قرر كل من محمد محب وفاطمة بلمودن وزوبيدة بوعياد أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مقاطعة الانتخابات الجماعية القادمة بالبيضاء، حيث أعلنوا في اجتماع المكتب السياسي يوم الجمعة الماضي انسحابهم من دائرة الترشح. وجاء قرار الأعضاء الثلاثة على خلفية القرار الذي اتخذه المكتب السياسي بدعم ترشيح كل من رضا الشامي وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة على رأس اللائحة العامة بالمعاريف، وكمال الديساوي بمقاطعة سيدي بليوط، وعبد الرزاق وردة بعين الشق، وعدنان الدباغ بآنفا. وخلف قرار المكتب السياسي استياء كبيرا وسط فروع المدينة، خصوصا بمقاطعات (عين الشق، سيدي بليوط، آنفا، المعاريف) التي تعرف صراعا كبيرا بين جناحي الراضي الكاتب الأول للحزب ونائبه فتح الله ولعلو. ومن المنتظر أن تكون الكتابة الجهوية للاتحاد بالبيضاء، قد عقدت زوال أمس الأحد، لقاء لتدارس هذا المستجد، خاصة أن كل الأسماء التي تمت تزكيتها تبقى بعيدة عن كل المداولات التي أجرتها لجنة البت بالبيضاء. وباستثناء تزكية كمال الديساوي عضو الكتابة الجهوية بالبيضاء على رأس مقاطعة سيدي بليوط، والذي كان ضمن المتنافسين إلى جانب محمد شوقي نائب مدير جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، فوجئت الفروع بباقي الأسماء المعلن عنها، حيث أعلن عن اسم أحمد رضا الشامي وزير التجارة والصناعة لترؤس اللائحة العامة بمقاطعة المعاريف، رغم أن كل المؤشرات كانت تتجه صوب تزكية محمد مصطفى الإبراهيمي، محام ورئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب وعضو الكتابة الجهوية، وأفادت مصادر مطلعة أن وزير التجارة والصناعة اتصل بأعضاء بالمكتب السياسي وبأعضاء فرع المعاريف وعبر لهم عن عدم استعداده لخوض غمار الانتخابات الجماعية القادمة بالمعاريف. ودفع اختيار الشامي بالمعاريف إلى انسحاب فاطمة بلمودن من التنافس على المقاطعة. وشكل اختيار عبد الرزاق وردة كاتب فرع سيدي معروف كوكيل للائحة العامة بمقاطعة عين الشق، مفاجأة كبيرة لكل المتتبعين بالمنطقة، وخلف ردود فعل قوية لدى مكتب فرع عين الشق، حيث إن الاسم الذي قدمه الحبيب المالكي منسق الفريق الحزبي بالبيضاء، لم يتم تداوله طيلة فترة إيداع الترشيحات، ويتصارع على هذه الدائرة ابراهيم راشيدي والصغير باعلي عضوا الكتابة الجهوية، الأول مدعوم من طرف فرع سيدي معروف والثاني مدعوم من طرف الكاتب الجهوي للحزب بالبيضاء. وأدى اختيار عدنان الدباغ المقرب من الحبيب المالكي منسق فريق المكتب السياسي الذي كان يشرف على تلقي الترشيحات بالبيضاء على رأس دائرة آنفا، إلى انسحاب زوبيدة بوعياد من التنافس على رأس لائحة الحزب بنفس المقاطعة، كما أن دعم الحبيب المالكي لأصدقائه على رأس باقي المقاطعات دفع بالعديد من الفروع إلى الاتجاه إلى تقديم طعن في أشغال لجنة البت التي أعلنت عن أسماء لم يتم تداولها في السابق ولم تتم المصادقة عليها داخل الفروع الحزبية، كما هو الشأن في المعاريف وعين الشق. وتشهد العديد من المقاطعات بالبيضاء، صراعا بين جناحي كل من عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للحزب، ونائبه الأول فتح الله ولعلو، حيث يحاول هذا الأخير تقوية موقعه بالعاصمة الاقتصادية، تحسبا للمؤتمر الحزبي القادم، لكن المستفيد الأكبر من التزكيات التي تمت المصادقة عليها هي أسماء ساندت الحبيب المالكي في المؤتمر الثامن للحزب.