تخوض المناضلة فاطمة بلمودن حملة انتخابية نظيفة مسنودة بلجان الدعم العديدة والتنظيم الحزبي بمدينة سلا وتعي جيدا عضوة المكتب السياسي على أنها وكيلة لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في دائرة انتخابية صعبة، وسبق للصحافة الوطنية أن أطلقت عليها اسم دائرة الموت نظرا لتواجد بعض الكائنات الانتخابية المحترفة . لكن الأخت بلمودن سبق لها أن صرحت في اللقاء الافتتاحي للحملة الانتخابية الذي نظم يوم الأحد الماضي بسلا على أن الترشيح في دائرة سلاالمدينة نابع من اختيارين أساسين أولهما الغيرة على هذه المدينة المناضلة التاريخية والعلمية والتي لها باع طويل في النضال والكفاح الوطني، ولها صفحات مشرقة في العلم والثقافة والضاربة جذورها في تاريخ المغرب المعاصر، هذه المدينة التي تشكل بالنسبة لفاطمة بلمودن مدينة مسقط الرأس، حيث ولدت بالمدينة القديمة وقضت طفولتها بحي شعبي خارج الأسوار ألا وهو حي الميعارة، وتابعت تعليمها الابتدائي في مدرسة النهضة التي أسستها الحركة الوطنية، والاعدادي والثانوي الى أن حصلت على الباكالوريا بسلا ثم انتقلت الى جامعة محمد الخامس بالرباط شعبة الفلسفة، ولا زالت العائلة تستقر بهذه المدينة الغالية لديها. والاختيار الثاني ترى بلمودن على أن ترشيحها بدائرة سلاالمدينة لرفع التحدي في وجه الفساد المستشري كالسرطان في هذه المدينة التي أنجبت رجالا أفذاذ ومناضلين اتحاديين من طينة عبد الرحيم بوعبيد رجل الدولة البارز في تارخنا النضالي المعاصر، ومحمد السملالي المحامي ورئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، والاتحادي محمد الحيحي الرئيس السابق كذلك للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، وعبد الرحمان القادري الفقيه الدستوري الأول بالمغرب، وغيرهم من الشخصيات البارزة سواء في الدولة أو التي قادت وتقود هيئات المجتمع المدني المغربي حاليا. بالنسبة لبلمودن، فالفساد في مدينة سلا ورموزه ليسوا قدرا محتوما على هذه المدينة التي تستحق هي وساكنتها كل الخير، لذلك تقول جئت وأنا كلي أمل وثقة، احمل الوردة الاتحادية في يدي ليزهر الربيع السلاوي في هذه المدينة، وذلك من أجل اجتثاث الفساد وسد الطريق على كل المفسدين سماسرة الانتخابات الذين عاثوا في هذه الأرض الطيبة فسادا حتى أصبحت الساكنة تعتقد على أن هؤلاء المتسلطين عليها قدرا محتوما، وقد أرخوا خيوطهم كالأخطبوط لتعم كل أرجاء المدينة، وليس بالإمكان قطع هذه الخيوط المتشابكة بالمصالح الشخصية والعقارية والمقاولاتية على حساب المصلحة العامة والقضايا الحيوية للساكنة السلاوية. وصرحت وكيلة لائحة الاتحاد الاشتراكي لسلاالمدينة للجريدة خلال لقاء بها في غمرة الحملة الانتخابية على أنها، لا تبالي بالمكائد والدسائس والألغام ، التي تحاك ضدها من أجل تغليط الرأي العام المحلي السلاوي وسوف لن تثنيها الإشاعات والمؤامرات التي يروجونها تحقيق أمل الربيع السلاوي وجعل وردة الاتحاد الاشتراكي رمزا لمستقبل التنمية بالمدينة، كما ذكرت بأحد مثقفي المدينة سعيد حجي الكاتب المغربي المعروف لدى للشباب بأحد النصوص التي عنونها «بشباب غفل»، هذا الكاتب السلاوي الذي كان لا يقبل أن يكون الشباب المغربي غافلا عن قضاياه ومصالحه المصيرية، وانتهزت بلمودن هذه المناسبة لتوجه نداء للشباب السلاوي الذين لعبوا دورا طلائعيا في تأسيس حركة 20 فبراير ونضالاته من أجل الحرية والكرامة ومحاربة الفساد، بأن يقفوا سدا منيعا في وجه رموز الفساد الذين فاحت رائحتهم وأصبحت تزكم الأنوف، والتصدي لكل مغالطاتهم وأساليبهم وتذكير الجماهير السلاوية بفضائحهم ومضارباتهم وقضاياهم الوسخة التي وصلت إلى القضاء أحيانا. وقالت فاطمة بلمودن أن حلفاءها الحقيقين في سلا هم المواطنون الشرفاء الذين لا يقبلون بيع أنفسهم بدراهم معدودات، حلفاءها الحقيقيون هم كل الأحرار التواقون الى التغيير ورفع الوصاية والحجر على مدينة سلا من يد هذه الطغمة التي تراكم الملايير تلو الملايير وتهتم بمصالحها الشخصية والذاتية عوض خدمة الصالح العام، واعدة الجماهير السلاوية بأنها ستكون خير ممثل لسلطة المواطن السلاوي داخل قبة البرلمان، كما كانت خلال تجربتها السابقة حين كانت نائبة عن مدينة الدارالبيضاء وفي الأخير أكدت فاطمة بلمودن على أنها جاءت لسلا وكلها ثقة في مواطنيها الأحرار والشرفاء رجالا ونساء شيبا وشبابا، بأنهم سيصوتون على الوردة الاتحادية كي يقولوا بفعل تصويتهم الكثيف على رمز الوردة، «ارحلوا أيها المفسدون عن مدينتنا» ولكي يعيدوا الاعتبار لهذه المدينة التاريخية والعلمية الرائدة في العمل الوطني، وليسترجع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من جديد مكانته في تدبير الشأن العام بالمدينة ، ولكي تصبح سلا امتدادا حقيقيا للرباط وليست مرقدا ليليا للعاصمة. وهذا لن يتحقق الا بتضافر جهود كافة الفاعليين السياسيين وكافة مؤسسات الدولة من أجل انقاذ مدينة سلا من الاختلالات الخطيرة التي تعرفها على المستوى الاجتماعي والأمني وعلى مستوى الهيكلة العمرانية والاقتصادية للمدينة واشعاعها الثقافي.