بحث مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف يوم الإثنين بموسكو امكانيات التعاون بين البلدين في مجال ترميم التحف الفنية والمبادلات الثقافية والآثار . وهكذا بحث قطبي بمتحف بوشكين للفنون الجميلة مع رئيسة المتحف ومديرته العام على التوالي السيدتان إيرينا انتنوفا ومارينا لوشاك إقامة شراكة وابرام اتفاقية في مجال ترميم والحفاظ على التحف الفنية وبالخصوص المنحوتات الرخامية والبرونزية. وقال قطبي في تصريح بالمناسبة إن المملكة تتوفر على واحدة من أهم المجموعات الفنية العالمية للمنحوتات البرونزية التي تعود للعصر الروماني. وأضاف أن هذا الاتفاق يتوقع أن يشمل أيضا تبادل التحف الفنية بين المتحف والمؤسسة، مبرزا أن متحف محمد السادس بالرباط يستجيب لمختلف معايير ومتطلبات أمن وحماية التحف الفنية. وستتجسد هذه المبادلات من خلال عرض مجموعة من لوحات الفنانين الانطباعيين في المغرب وتنظيم معرض المغرب الوسيط في موسكو على غرار التظاهرة التي شهدها متحف اللوفر بباريس من 17 أكتوبر 2014 الى 19 يناير 2015 والتي حملت عنوان "المغرب الوسيط امبراطورية من افريقيا الى اسبانيا". ومن جهتهما أعربت المسؤولتان الروسيتان عن استعدادهما بحث مختلف أشكال التعاون طويل الامد مع المملكة المغربية في المجال الثقافي والفني، وأكدتا على رغبتهما في تبادل التحف والآثار الفنية مع المتاحف المغربية. وأكدتا أن التعاون بين المغرب وروسيا في المجال الفني سيساهم في التعريف بشكل أفضل بالثقافتين الروسية والمغربية لشعبي البلدين مبرزتين في هذا الصدد الغنى الفني والثقافي للمملكة وقيم الانفتاح والتسامح التي تتميز بها. ومن جهة أخرى أعرب الطرفان عن قرارهما إقامة تكريم مشترك للسيدة باتي كادبي بيرش رئيسة جمعية أصدقاء متحف بوشكين للفنون الجميلة من خلال عرض في موسكو لمجموعة فنية منحت على شكل هبة للمغرب. ويعد متحف بوشكين للفنون الجميلة أكبر متحف للفنون الأوربية بالعاصمة الروسية، كما أنه واحد من أهم المتاحف في العالم من حيث ثراء تحفه والمجموعات الفنية التي يضمها والتي تفوق ال 670 الف قطعة فنية تعود لما قبل التاريخ الى العصور الحديثة ومن بينها مجموعة للفنانين الانطباعين مع صالات عرض على شرف الفنانين فان كوخ ورودان وغوغان إضافة لكون المتحف يضم عددا من اللوحات لهنري ماتيس التي أبدعها خلال سفره للمغرب. وخلال مباحثاته مع زيلفيرا اسماعيلوفا تريغولوفا المديرة العام لرواق الدولة الفني تريتياكوف تباحث قطبي حول وسائل تعزيز التعاون بين المؤسستين في المجال الفني والثقافي. وأعربت المديرة العامة للرواق والتي تتوفر مؤسستها على أفضل الخبراء الروس في مجال ترميم اللوحات الفنية عن استعدادها استقبال خبراء مغاربة للتكوين في المجال. كما عربت عن اهتمامها البالغ في إطار التعاون بين المؤسستين لعرض لوحات للفن الروسي المعاصر في متحف محمد السادس والذي يعد أول متحف للفن المعاصر على الصعيد الافريقي من قبيل أعمال فاسيلي كانديسكي الذي ساهم بشكل وافر في تطوير الفنون المعاصرة على الصعيد العالمي. وكان مهدي قطبي بحث الاربعاء الماضي مع مدير متحف الإرميتاج في سان بطرسبرغ السيد ميخائيل بيوتروفسكي مجالات التعاون بين المؤسستين وإقامة شراكة لترميم التحف الفنية التي تتواجد بمختلف المتاحف الوطنية. وتندرج هذه الزيارة في إطار تقوية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وروسيا الموقع عليها العام 2002 وبالخصوص في المجال الثقافي الذي ينص على تعزيز اللقاءات والمبادلات في المجال الثقافي والفني ونقل الخبرات والتجارب بين البلدين وإنجاز مشاريع مشتركة. يذكر أن التعاون الثقافي بين البلدين منظم باتفاق التعاون الثقافي والعلمي الموقع في الدارالبيضاء في العام 2006 خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.