرابي القروية والحضرية مع الحفاظ على الخصائص المعمارية للمكان، وكذا فضاء للتأمل في ابداعات فاخرة لهؤلاء الناسجات تعكس شغفهن ومهارتهن الضاربة في أعماق التاريخ والمتوارثة منذ القدم دون انقطاع. ويتيح هذا المتحف الذي يعتبر جوهرة معمارية حقيقية والذي تشرف عليه المؤسسة الوطنية للمتاحف، لزواره من المغاربة والأجانب اكتشاف مسار سينوغرافي يلقي الضوء على فن النسيج والزرابي المتوارث ليعزز بذلك مكانته ومكانة المدينة المتميزين من خلال غنى وعمق مقتنياته المعبرة عن غنى وتعدد مشارب التراث الثقافي بالمغرب.