قال بعض الخبراء والمتابعين إن موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ماضٍ في طريقه الذي سبق وأن بدأه خلال السنوات الماضية، وأكدوا أن بلوغ عدد أعضائه 500 مليون علامة على أنه سيسير على النهج الناجح والمتوسع نفسه خلال العام 2011. كان العام 2010 عامًا مميزًا ل "فايسبوك" في أميركا، حيث تفوق على غوغل، بعد أن أصبح الموقع الإلكتروني الأكثر زيارة؛ وعلى الصعيد العالمي، كان ثالث أكبر موقع إلكتروني، بعد ميكروسوفت وغوغل. وقد اختير مؤسسه ورئيسه التنفيذي، مارك زوكربيرغ، من قِبل مجلة "التايم" الأميركية ليكون شخصية العام 2010. وخلال عطلة نهاية الأسبوع العام الجديد، قام مستخدمو فايسبوك برفع 750 مليون صورة، وهو ما يعني رفع أكثر من صورة لكل مستخدم من مستخدمي الموقع. وقد أُعلِن هذا الأسبوع عن أن مصرف غولدمان ساكس سيستثمر مبلغًا قدره 450 مليون دولار ( 288 مليون جنيه إسترليني ) في فايسبوك، ما تسبب في رفع قيمة الموقع السوقية إلى 50 مليار دولار ( أو ما يعادل 32 مليار جنيه إسترليني ). وهو ما علَّقت عليه صحيفة التلغراف البريطانية، في تقرير تنشره بعددها الصادر اليوم، حيث قالت إن ذلك يعني استمرار نمو موقع فايسبوك – بمعدل 700 ألف شخص يوميًا. ومضت تؤكد أن زيادة أعداد المستخدمين لا تعني سوى زيادة قوة الموقع. وقالت إن الأعضاء لا يهتمون بأنشطة الدردشة وتبادل الصور فحسب، وإنما يقومون كذلك بممارسة الألعاب، وقراءة الأخبار، والبقاء على تواصل مع المشاهير. وبحسب مقربين من زوكربيرغ، الذي أضحى أصغر ملياردير في العالم وهو يبلغ من العمر الآن 26 عامًا، فإن ما يدفعه لتطوير فايسبوك باستمرار ليست الأموال، وهو ما يبرر سبب تصديه للضغوط التي كانت تمارس عليه من أجل بيع فايسبوك. كما أنه يعيش حياة متواضعة نسبيًا، وكل ما يهدف إليه هو أن يدفع بالموقع إلى الأمام، وكان نجاحه في إنجاز تلك المهمة بمثابة الأمر المذهل، على حد قول الصحيفة. وفي حديث لها عن زوكربيرغ بعد أن اختارته شخصية العام، قالت مجلة "التايم" إنه وإضافة إلى الخبرة التي يحظى بها باعتباره مبرمجًا لأجهزة الكمبيوتر، فإنه يتفهم قدرًا كبيرًا من التفاصيل المتعلقة بالأشخاص الآخرين. وفي هذا الشأن، أكدت التلغراف على أن تحقيق النجاح بعيد المدى على الإنترنت دائمًا ما كان بمثابة الأمر الصعب. وأن شركات قليلة هي التي نجحت في ذلك، ولا سيما غوغل وأمازون، في حين انتقلت شركات أخرى كثيرة من طور قوة إلى طور غموض في فترة قصيرة بشكل مذهل. وعلى الرغم من تلميح الصحيفة إلى أن فايسبوك قد يواجه المصير نفسه، إلا أنها عاودت لتستبعد احتمالية حدوث ذلك. وتابعت بقولها إن الموقع ناجح إلى الآن في تحقيق حالة من التوازن التام، بقدر اهتمام مستخدميه، بين عرض تجربة يمكن وصفها بالتجربة المرنة نسبيًا في الوقت الذي يتعرض فيه أيضًا لرقابة شديدة. وشبهت الصحيفة الأمر بالحبل المشدود الذي يسير عليه الموقع بشكل جيد للغاية – ويدفع مستخدميه بانتظام نحو مناطق مغرية جديدة، لكنه يتراجع سريعًا إن كانت ردة الفعل سلبية. ورأت الصحيفة البريطانية أيضًا أن فايسبوك ليس مجرد موقع إلكتروني، وإنما هو أكبر من ذلك، ومضت تقول إنه أشبه بالنسخة المصغرة من شبكة الإنترنت. ومثلما تمكنت غوغل من فرض هيمنتها خلال العِقد الماضي، فإن فايسبوك قادر أيضًا على فرض هيمنته في العِقد المقبل. فالموقع لم يغزُ الويب فحسب، بل أصبح "ويب" خاصًا بنفسه. وختمت الصحيفة بقولها إن أكثر ما يثير القلق بشأن مستقبل فايسبوك، بالنسبة لمستخدميه الصغار، هو نقص الخصوصية. فشروط الخدمة الخاصة بالموقع مبهمة، وحتى إن تمكنت من فهمها، ستجد أن الخصوصية تمثل في كثير من الأحيان ضربًا من الوهم.