بقلم:ذ:عبد العزيز شكود. إن تأمل الأحداث الأخيرة التي عرفتها الدول العربية خلال بداية هذه السنة ,والتي ما تزال متواصلة في العديد من المناطق العربية ,يوضح أن تحقيق المبادئ الأساسية للعيش الكريم من كرامة,إحترام واعتراف بالمواطن لايقدم بشكل جاهز بل يتم البحث عنه و النضال من أجله ,وتاريخ الإنسانية كما يقول الفيلسوف الفرنسي"ج.ج.روسو" تاريخ تحولات وظلم, إستعباد ووتنكيل وما كنا لنصل أو حتى لنسمع بمفاهيم كالديموقراطية,العدالة والحق وغيرها من المفاهيم الأخرى إلا بعد إسالة وديان من الدماء ,وحدوث مجازر كثيرة ضد الإنسان , لكن الحالة العربية حالة خاصةوفريدة ,وتختلف عما حدث في الكثير من الدول الأخرى الغربية,الكل ما يزال يتذكر كيف إحتج بعض الصينيين في الشارع بالألاف واضعين أصبعا مقطعا فوق رايتهم كأرقى أسلوب للإحتجاج ,وكيف حرك هذا الفعل أصحاب القرار فتم عقد الإجتماعات على أعلى مستوى ,وفي لحظة قصيرة أعطت هذه الإحتجاجات أكلها,في رسالة معبرة تقول لنا: إن المواطن_الإنسان _ثروة لا يجب الإستهتار بها ,بل يجب المراهنة عليها للتطوير والنماء",لكن ما حدث في تونس في بداية مسلسل الثورات الذي يشبه سباقا للتتابع في ألعاب القوى أمر مختلف, فكلما إنتهت الثورة في بلاد ما, إلا وسلم المشعل لدولة أخرى في مسلسل الأكيد أنه لن ينتهي إلا بعد كتابة جديدة للتاريخ ,لتاريخ يختفي فيه الظلم ,والإستبداد يختفي فيه الإستهتار بدماء الشعوب ,كتابة جديدة لتاريخ يبنى من خلال إشراك الجميع في إتخاذ القرار وفق مبادئ الكفاءة , والتفاني في العمل وليس إعتمادا على النسب ولغة البترودولار , إن الأحداث التي جرت في تونس ,مصر ثم الاَن في إمبراطورية "القذافي" , توضح لنا فعلا ثمن المواطن العربي , فاذا كنا لا نكترث بالإنسان ومعاناته داخل المجتمعات العربية فلا ينبغي إطلاقا أن نحتج حينما تذبح إسرائيل أبناء غزة,والخليل ... فهل هناك فرق بين ما نشاهده على القنوات الفضائية من ذبح.قتل,وتلذذ بإسالة دماء الموطنين في الدول العربية وبين ما قامت به اسرئيل في حرب غزة؟بل العكس هو الصحيح فأن تذبح من طرف إسرئيل قد يسجل كشرف وشهامة أما أن تذبح من طرف من تنازلت لهم عن حقوقك من أجل الحماية والسلم الإجتماعي ..فهذه قمة الإهانة و الإستهتار بقيمة الإنسان ... لكن مهما كان الحال فالتاريخ علمنا عبر كل لحظاته أن الحرية ,العدالةوغيرها من المفاهيم ليست هبة من السماء بل هي معاناة ,نضال وتضحية على إعتبار ان الظلم والإستبداد ليس قدرا منزلا, ولما كان الأمر كذلك يمكن العمل والنضال وإثارة بل والبحث عن الجوانب الخيرة في الانسان, و هذا ما يمكنه أن يعيد تصحيح مسار التاريخ الانساني من جديد, مدام الإنسان خير بطبه والمجتع هو الذي يفسده بلغة "روسو".