عبرت عائلات المعتقلين في ملف بليرج عن امتعاضها من عدم إطلاق سراحهم مساء أول أمس (الخميس) كما كان متوقعا، ولم تغادر باب السجن المحلي 1 بسلا إلا في ساعة متأخرة، بعد أن تأكدت أنه تم تأجيل الإفراج إلى موعد لاحق. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن المعتقلين أنفسهم، المعنيين بالإفراج، أصروا على عدم مغادرة أسوار السجن ليلا، لأن الأمر بالنسبة إليهم يحمل أكثر من دلالة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصباح، فإنه في حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس( الخميس)، اتصل المصطفى المعتصم، رئيس البديل الحضاري المنحل المعتقل ضمن السياسيين الخمسة في خلية بليرج، بأعضاء من حزبه الموجودين أمام باب السجن منذ الظهر، وطلب منهم مغادرة المكان، حتى لا تعطى إشارات سياسية لهذا الحضور، في حين شوهد أفراد من عائلات محمد المراوني، رئيس حزب الأمة غير المرخص له، والعبادلة ماء العينين والأمين الركالة أمام السجن ولم يغادروا إلا في ساعة متأخرة من الليل، بعد أن قضوا ساعات وقد أعدوا العدة لاستقبال ذويهم وجلبوا باقات من الورد وصورهم. وحسب التصريحات التي أدلى بها أعضاء من هيأة دفاع المعتقلين السياسيين الخمسة، فإن مسألة الإفراج واردة، إلا أنهم لم يتوصلوا بالتوقيت المحدد، وانتهت اللقاءات التي عقدها بشكل متفرق مجموعة من المحامين من بينهم خالد السفياني وعبد الرحيم الجامعي وعبد الرحمن بن عمرو وقبلهم طارق السباعي وعمار، مع مدير السجن المحلي 1 بسلا بتأكيد الأخير بأنه لم يتوصل بأي وثيقة تثبت أن المعتقلين استفادوا من عفو ملكي استثنائي، كما لم يتم إخبار المعتقلين بالأمر إلا عن طريق عائلاتهم التي توصلت بالمعلومة عن طريق شخصيات حقوقية انكبت على الملف منذ مدة. وتعذر على "الصباح" ربط الاتصال بمحمد الصبار، أمين المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لمعرفة سبب تأخر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وحسب ما تسرب من أخبار، فإن المعتقلين الخمسة لم يكونوا على استعداد لمغادرة الأسوار في الليل، ربما لأنهم يرون في هذا الأمر محاولة للإفراج عنهم في صمت، وبعيدا عن الأنظار، الشيء الذي رفضوه. إلى ذلك، وقبل الساعة الخامسة من مساء أول أمس، وبعد تسرب خبر احتمال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الخمسة، عبر معتقلون في خلية بليرج عن توجسهم من إمكانية إقصائهم من العفو، كما احتجت عناصر من السلفية الجهادية بطريقتها الخاصة، وصعد الغاضبون سطح السجن، ما أدى إلى ارتباك داخل إدارة السجن التي وجدت نفسها في حرج كبير، لأنها لم تتوصل بأي وثيقة رسمية تشير إلى الذين شملهم العفو الملكي، واضطرت إلى استدعاء عناصر من القوات المساعدة، غير أن الأمر حسم وديا في ساعة متأخرة من الليل. كما عبرت عائلات معتقلين في خلية بليرج عن استيائها لمن احتمال اقتصار الإفراج على السياسيين الخمسة، متسائلة عن سر إقصاء ذويها من هذا العفو الملكي، غير أن أخبارا أخرى تفيد بأن العفو لن يشمل السياسيين فقط، بل عناصر أخرى من الخلية، باستثناء عبد القادر بليرج وآخرين معه، كما أن هناك مبادرة لإطلاق سراح شيوخ السلفية الجهادية،على اعتبار أن الملف عندما طرح للتسوية من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أريد من خلاله التسوية الشاملة في أفق طي صفحة أليمة من تاريخ المغرب. يشار إلى أن شباب حركة 20 فبراير احتجوا أمام بوابة سجن سلا، رافعين شعار إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وشاركهم في الوقفات المتقطعة التي استمرت إلى المساء أبناء المعتقلين السياسيين الخمسة. كما وزعوا الورود على حراس السجن وعلى رجال الأمن الذين كانوا يترددون على بوابة السجن.