إلى السيد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الرأي العام الوطني والمحلي إلى كل من يعنيه الأمر يحز في نفسي السيد الكاتب الأول أن أكون مجبرا على أن أقدم إليكم استقالتي من هياكل حزبي التاريخي المناضل وكل تنظيماته الموازية، مكتوبة بالأسى والأسف والإمتعاض والاستياء، في ظرفية دقيقة تطبع المشهد السياسي العام بالبلاد، وتصوغه منعطفا مفصليا في مسار الحزب، جعلته بكل شرف ومسؤولية - بعد سكتته القلبية قبل الانتخابات الأخيرة- ، وعلى امتداد ست سنوات الأخيرة صرحا ممتد الجسور الاجتماعية والثقافية مع مؤسسات وهيئات وجمعيات وساكنة نشيطة بمدينة تطوان، مشتغلا ومنشغلا بإفراط على قضايا الناس إلى جانب سبعة مناضلين كانوا آخر من تبقى من شرفاء طاهرين للاتحاد الاشتراكي إزاء حالة التخلي المطلق للضباط التاريخيين للحزب عنه والرحيل إلى وجهات انتخابوية مغايرة أخرى. بالفعل ساهمنا بمجموعة لاتتعدى سبعة أعضاء في المجمل في إحياء حزب شارف على الإنهيار الكامل والانقراض المخزي، وعانى الهجر والخذلان من قبل من تركوه على بعد أسبوعين فقط عن الانتخابات الجماعية لسنة 2009تحديدا ، وتم تفريغه من الناس ومن المحتوى الحامل لهموم الساكنة وتطلعات المدينة إلى تواجد حزب ألفته المدينة مقاوما لصنوف الظلم والتهميش والإقصاء ، معبرا عن صوت الفقراء والمثقفين ، محتضنا لمشاريع المقاولين ومستجيبا لتطلعات التجار الصغار والكبار. كما اعتادته المدينة متواجدا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، ضميرا صارخا من داخل المؤسسات التمثيلية ومن خارجها. وبمرارة المناضل المطعون في الظهر، أسترجع معكم السيد الكاتب الأول والرأي العام المحلي بتطوان شاهد عيان على تلك اللحظة الفارقة لانتخابات 2009، حيث اضطررت إلى جانب ثلة من المناضلين الأشراف تكوين ثلثي لائحة الحزب من موظفي قطاع التبغ إضافة إلى أطباء ومهندسين ومحامين ومقاولين صغارنسجوا لحظة وفاء وترشحوا ترشيحا نضاليا في مواقع متأخرة حفاظا على حزب تجذر تاريخيا في حركية النضال المغربي والتزم بالدفاع اللامشروط على القضايا المطلبية للمجتمع وللقطاعات التي ينتمون إليها، وبالمقابل السيد الكاتب الأول رحل أباطرة الانتخابات في الحزب، وتخلى عنه المسكونون بحكمة تنظيمه والتنظير له، ورفضوا حتى الترشح باسمه، تقديرا منهم أننا نخوض معركة انتخابية خاسرة محسومة لطواحن الانتخابات وديناصوراتها الموزعة بين الأحزاب والفقهاء المتوغلين باسم الخطاب الديني في الشعب وأن الفاعل الأوحد والمتفرد فيها هو المال والفساد. نعم السيد الكاتب الأول المحترم، والرأي العام بتطوان شاهد عيان، خضنا انتخابات 2009 بنفس نضالي متأصل، في ظروف مادية مزرية عانى منها الحزب، اعتمدنا نسخ المطبوعات، وللحقيقة التاريخية ومن أجل نشر وترسيخ ثقافة الاعتراف بطبيعة العمل والانخراط النضالي، أنفق مدير حملة الفقراء الحقوقي والمناضل الحزبي الأستاذ المحامي مصطفى اولاد منصور من ماله الخاص على دعاية الحزب وتجمعاته، فيما ترشح أيضا في آخر لائحة الحزب رغم شعبيته الممتدة المناضل عبد القادر مجوط، علاوة على أن نقيب المحامين الأستاذ نورالدين الموسوي ساهم في هندسة لائحة الحزب الانتخابية، في حين مولت عائلته مايناهز 80 في المئة من مصاريف الحملة الانتخابية. واستطاع الحزب بإمكانياته شبه المنعدمة وبوجوه مناضليه السبعة وسمعتهم في الشارع التطواني، وبفضل تواجد أرواح طاهرة صادقة النوايا ملتفة حول النضالات التاريخية للقوات الشعبية، مدعومة من ساكنة أحيائها ومحتضنة في مجالاتها المهنية ، أن يخترق حملة حارقة هيمن عليها لوبي ضباط الانتخابات، وأن يحقق العتبة التي منحته إمكانية تشكيل تحالف مع حزب العدالة والتنمية والمساهمة من موقع الأغلبية في تسيير الشأن العام للجماعة الحضرية بتطوان استنادا إلى التوجيهات المركزية والاستراتيجية للحزب. وفي هذا المنحى السيد الكاتب الأول ، وتاريخ المدينة يوثق لهذه المرحلة، لقد تحملت وحدي طيلة ست سنوات أعباء ومهمات نسج علاقات ممتدة موصولة ووطيدة مع هيئات ومؤسسات المجتمع المدني ومع مكونات المحيط السوسيواقتصادي والثقافي ومع كافة الجمعيات والأندية الرياضية من أجل تعزيز مكانة الحزب وترسيخها وإعادة صياغة علاقته مع الساكنة وقضاياها واحتياجاتها الملحة من موقعي كنائب رئيس الجماعة الحضرية. . وحافظت بذلك رغم كل المناورات والمؤامرات والدسائس والمناوشات التي كانت تحاك لتفكيك التحالف سواء من قبل مناضلي الحزب سامحهم الله أومن قبل أشخاص ذاتيين في معارضة المجلس خبروا تخريب التجارب الجماعية وتدميرها من الداخل قبل أن تنتهي صلاحية المجلس. تصديت من موقع مسؤوليتي الحزبية أولا طبقا لتوجيهاتكم السيد الكاتب الأول ، ومن زاوية الحفاظ على شرعية التحالف وتكتيكات الحزب واستراتيجياته السياسية في هذه المرحلة، ضدا على كل النوايا التدميرية المعلنة والخفية. السيد الكاتب الأول المحترم والرأي العام شاهد عيان. في ظرف قياسي استطاعت مجموعة المناضلين أن تقود معركة إعادة الحياة داخل مؤسسة حزبنا، عبر إرساء الهياكل والتنظيمات الموازية المسؤولة والقانونية، أعدنا تاسيس فرع الحزب من جديد واعتبرناه حزبا لكل الاتحاديين: من تخلوا عنه في لحظات دقيقة، ومن جمدوا نشاطهم نتيجة حالة يأس أو إحباط، أو من فقدوا الثقة في قدرته على الاستمرار والمقاومة إضافة إلينا نحن من تبقى راسخا على العهد مؤمنا بتجاوز الصعوبات، كما أسسنا شبيبة الحزب واستقطبنا إليها طاقات حيوية وشابة وأرسينا قطاع المرأة الاتحادية منفتحا على نساء المدينة وحركاتهن. وفي انتخابات 2011 توجت الرؤية الاستراتيجية للسبعة المتبقين بحصول الحزب على مقعد برلماني عن إقليمتطوان. السيد الكاتب الأول المحترم ، مكونات الرأي العام بالمدينة لقد حاول كاتب الفرع ، نقيب هيئة المحامين بتطوان الأستاذ نورالدين الموسوي أحد صناع الرؤية الاستراتيجية العامة للحزب على امتداد ست سنوات خلت بمدينة تطوان أن يوحد الاتحاديين والاتحاديات حول أرضية صلبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ، تستثمر كل المكتسبات التي تحققت على عهد تجربة الحزب في تسيير شؤون الجماعة الحضرية أولا وتراعي الطاقات الدينامية التي أصبحت تزخر بها الهياكل الجديدة للحزب وتنظيماته الموازية، ومجموعة المناضلين المندمجين في الحزب، وتستحضر بالأساس التفاف ساكنة المدينة حول وجوه ومناضلين حزبيين يتمتعون بشعبية منقطعة النظيرفي أوساط الساكنة ، استطاعت أن تمؤسس علاقات متينة مع مؤسسات المجتمع وقواه الحية. واقترح كاتب الفرع كل من عبد الواحد اسريحن ، واتباتو بوشتة ، والحبيب حجي في مقدمة لائحة الحزب.لكنه تعرض لحملة شرسة وممنهجة ودسائس من طرف الكاتب الإقليمي للحزب عبد اللطيف بوحلتيت والمدعو "م.اس" اللذين قررا بشكل مثير التحكم في هندسة لائحة الحزب المرتقبة ضدا على آليات النقاش الديمقراطي وتقنيات التفاوض المفتوح والشفاف ، بل الأدهى من ذلك عمدا معا إلى التصريح علانية وبشكل سافر بإقصاء كل من المقترحين اتباتو بوشتة والحبيب حجي حيث قال الكاتب الإقليمي بكل وقاحة ودون احترام: "لن يترشح اتباتو بوشتى والحبيب حجي ولو على جثتي". واستنادا على أرضية المؤامرة ذاتها، أوقف المتحيزان إلى الإقصاء مسألة إعداد اللائحة وجمدا النقاش والمفاوضات الداخلية حولها، وأرجآ ذلك عنوة إلى آخر لحظة، وهي المسلكيات الدنيئة التي أثارت تحفظ واستياء كاتب الفرع الأستاذ نورالدين الموسوي الذي عبر عن تنحيه وابتعاده عن هذا المسار المثير للاشمئزاز والأحقاد. ومباشرة بعد عودتي من مناسك العمرة حاولت أن أطلق من جديد دينامية التفاوض حول اللائحة مع عبد اللطيف بوحلتيت، لكن هذا الأخير اشترط علي أن يتصدر لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شخص ميسور، يضخ في ميزانية الحزب مبلغ 150 مليون سنتيم على الأقل. واستنادا إلى مواصفاته المطلوبة في وكيل اللائحة واشتراطاته المالية باشر التفاوض بالتوازي مع المحامي كمال المهدي الذي يحظى بتزكية عبد اللطيف بوحلتيت و"م.اس" وكيلا للائحة بعد تحقق الشرط الجزائي المترتب عن تزعم لائحة الحزب. وأخيرا السيد الكاتب الأول المحترم وبعيدا عن الترهات والمتاهات الحزبوية الضيقة ، والهندسة البوحلتيتية العقيمة للائحة الحزب، وبمنأى عن مسلكيات الإقصاء والأحقاد والضغينة التي يؤصلها بعض المحسوبين على حزبنا، وانزياحا عن كل الكائنات الانتخابية في لائحة الحزب وبعيدا عنه في لوائح أخرى. يؤسفني أن أخبركم من جهة أخرى، أن لاستقالتي هاته أسباب شخصية وعائلية أيضا تفوق كل الحيثيات الموضوعية الدنيئة، حيث اقتحمت كل هذه التفاعلات الحقيرة بيت عائلتي ، ومستني عميقا في نفسيتي، عندما اتخذت منحى آخر يستهدف أمي أعز مخلوق أملكه في هذا الكون، خاصة عندما انتقل سيناريو تلك الوشايات والدسائس والمؤامرات ليوظف والدتي في بؤرة عفن لاتدرك هي تلابيبها النتنة التي تعاف إنسانيتي الخوض فيها الآن. إنني السيد الكاتب الأول وعبركم الرأي العام المحلي، وأنا أقدم استقالتي في ظروف نفسية عصيبة من حزب منحني التكوين والتربية ومنحته التجذر والانتشار الواسع والمصداقية في المدينة والجهة ، تجدونني متشبثا بصداقتي وعلاقتي المتينة بأصوات استاءت من تردي أوضاعنا الحزبية واقف لها احتراما لاختيارها الاستمرار والمقاومة إلى حين بلوغ التطهير الأسمى من مثل الأساتذة المناضلين نورالدين الموسويومصطفى أولاد منصور وعبد القادر مجوط والمناضلتين حفيظة الشعرة وسعاد بن عدي.. تحية لهم جميعا..