خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    وفاة ضابطين في حادث تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقة الأسرى بين «حزب الله» وإسرائيل: عودة الأحياء الخميس... ورفات الشهداء الجمعة.. انتصار لخيارالمقاومة
نشر في التجديد يوم 26 - 01 - 2004

أعلن الأمين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصر الله أمس، أن استقبالا رسميا وشعبيا سيجري للأسرى المحررين في مطار بيروت يوم الخميس المقبل، فيما سيتسلم لبنان أجساد 59 شهيدا يوم الجمعة عند الحدود اللبنانية - الفلسطينية. و اكد أن عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار سيفرج عنه في المرحلة الثانية بعد شهرين او ثلاثة.
وقد عمت الفرحة عائلات الاسرى العائدين التي تنتظر بأمل وصولهم من سجون اسرائيل. وتلقى اهالي وذوو الاسرى في قرى السلطانية وتبنين وصديقين وجشبيت والقليعة وطرابلس وسواها نبأ اتفاق التبادل بفرحة عامرة حيث امتزجت دموع الفرح بدموع البكاء. وخصوصا في منزل الاسير جواد قصفي الذي شهد منذ سنة مأساة وفاة طفلته الوحيدة التي ولدت اثناء اعتقاله وغابت عن الحياة قبل ان يراها وتراه.وقد عبرت عائلة سمير القنطار عن ثقتها ب (حزب الله) وامينه العام وقالت ان من انتظر 25 سنة ينتظر 3 اشهر
مؤتمر نصر الله
وكان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كشف ان الإفراج عن الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب ال435 الأحياء في السجون الإسرائيلية سيتم الخميس المقبل, وأن تسليم رفات الشهداء ال59 سيتم الجمعة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وأن عملية التسليم ستتم في وقت واحد مع عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين الأربعة لدى الحزب. وقال ان استقبالاً رسمياً وشعبياً سيقام للأسرى اللبنانيين في مطار بيروت.
ولفت الى ان عملية التبادل تندرج في اطار المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة ألمانية قادها ارنستو اورلاو بين الحزب وإسرائيل لإتمام عملية التبادل التي تعثرت قبل نهاية العام الماضي, وأوضح ان المرحلة الثانية, ستكون اكبر وهي مهمة جداً. وأكد ان الأسير سمير القنطار سيكون القضية المركزية للحزب في الأيام والأسابيع المقبلة.
مواقف نصر الله جاءت في مؤتمر صحافي عقده امس اكد فيه مضمون الإعلان الألماني وشرح بعض النقاط التي تحتاج الى توضيح.
وقال نصر الله: "لن اتحدث عن تاريخ المفاوضات من ثلاث سنين الى الآن ولا اريد ان أقوّمه من ناحية الإنجاز وأهميته ومتانته. الاتفاق الذي اعلن من الوسيط الألماني هو اتفاق واحد ولكن له مرحلتان: المرحلة الأولى هي التي ستنفذ خلال هذا الأسبوع والمرحلة الثانية يبدأ تنفيذها من خلال الأمور اللازمة فيها بعد اسبوع, اي بعد انتهاء المرحلة الأولى مباشرة". وأضاف: "كانت هناك حاجة الى مرحلتين لأنه عندما نريد الوصول الى حل شامل, فإن ما عند "حزب الله" من اسرى لا يكفي, خصوصاً أن هناك مفقودين اسرائيليين آخرين موجودون في لبنان. الحل الشامل يجب ان يتناول هؤلاء المفقودين في المرحلة الثانية لتكون هناك مرحلتان وبالتالي اتفاق واحد يضم المرحلتين. هذا من جهة الإسرائيلي, ونحن ايضاً لنا حاجتنا الى الجزء الثاني لأننا نعرف ان ما عندنا لا يحل مشكلة كل المعتقلين. الآن من خلال المرحلة الثانية ثبتنا مبدأ اسمه شمول معتقلين او بقية معتقلين فلسطينيين, وعرب - اذا بقي احد منهم في السجون - ومعتقلين آخرين قد تكون لهم اوضاع صعبة وأحكام عالية, هذا الأمر من حيث المبدأ ثبّتناه في المرحلة الثانية, وبالتالي عندما نذهب الى المرحلة الثانية
سنكون امام مفاوضات اجرائية وليس امام نقاش في المبادئ".
وتابع: "في المرحلة الأولى سيتم اطلاق 23 لبنانياً وهناك ملاحظة اولى, نحن في المفاوضات طالبنا بكل اللبنانيين وألاّ يبقى اسير لبناني بغض النظر عن طبيعة اعتقاله السياسية او غير السياسية, بعض هؤلاء المعتقلين لا علاقة لهم بالصراع مع العدو واعتقلوا لأسباب اخرى وعندما يعودون شأنهم بيد الدولة اللبنانية وهي التي تقرر طريقة تعاطيها مع هذا الموضوع ونحن لن نتدخل فيه". وقال: "الملاحظة الثانية لها علاقة بالأخ سمير القنطار, نحن بقينا نفاوض في شهر رمضان وشوال وذو القعدة. وكانت العقدة الأساسية التي اخرت الاتفاق الى الآن هي عقدة الأخ سمير القنطار. ما لا شك فيه ان هذه العقدة كانت مفاجأة لأنه منذ البداية اخذنا موافقة خطية من الوسيط الألماني بأن شارون قبل بإطلاق جميع اللبنانيين ولم تكن هناك مشكلة اسمها سمير القنطار ليس مع الوسيط الألماني ولا قبل الوسيط الألماني".
وأكد نصر الله ان حزب الله ملتزم قضية سمير القنطار. وقال: "بعد الخميس والجمعة لن يبقى هناك اي معتقل لبناني في السجون من المعلنين, وسيكون سمير هو القضية المركزية للمقاومة الإسلامية ولحزب الله في الساعات والأيام والأسابيع المقبلة, وهذا التزام قاطع".
وأشاد بموقف القنطار ومعنوياته من خلال الرسالة التي بعث بها إليه, وبموقف عائلته وقال ان "حزب الله" وضعهم في الجو العام و"أنا أقول لسمير وعائلته اننا سنكون عند حسن ظنهم ولن نخيب آمالهم".
وتناول نصر الله قضية الأسير يحيى سكاف وقال ان الإسرائيليين انكروا وجوده طوال مرحلة المفاوضات حتى الأيام الأخيرة فيما اهله يؤكدون انه حي في كيان العدو. "وإذا استطعنا اثبات وجوده سنعالج الموضوع بطريقة اخرى". اضاف: "هناك قضية اخرى واسمها نسيم نسر الذي اعتقله الإسرائيليون بتهمة التجسس للمقاومة, ومشكلة نسر في المفاوضات انه يمتلك الجنسية الإسرائيلية, فهو من اب لبناني وأم يهودية".
وتابع نصر الله: "العنوان الثاني هو المفقودون, لقد تحدثنا خلال المفاوضات عن 250 اسماً وحالة مفقودة في لبنان, خلال اجتياح 1982, هؤلاء اما انهم قتلوا او اعتقلوا من الإسرائيليين او من ميليشيات مسلحة لبنانية, كانت متعاونة مع الإسرائيليين في ذلك الوقت, طلبنا معلومات عن هؤلاء المفقودين وكان جواب الإسرائيليين ان لديهم معطيات عن 24 حالة واسماً وسيتضح في يوم التبادل ما هي حالتهم اذا كانوا احياء او امواتاً".
وفي العنوان الثالث كان "هناك اصرار من قيادة حزب الله على ان العملية يجب ان تضم فلسطينيين بمعزل عن العدد, اضافة الى المعتقلين العرب واللبنانيين, والاتفاق حالياً يشمل 400 اسير, والنص الألماني يقول بإطلاق 400 فلسطيني الى بيوتهم في الضفة الغربية وغزة شرط ألاّ يكونوا من الجنائيين.400 فلسطيني من جماعة الانتفاضة واعتقلوا بسببها. وكانت هناك خشية من إبعاد المفرج عنهم الى خارج فلسطين, ولذلك كان القيد في الاتفاق "الى بيوتهم" في الضفة الغربية وغزة, لئلا نقع في موضوع الإبعاد او نفاجأ بشيء من هذا القبيل". وقال: "لدينا لائحة اجمالية بتوزيع الأعداد وأبلغنا الوسيط ان العملية ستشمل كل القوى والفصائل الفلسطينية من الجهاد وحماس وشهداء الأقصى وفتح وأجهزة السلطة والجبهة الشعبية وإلى آخره, وأكثرهم من المحكومين وعدد منهم من الموقوفين ادارياً, اي الذين لم تصدر بحقهم احكام. وستعلن اسماؤهم خلال يومين او ثلاثة ايام على اقصى تقدير".
وقال ان "المفرج عنهم في المرحلة الأولى, اي ال400 اسير قد لا يكون بينهم حالات صعبة ومستعصية وكذلك ممن يحملون احكاماً عالية, ولكن هذه الحالات ستتم معالجتها بكل تأكيد في اطار المرحلة الثانية (...) وأقول للأخوة الفلسطينيين بكل تأكيد هذا الأمر مرحلة اولى والباب ما زال مفتوحاً والمرحلة الثانية ستكون مهمة جداً وخصوصاً للفلسطينيين نوعاً وكمّاً وسمير مفترض بعد شهرين او ثلاثة ان نجد حلاً لموضوعه, بالتالي المرحلة الثانية مرحلة تخص الفلسطينيين وتعنيهم في شكل اساس, وأنا من موقع المفاوضات اعرف اهمية ما تمثل المرحلة الثانية للإسرائيلي وأهمية الثمن الذي ابدى الإسرائيلي استعداداً لدفعه لإنجاز المرحلة الثانية".
وتطرق نصر الله الى قضية المعتقلين الأردنيين وقال: "المعطيات التي لدينا تقول انه يمكن اطلاقهم قبل عيد الأضحى وبالتزامن مع عملية التبادل. ولكن اذا لم يتحقق هذا الأمر سنتابعه بكل تأكيد في المرحلة الثانية". وأشار نصر الله الى قضية المعتقلين السوريين من الجولان المحتل: "وكانت لدينا لوائح وقدمناها في المفاوضات, لكن قسماً منهم يحمل الجنسية الإسرائيلية التي فرضت عليهم وهذه مشكلة صعبة وسنعمل على ايجاد حل قانوني او جهادي لهؤلاء من اجل اطلاقهم. اما القسم الذي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية فسيتم اطلاقهم في اطار هذا الاتفاق وسيعلن عن عددهم وأسمائهم خلال هذين اليومين". وأضاف: "اما بالنسبة الى بقية العرب فلا يوجد لدينا غير الذين اعلن عنهم", ووجه نداء "الى الأخوة في العالم العربي اذا كان هناك اي معتقل عربي في اسرائيل نرجو ابلاغنا به لمتابعته في المرحلة الثانية".
وأشار نصر الله الى ان من جملة الأحياء الذين سيتم اطلاقهم في المرحلة الأولى المواطن الألماني ستيفن سمارك. وأضاف: "اما بالنسبة الى اجساد الشهداء فلدينا 59 وهم ينتمون الى حزب الله وحركة امل والحزب الشيوعي اللبناني ومن فصائل فلسطينية والعدد الأكبر من اللبنانيين بينهم 40 شهيداً معروفة اسماؤهم وسنحتاج الى بعض الوقت لفرز الجميع ومعرفة من هم لأننا سنتسلم اين استشهدوا ومتى. هذا اضافة الى خرائط الألغام التي سنتسلمها". وأوضح نصر الله ان "بعد تنفيذ المرحلة الأولى ستشكل لجان من الأطراف المعنية مهتمها البحث على جبهتين: عن الطيار الإسرائيلي رون آراد بالإفادة من كل الوسائل والتقنيات المتاحة ومن المعطيات المتوافرة حتى الآن التي يمكن التأسيس عليها للوصول الى نتيجة في موضوعه, وثانياً للبحث عن مصير الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين خطفوا في لبنان أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982, وهذه مسألة لبنانية لأنهم خطفوا في لبنان وكانوا معتمدين فيه". وقال: "ان اي معالجة ايجابية لحال آراد كما ورد ايضاً في الاتفاق ستفتح الباب امام اطلاق معتقلين فلسطينيين آخرين بمن فيهم الذين ملفاتهم مستعصية وعالقة وستتم
معالجتها في المرحلة الثانية وستكون اهم بكثير من الأولى".
وأكد ان "حزب الله" ملتزم "العمل بجدية لإنجاز هذه المرحلة في وقت قريب". وقال: "بالنسبة الى الأمور الإجرائية, فمنذ اللحظات الأولى مثلما كنا ننسق مع الدولة اثناء مرحلة التفاوض بدأ التنسيق مع الأجهزة او الجهات المعنية في الدولة اللبنانية من اجل الأمور الإجرائية".
وأضاف: "كان يفترض ان ينفذ الاتفاق الجمعة ويعلن قبل 24 ساعة (...) وكان من المؤكد ان يتسرب الاتفاق امس بعد جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي, لذلك قبلنا ان يعلن الألمان ليلاً الاتفاق حتى ولو كانت الأسماء غير جاهزة وغير معلنة حرصاً على ألاّ يتم تسريب مشوه للاتفاق وبالتالي يكون هناكك شيء من الإعلان المحترم ولا يكون هنالك جدل في الموضوع. هاجسنا في حزب الله الآن هو تطبيق الاتفاق, اي ان تسير الأمور بخير". وأكد ان قضية المعتقلين "ما زالت مسؤوليتنا سواء كانوا فلسطينيين او عرباً او ينتمون الى اي جنسية اخرى. سنواصل العمل ولدينا خيارات وآفاق والأبواب ليست مسدودة امامنا وفي المستقبل يمكننا تحقيق افضل من الذي حققناه في الماضي لأننا سنؤسس على الماضي وسنتابع". واعتبر نصر الله ان عدم شمول الاتفاق القنطار لا يعني تراجعاً في موقف حزب الله, مؤكداً ان تصريحاته في هذا الشأن جزء من العملية التفاوضية.
ونفى نصر الله ان تكون هناك ضغوط مورست على "حزب الله" من ايران او غيرها وقال ان اسرائيل ادعت ان آراد في ايران وهي نفت ذلك وأنا أنفي ذلك في شكل قاطع. وقال: "الوسيط الألماني اتصل بالوسيط الإيراني لأن اسرائيل تدعي ان آراد في ايران, والأخوان في ايران وسورية عندما يتم الاتصال بهم من الألمان او غيرهم يعدون بالمساعدة والإيرانيون لم يعقّدوا العملية وكان في مقدورهم ان يطلبوا منا عدم المضي فيها. قالوا لنا افعلوا ما يسهل التفاوض للإفراج عن اكبر عدد. آراد في لبنان والإيراني كان متعاوناً ومتجاوباً في مسألة الاتفاق".
وعن مصير الجنود الثلاثة قال: "لماذا العجلة. الكشف عن مصيرهم سيكون يوم التبادل". وأكد ان الألماني هو "ضامن للاتفاق, ولكن قوتنا ليست انني اثق بالإسرائيلي بل في ما نملك من قوة لجهة الأسرى او الخيارات التي قد نلجأ إليها".
وقال رداً على سؤال اذا بقي القنطار بعد الأشهر المقبلة فإن المقاومة ستلجأ الى اي طريقة تمكنها من اطلاقه. متوعداً بأسر اسرائيليين لهذه الغاية.
وعن اتهام السفير الأميركي "حزب الله" بأنه منظمة اجنبية قال ضاحكاً "نحن منظمة ألمانية وهذه نغمة عتيقة ولا تستأهل ان نعلق". وعن الوضع في الحدود قال: "اي خرق اسرائيلي عبر الآليات او الأفراد سيتم التعامل معه بإطلاق النار فوراً من دون الرجوع الى القيادة المركزية والمقاومة على الحدود مفوضة بالتصدي لأي خرق".
وشكر نصر الله الوسيط الألماني والحكومة الألمانية والرئيس اللبناني اميل لحود وكل مؤسسات الدولة وسورية التي بذلت كل الاهتمام لتصل القضية الى افضل نتيجة وإيران التي كانت قضية التبادل معها موضع اهتمام والقوى الفلسطينية التي واكبت ومدتنا بالمعلومات اضافة الى جهات اخرى في اكثر من بلد عربي.وقد عرض السيد حسن نصر الله في مؤتمر صحافي عقده امس تفاصيل اتفاق التبادل ومراحله. وقال ان المرحلة الاولى تشمل إطلاق 23 لبنانيا في مقدمهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني وانور ياسين، و400 فلسطيني من ناشطي الانتفاضة و12 من العرب.
وقال ان الاسرى سيجري لهم استقبال رسمي وشعبي في مطار بيروت يوم الخميس، فيما ستسلم اجساد 59 شهيدا عند الحدود اللبنانية - الفلسطينية يوم الجمعة.
وتابع يقول: البعض يسأل اين الاسماء. علينا ان ننتظر قليلا، فخلال اليومين المقبلين سيتم اعلان اللوائح الاسمية الكاملة. في الختام هاجسنا في الحزب تطبيق الاتفاق، يعني ان تسير الامور على خير الى يومي الخميس والجمعة.
وقال نصر الله ان المرحلة الثانية من عملية التبادل ستبدأ مباشرة بعد تنفيذ المرحلة الاولى حيث ستشكل لجان من كل الاطراف المفاوضة، وسيبدأ جمع معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد.
وتابع يقول: وصلنا بالنسبة الى عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار الى نص متفق عليه ومعلن من قبل الوسيط الالماني: (سيتم اطلاق المواطن اللبناني سمير القنطار بدون اي تأخير، حالما تنتهي بنجاح المفاوضات الجارية في شأن حالته). ويأمل جميع الاطراف، حزب الله والعدو والوسيط الالماني، ان هذا ما سيحدث ضمن شهرين او ثلاثة اشهر. الآن ماذا يمكن ان يحصل? دعونا لا نستعجل الامور ولا نحكي، لمصلحة معالجة قضية سمير القنطار. لكن الذي اؤكده هنا ان حزب الله ملتزم قضية مسير القنطار.
طبعا، بعد الخميس والجمعة، لن يبقى ولو اي معتقل لبناني في السجون من المعلنين. سيكون سمير هو القضية المركزية للمقاومة الإسلامية وحزب الله في المرحلة المقبلة
واعتبر نصر الله ان عدم شمول الصفقة القنطار لا يعني تراجعا في موقف حزب الله مؤكدا بان تصريحاته بهذا الخصوص جزء من العملية التفاوضية.
وكان نصر الله قد تلقى من القنطار الاحد رسالة تهنئة على انجاز عملية تبادل الاسرى.
وقال القنطار في الرسالة التي وزع نصها الحزب نبارك للمقاومة هذا الانجاز الوطني الانساني الكبير ونبارك لعائلات اخواني الاسرى.
وشكر القنطار حزب الله على الجهود التي بذلها لاطلاق سراحه في هذه العملية وقال احيي موقفكم الواضح والصادق واعبر عن ثقتي الكبيرة بشخص سماحتكم ومقاومتنا الباسلة.
واضاف انا على ثقة بانكم ستكونون كما عودتمونا اوفياء لعهدكم.
من ناحية اخرى شكر نصر الله الوسيط الالماني ارنست اورلاو ومن ورائه حكومة المانيا.
كما شكر سورية التي بذلت كل الاهتمام لتصل القضية الى افضل نتيجة وايران التي قال ان قضية التبادل كانت موضع اهتمامها ومتابعتها.
واعرب الامين العام عن امتنانه للقوى الفلسطينية التي واكبت ومدتنا بمعلومات واقتراحات اضافة الى جهات اخرى في اكثر من بلد عربي بدون ان يحددها.
ردود فعل
اجمع كل من رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري على تهنئة "حزب الله" بهذا "لانتصار الكبير" اكد لحود ان المفاوضات جرت بمعرفة السلطات اللبنانية ومتابعتها الدقيقة والمستمرة". واعتبر ان العملية تشكل اعترافا صريحا من اسرائيل بان المقاومة هي شرعية ووطنية وليست حركة اجنبية ارهابية كما تدعي". وبدا بذلك كأنه يرد ضمنا ايضا على الموقف الاخير للسفير الاميركي فنسنت باتل.
وعلى المستوى السوري ايضا اشاد وزير الاعلام السوري احمد الحسن ب"حزب الله" وقال انه "اثبت انه انساني وليس كما يصفونه بأنه ارهابي" واضاف "اسرائيل نراها الآن تتفاوض مع الحزب الذي تتهمه بالارهاب" موضحا ان "حزب الله" يراعي المبادىء الانسانية ويحافظ على الاسرى".
ترحيب فلسطيني
وفي غزة، اعتبرت حركتا (حماس) والجهاد الاسلامي في فلسطين امس تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل (انجازا) يؤكد ان المقاومة خيار (واقعي وعملي) لتحرير الارض والانسان.
وقال اسماعيل هنية احد قادة حركة (حماس) ان عملية التبادل تمثل انجازا فلسطينيا ولبنانيا وعربيا... انها تؤكد ان المقاومة خيار واقعي وعملي يمكن ان يحقق انجازات على صعيد تحرير الارض والانسان.
من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي على لسان محمد الهندي القيادي في الحركة ان الصفقة (انجاز مهم) اثبت ان باستطاعة حزب الله ان يخرج اسرى فلسطينيين وعربا
وحقق حزب الله انتصارا هاما بإنجاز اتفاق تبادل الاسرى‚ خصوصا لأنه شمل للمرة الأولى منذ عام 1991 فلسطينيين وعربا ولم يقتصر على اللبنانيين‚ وذلك رغم اتهام الدولة العبرية والولايات المتحدة الحزب الاصولي بأنه «إرهابي»‚ .وقال خبير لبناني مطلع على الملف لفرانس برس إن شمول الاتفاق الإفراج عن عدد كبير من الفلسطينيين والعرب يدل على أن حزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة «إرهابيا» ارتقى «إلى مستوى المفاوض الإقليمي مع الدولة العبرية»‚ وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لطالما اكدت إسرائيل رفضها التفاوض مع الإرهابيين‚ لكن الدولة العبرية اعطت عبر هذا الاتفاق بعدا إقليميا لحزب وصفته دوما بأنه إرهابي ودعت إلى القضاء عليه بالتوافق مع الولايات المتحدة"‚
السلطة ترحب ولا تعلم شيئاً عن التفاصيل
ورحبت السلطة الفلسطينية بصفقة الأسرى واعتبرتها انجازاً مهماً، لكنها أكدت عمد علمها بتفاصيلها وانه لم يتم التنسيق معها بشأنها مرجحة ألا تشمل مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية. واعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس ان اطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين والعرب انجاز مهم مشيرا الى انه لم يتم التشاور مع الجانب الفلسطيني بخصوص الاسماء. وقال ابو ردينة لوكالة «فرانس برس» «ان اطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين والعرب انجاز مهم» الا انه اشار الى انه "لم يتم التشاور مع الجانب الفلسطيني بخصوص اسماء من سيفرج عنهم من الفلسطينيين".
من جهته‚ أكد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس أن اطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين والعرب انجاز هام‚ مشيرا إلى أنه لم يتم التشاور مع الجانب الفلسطيني بخصوص الاسماء‚
اسرائيل تستعد لنشر أسماء الأسرى
اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، صباح امس، في جلسة الحكومة الاسرائيلية ان صفقة تبادل الاسرى مع "حزب الله" قد اكملت تفاصيلها النهائية. وقال: "اود ان اعلن اكمال صفقة الاسرى كما صادقت عليها الحكومة في وقت سابق".
واضاف: "لقد اثبتت اسرائيل مجدداً انها تعمل وفق معيار خلقي مهم جداً وهو اعادة ابنائها اليها. قرار ابرام الصفقة لم يكن سهلاً، والمرات التي تكون فيها الحكومة متخبطة في شأن هذه المعايير الاخلاقية قليلة جداً. مع ذلك، اعتقد اننا اتخذنا القرار الصائب". واستطرد: "اريد ان اؤكد لكم انه لن يتم الافراج عن سمير القنطار الذي قتل عائلة هاران (في مدينة نهاريا شمال اسرائيل)، الا اذا تلقينا معلومات مثبتة وواضحة تتعلق بمصير (الطيار الاسرائيلي المفقود) رون اراد".
وطرح شارون، خلال جلسة الحكومة اسمي اسيرين اضافيين سيطلقان في صفقة تبادل الاسرى، لم يرد اسمهما في لائحة الاسرى التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية في قرارها السابق. والاثنان هما الناشط الالماني في صفوف "حزب الله" ستيفان سميرك، وسليم الفنتاري اللبناني الذي اعتقل على متن سفينة "كارين ايه" التي ادعت اسرائيل انها كانت تنقل اسلحة من ميناء ايراني الى السلطة الفلسطينية واستولت عليها في البحر الاحمر، وحملت مسؤولية تهريبها الى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
وايد 14 وزيراً اسرائيلياً القرار الجديد، بينما امتنع الوزير بيني آلون، وعارض كل من الوزراء ابراهام بوراز، افيغدور ليبرمان وناتان شرانسكي. وتغيب وزيرا الخارجية والمال، سيلفان شالوم وبنيامين نتنياهو، عن الجلسة لسفرهما خارج البلاد.
وصرح مساء امس وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز، ان "اسرائيل اقرب الى تلقي معلومات عن الطيار رون اراد اكثر من اي وقت مضى". واضاف: "الثمن الذي طلب منا دفعه مقابل الجنود المختطفين باهظ جداً".
من جهة ثانية قال منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في قضية الاسرى، اللواء احتياط ايلان بيران، خلال جلسة الحكومة الاسبوعية، امس ان "اعادة ملاح الجو الاسرائيلي المفقود، رون اراد، منوط بإجراء مفاوضات منفصلة وثمن اضافي يتعين على اسرائيل دفعه في المستقبل".
وكان بيران يرد بذلك على سؤال وجهه اليه الوزير زبولون اورليف، خلال الجلسة، عما اذا كانت الصفقة الحالية تشمل اعادة اراد الى اسرائيل، او انها تشمل فقط الحصول على معلومات تتعلق بمصيره. وقال بيران: "اعادته غير واردة في الصفقة الحالية. الاتفاق يتحدث بوضوح عن الحصول على معلومات ملموسة وحقيقية تتعلق بمصير اراد.. اعادته تتطلب اجراء مفاوضات منفصلة وثمناً اضافياً".
وانقسمت ردود الفعل في اسرائيل على صفقة تبادل الاسرى بين اليمين الذي وصف الصفقة "بالجنون"، واليسار الذي رحب بإعادة الاسرى الاسرائيليين.
وقال جوناتان بيليد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان «المهم بالنسبة الينا هو اننا سنستعيد رجالنا. هذا هو هدفنا ولذلك وافقنا على هذا الاتفاق».
وكرر بيليد القول ان اسرائيل تطالب «بمعلومات ذات مغزى حول مصير رون اراد قبل الافراج عن اللبناني سمير القنطار».
وكان المتحدث يشير الى الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي لم تتخل اسرائيل عن المطالبة به منذ اسقاط طائرته في جنوب لبنان في 1986. وقالت مصادر اسرائيلية امس ان اسرائيل ستنشر غد الثلاثاء قائمة باسماء الاسرى الفلسطينيين والعرب المنوي الافراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع حزب الله اللبناني.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر اسرائيلية لم تسمها ان نشر القائمة ياتي لافساح المجال امام تقديم اعتراضات على بعض الاسماء للمحكمة العليا الاسرائيلية.
كذلك قالت مصادر سياسية إسرائيلية امس، إنه كما يبدو، سيتم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، يوم الخميس المقبل. وبموجب الاتفاق المبرم، سيسلم حزب الله إسرائيل رفات الجنود الإسرائيليين الثلاثة والأسير إلحنان تننبويم، بينما ستفرج إسرائيل عن 400 أسير فلسطيني و21 لبنانيًا و12 أسيرًا عربيًا.
وكان يسرائيل ميمون سكرتير رئيس الحكومة الإسرائيلي، أطلع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، على تفاصيل الصفقة التي تم التوصل إليها بناءً على قرار الحكومة الذي تمت المصادقة عليه. وقام اللواء (احتياط) إيلان بيران، المسئول عن ملف المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، صباح امس، بإطلاع الوزراء خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية على تفاصيل إضافية.
ومن جهته، قال عضو الكنيست يولي إدلشطاين من الليكود، تعقيبًا على استكمال الصفقة مع حزب الله: «إن الثمن الباهظ واللامعقول الذي دفعته الحكومة الإسرائيلية سيفتح الشهية لتنفيذ عمليات اختطاف أخرى. إن عدم توافر معلومات عن رون أراد سيعرضنا لمطالب أخرى من أجل الحصول على مثل هذه المعلومات"
.
تفاصيل الاتفاق
ومن المتوقع ان تخرج الصفقة الى حيز التنفيذ يوم الخميس المقبل، حيث ستستلم اسرائيل رفات جنودها الثلاثة اضافة الى الكولونيل الاحتياط الحانان تننباوم، وتفرج، في المقابل، عن 23 اسيراً لبنانياً، بينهم الشيخ مصطفى الديراني، والشيخ عبد الكريم عبيد. اضافة الى ذلك، سيتم الافراج عن 400 اسير فلسطيني وخمسة سوريين وثلاثة مغاربة وثلاثة سودانيين واسير ليبي واسير الماني يدعى ستيفان سميرك، وآخر بريطاني يدعى جيرارد شومان. كما ستقوم اسرائيل بتسليم لبنان الجمعة رفات 29 لبنانياً اضافة الى خارطة تبين مواقع الالغام التي زرعها الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان اثناء احتلاله له.
وفي المرحلة الثانية ستؤلف لجنة مشتركة من اسرائيل و"حزب الله" والمانيا في محاولة للحصول على معلومات تتعلق بمصير ملاح الجو الاسرائيلي المفقود، رون اراد، واربعة ديبلوماسيين ايرانيين فقدت اثارهم عام ،1982 والذين تقول السلطات الايرانية ان اسرائيل تعلم بمصيرهم.
واذا ما حصلت اسرائيل، خلال مدة شهرين او ثلاثة اشهر، على "براهين حقيقية" تتعلق برون اراد، فإنها ستفرج عن سمير القنطار. وكانت قضية القنطار حجر عثرة امام التوصل الى اتفاق بين الجانبين في ضوء الرفض الاسرائيلي اطلاق اسرى قتلوا اسرائيليين.
برنامج عملية التبادل
وعرض التلفزيون العام الاسرائيلي مساء امس بالتفصيل مراحل عملية تبادل الاسرى التي ستجري الخميس بين اسرائيل و"حزب الله" كالآتي:
الاثنين 26 يناير: جنرال الاحتياط ايلان بيران يتوجه الى المانيا مكلفا من اسرائيل ملاحقة ملف تبادل الاسرى،برفقة فريقه الذي سينضم اليه محام وعضو في اجهزة الموساد (الاستخبارات الاسرائيلية). وسيتولى الجنرال بيران تسوية آخر التفاصيل الفنية الاخيرة للعملية.
الثلاثاء 27 يناير: نشر لائحة الاسرى الفلسطينيين والعرب ال 400 الذين سيتم الافراج عنهم لتوفير مهلة في حال ارادت جهة ما تقديم طعن الى المحكمة العليا الاسرائيلية احتجاجا على اطلاقهم.
الأربعاء 28 يناير: وفد يضم ممثلين لرجال الدين في الجيش الاسرائيلي واطباء شرعيين وعناصر امن اضافة الي فرقة من الجيش مكلفة تأدية التحية للعسكريين الاسرائيليين الثلاثة يغادر الى المانيا.
الخميس 29 يناير:
- اسرائيل تسلم قبل الظهر رفات 59 لبنانيا بواسطة الصليب الاحمر على معبر رأس الناقورة بين لبنان واسرائيل.
- الافراج عن 400 معتقل فلسطيني يتوجهون الى الضفة الغربية وقطاع غزة.
- توجه 23 لبنانيا و12 عربيا تعتقلهم اسرائيل الى المانيا. وفي الوقت ذاته تنقل رفات العسكريين الاسرائيليين الثلاثة مع الحنان تتنباوم من بيروت الى المانيا.
- يجري تبادل الاسرى بعد الظهر في قاعة جوية عسكرية المانية في فرنكفورت ويقوم حاخامات في الجيش الاسرائيلي يساعدههم اطباء شرعيون بالتعرف الى جثث العسكريين الثلاثة، فيما يجري اطباء فحوصا لتننباوم.
- تصل رفات العسكريين الثلاثة مساء الخميس الى القسم العسكري من مطار تل ابيب حيث تقام مراسم يحضرها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير الدفاع شاوول موفاز. ولن يشارك الحنان تننباوم في المراسم في المطار، وهو مهدد بملاحقات قضائية في بلاده بتهمة القيام بتصرفات ادت الى خطفه.
عبيد والديراني
ومن السجن قال الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني في مقابلة اجرتا معهما صحيفة "يديعوت احرونوت" نشرت، امس، انهما لا يفكران بما سيقومان به لدى عودتهما الى لبنان، وان كل ما يرغبان به حاليا هو العودة الى احضان عائلتيهما والتعرف الى افرادها من جديد.
واكد الديراني مجددا انه عامل رون اراد معاملة حسنة خلافا لما ينشر عن الموضوع. وقال ان اراد اصيب، عندما هبط من الطائرة، بجروح طفيفة في الكتف، وتم تقديم العلاج له وتعافى من الاصابة.، واعرب الديراني عن امله في ان يعثر على اراد حيا "ولو من اجل التحدث عن المعاملة الحسنة التي تلقاها مني".
وتابع يقول في هذا السياق: "في الفترة الاولى التي قضاها اراد في بيتي كان يلعب مع ابني الصغير علي. لقد تنقل في ارجاء المنزل بحرية ودون ان يكون مقيد اليدين، وتواجد الحراس خارج المنزل فقط. لقد تبادل اراد اطراف الحديث بالأساس مع زوجتي ومع شخص آخر، حيث يفهمان اللغة الانكليزية. لم يتعرض له احد بسوء ولم يعذب. ونقل اراد بعد ذلك الى غرفة مكتب في بيروت قضى فيها مدة سنة ونصف، وكانت هذه الغرفة واسعة ومضاءة ومزودة مكيفا وماء وسريرا وكتبا".
ونفى الديراني ان يكون قد نقل اراد في صندوق سيارته من بيروت الى البقاع، وقال في هذا الصدد: "هذه اكاذيب، لم اكن انا اصلا من قام بنقله من بيروت، بل أشخاص عملوا تحت وصايتي ونقلوه بشكل عادي جدا".
وقال: "اسرائيل تعرف جيدا ان اراد اختطفه عناصر حرس الثورة الايراني ونقل الى ايران ضد ارادتي. وتدرك اسرائيل، ايضا، انني بذلت جهودا من اجل استرداده. لقد توجهت شخصيا الى الرئيس الايراني السابق رفسنجاني، لأنني اردت ان اجري مفاوضات من اجل اطلاق الاسرى اللبنانيين في سجن الخيام. المشكلة هي ان ايران تطالب مقابل رون اراد الحصول على معلومات تتعلق بأربعة ديبلوماسيين ايرانيين اختفت آثارهم في بيروت، وهذا ثمن يبدو ان اسرائيل غير قادرة على تحمله".
واشار عبيد والديراني الى انهما لن يصدقا انهما يعودان الى لبنان، طالما انهما لم يصبحا احرارا، ويضيفان: "اننا نحاول الا نعلّق امالا عريضة كي لا تكون خيبة الامل بالمثل". واردف عبيد: "لقد كانت ابنتي طفلة عندما اختطفت، وانا اكاد لا اعرفها الآن. سأحتاج الى فترة من الوقت كي اتأقلم مع حياة طبيعية خارج جدران السجن".
القنطار ينتظر الحرية بعد أن كاد ينسف الصفقة
استبعد اللبناني سمير القنطار المعتقل في اسرائيل منذ 24 عاما، من عملية تبادل الاسرى مع حزب الله، لكنه قد يفرج عنه في الاشهر المقبلة في مقابل معلومات عن طيار اسرائيلي يعتبر مفقودا في لبنان منذ 1986. لكن رفض اسرائيل في نوفمبر الافراج عن القنطار كما كان يطالب حزب الله، في وقت بدا تبادل الاسرى على وشك ان يتم، كاد ان ينسف كل ما تم الاتفاق عليه، لكن تسوية حول مصيره فتحت الطريق الى ابرام اتفاق.
واعلنت اسرائيل انها ستفرج عنه في مقابل «معلومات ذات مغزى» حول مصير الطيار الاسرائيلي المفقود في لبنان رون اراد. واكدت رئاسة المجلس في بيان ان «الافراج عن السجين اللبناني سمير القنطار سيتم ما ان تحصل اسرائيل على معلومات ذات مغزى حول مصير رون اراد».
لكن بيان السفارة الالمانية في اسرائيل اشار الى ان القنطار "سيفرج عنه فور الانتهاء من المفاوضات الجارية بشأنه".
واضاف البيان ان "جميع الاطراف تأمل في ان يفرج عنه خلال شهرين او ثلاثة اشهر".
وسمير القنطار (41 عاما) عضو سابق في جبهة التحرير الفلسطينية حكم عليه في 1980 بالسجن 542 سنة لقتله مدنيا اسرائيليا وابنته وشرطيا اسرائيليا في نهاريا في 1979 في شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
وكان القنطار وصل قبل سنة على رأس مجموعة تضم ثلاثة اخرين من عناصر جبهة التحرير الفلسطينية اتت من لبنان بحرا، الى مقربة من شاطيء منتجع نهاريا البحري.
وتقول الصحافة الاسرائيلية ان المجموعة دخلت شقة عائلة حاران واعتقلت الاب داني (28 عاما) وابنته البكر (اينات 4 سنوات). اما الوالدة سمدار فاختبأت في الطابق الاخير من المنزل مع ابنتها الثانية يائيل (سنتان). وقد خنقتها بيديها لدى محاولتها منعها من البكاء حتى لا يكتشف امرهما.
ولاحق جنود وعناصر من الشرطة عناصر المجموعة الذين هربوا نحو الشاطيء مع الاب وابنته. وقتل شرطي واثنان من عناصر المجموعة خلال تبادل لاطلاق النار.
ولدى وصولهم الى الشاطيء، تمكن الجنود من اعتقال العنصرين الاخرين من المجموعة سمير القنطار واحمد الابرص. وقبل ان يعتقلا، قتل الرجلان داني حاران وحطما رأس ابنته. لكن مصادر المقاومة نفت هذه الأكاذيب واكدت مقتل ضابط كبير في جيش الاحتلال خلال هذه العملية.
وافرج عن احمد الابرص الذي حكم عليه بالسجن 542 عاما، في 1985 في اطار تبادل للاسرى مع حركة احمد جبريل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة.
الاسرى الاردنيين
ولقد أثار الاتفاق الذي توصل اليه "حزب الله" مع اسرائيل في شأن الاسرى اللبنانيين والعرب مخاوف ذوي الاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي من ان تستمر اسرائيل بالمماطلة في الافراج عن المعتقلين وخصوصاً السجناء المحكومين لمدد طويلة، خصوصاً ان الاتفاق استثنى السجناء الاردنيين استناداً الى ان الحكومة الاردنية تعمل على الملف نفسه.
وعشية زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم لعمان الاربعاء المقبل، دعت لجنة متابعة شؤون الاسرى في السجون الاسرائيلية الحكومة الاردنية الى اطلاق السجناء الامنيين جميعاً وليس على دفعات وان يشمل الافراج المحكومين لمدد طويلة.
وكانت المحاكم الاسرائىلية قد قضت بالسجن المؤبد قبل معاهدة السلام الاردنية - الاسرائيلية الموقعة في عام .1994 على اربعة سجناء اردنيين هم: سلطان العجلوني وسالم ابو غليون وخالد ابو غليون، وامين الصانع في حين قضت بالحكم ذاته بعد معاهدة السلام على: احلام التميمي ومحمد الريماوي وعبدالله البرغوثي وعبدالله ابو جابر. فيما تتراوح احكام باقي السجناء بين (5 - 20 عاماً).
الناطق الاعلامي باسم لجنة متابعة قضية الاسرى صالح العجلوني قال ل"النهار" ان "سلطات الاحتلال تميز في مسألة الافراج بين الذين اعتقلوا قبل المعاهدة ومن اعتقلوا بعدها"، مشيراً الى ان "هذا التمييز لا يجوز ويجب ان لا ينعكس على الاسرى خصوصاً ان الاردن قبل توقيع المعاهدة في حالة حرب مع الاحتلال وكان يفترض بعد توقيعها اطلاق السجناء الاردنيين جميعاً كنتيجة لمعاهدة السلام الموقعة بين الطرفين في وادي عربة عام 1994".
وطالب الحكومة الاردنية الا تقبل بمنطق حكومة اسرائى القائل باطلاق السجناء ذوي الاحكام البسيطة او الذين اعتقلوا قبل المعاهدة". وقال "اننا نطالب حكومتنا ان تهتم بموضوع الاسرى الذين اعتقلوا بسبب مقاومة الاحتلال" ولفت الى ان "وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر وعدنا في وقت سابق بالعمل على اطلاق السجناء الاردنيين على دفعات لكننا نطمح الى اطلاقهم دفعة واحدة"
فرحة وشكوك
وعلى الجانب الفلسطيني أعرب العديد من ذوي الأسرى الفلسطينيين عن فرحتهم بالصفقة بين حزب الله وإسرائيل، لكنهم لم يخفوا في الوقت نفسه تشككهم في إمكانية تلاعب الإسرائيليين بالاتفاق عبر استثناء أصحاب الأحكام العالية من عملية التبادل، داعين فصائل المقاومة الفلسطينية إلى "الحذو حذو حزب الله".
وفي مقابلة مع "إسلام أون لاين.نت"، قالت والدة الأسير عاطف المصري الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 5 مرات في سجن نفحة: "فرحنا بخبر التوصل للاتفاق، خاصة أنه سيتم الإفراج عن 400 أسير فلسطيني، وتمنينا أن يكون العدد أكبر من ذلك؛ لأن هناك آلاف الأسرى الآخرين في سجون الاحتلال".
وأضافت والدة الأسير عاطف المتهم بانتمائه لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والمعتقل منذ 12 عاما: "نريد الإفراج عن أصحاب الأحكام العالية، فهذا الخبر نتابعه منذ سنوات ونتابع سير المفاوضات على أمل أن يكون ابني ضمن المفرج عنهم".
ووصفت إصرار حزب الله على إدراج الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة ب"الوقفة الإنسانية"، مضيفة: "الإنسان المسلم لا يفرق بين لبناني وسوري أو عراقي، فكلهم مسلمون، ولا بد على العرب أن يحذو حذو حزب الله".
في الوقت نفسه أعربت والدة الأسير ياسر الخواجا عن أملها في أن يتم الإفراج عن ابنها المعتقل منذ عام 1993 ضمن من شملتهم الصفقة، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من زيارته أو رؤيته منذ 5 أعوام
وقالت الحاجة أم عمر والدة الأسير القسامي خالد المغير ل "إسلام أون لاين.نت": "منذ أن سمعت في الأخبار أن الاحتلال ينوي الإفراج عن بعض الأسرى بالاتفاق مع حزب الله في لبنان، وعيوني لم تنم لحظة، وأتمنى أن يكون ابني خالد من بينهم وتنتهي معاناتي إلى الأبد".
وذكرت أم عمر أن ابنها خالد حكم عليه بالمؤبد 3 مرات قضى منها ما يزيد عن 12 عاما في سجون الاحتلال.
وفي إشارة إلى حجم المعاناة التي تعيشها بعد اعتقال ابنيها، قالت والدة الأسيرين أيمن وأمين شعت: "لقد اعتقلوا أبنائي وهم أطفال وحكموا عليهم مدة 99 عاما، والآن أنا محرومة منهم منذ عام 1993".
وأضافت والدموع قد بللت وجنتيها: "أتمنى أن يكون ولدي ضمن هذه الصفقة التي عقدها حزب الله مع الاحتلال حتى ننعم بلقائهم من جديد وتعود الفرحة إلى منزلنا، وأتمنى أن يكونوا بيننا في عيد الأضحى المبارك".
وكالات الأنباء – الصحافة اللبنانية – الصحافة العبرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.