أعلن عبد الواحد الراضي يوم السبت الماضي بالرباط عن عزم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على «اتخاذ مبادرة سياسية » من أجل فتح الطريق أمام «حوار وطني يعبئ للإصلاح». وقال الراضي ، الذي كان يتحدث أمام المجلس الوطني، في دورته الأولى، التي أطلق عليها اسم «دورة غزة الصامدة»: « إن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيعمل في أقرب الآجال، اعتماداً على هذه المرجعية، واعتماداً على الرصيد الهائل الذي راكمه مع حلفائه في الكتلة، حول مضامين الإصلاح ومستلزماته، على اتخاذ مبادرة سياسية في هذا الاتجاه، مساهمة منه في فتح الطريق أمام حوار وطني يعبئ كل طاقاتنا لإنجاح الإصلاح» . وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على أن هذه المبادرة ، التي ستتم « بلورتها مباشرة بعد أشغال المجلس الوطني، مرتبطة كل الارتباط بالمناخ السياسي العام الذي سَيُحِيطُ بالانتخابات الجماعية المقبلة». وكان المجلس الوطني للاتحاد قد عقد أول دورة له بعد الموتمر الوطني الثامن للحزب ترأسها فتح الله ولعلو نائب الكاتب الأول، وتميزت أشغالها بحضور كل الجوانب المتعلقة بالحياة الحزبية الداخلية، بالإضافة إلى مناحي النشاط السياسي الوطني ، ومنها الاستحقاقات الاتخابية القادمة. ولأول مرة قام المكتب السياسي بعرض الميزانية السنوية للاتحاد الاشتراكي لسنة 2009 بكل أبوابها، مما اعتبر تجديدا في أسلوب التدبير، بالإضافة إلى عناصر أخرى تدخل ضمن ما أسماه عبد الواحد الراضي « قرارات تأسيسية» . ومن جهة أخرى ألحت الكلمة التي ألقاها الراضي على «تقوية دور المجلس الوطني في المراقبة والمتابعة والاقتراح، والربط المحكم بين أشغال لجنه الوطنية، وأشغال اللجن النيابية ضمانا لتفعيل دور البرلمان الحزبي وجعله في علاقة مستمرة مع القضايا الوطنية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية وحاجياتهم ومشاكلهم». واحتلت القضايا التنظيمية وقضايا الاستحقاقات المقبلة حيزا مهما داخل الأجندة المطروحة على الاتحاد في الفترة المقبلة. كما أثارت تدخلات أعضاء المجلس الكثير من الملاحظات الخاصة بعمل الاتحاد وبآفاق تفعيل مقررات المؤتمر الوطني الثامن، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والوضع المحتقن حاليا بين أطراف الحوار الاجتماعي. وعرفت الجلسة مناقشات تخص قرارا يهم الشبيبة الاتحادية، وعبر بعض أعضاء المجلس الوطني عن عدم موافقتهم على التمثيلية عبر المنسق الوطني (نائب الكاتب العام ) كما جاء في اقتراح المكتب السياسي. وقد أكد التقرير السياسي الذي ألقاه عبد الواحد الراضي على تضامن الاتحاد الاشتراكي المطلق مع الشعب الفلسطيني إلى حين إقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس، كما عبر الراضي عن غضب الاتحاديين للعدوان الغاشم الذي تعرضت له غزة. هذا، وإلى جانب كلمة الكاتب الأول ، قام محمد محب بتلاوة التقرير المالي ، كما استعرض فصول ميزانية 2009 للحزب. بدورها قدمت فاطمة بلمودن ، باسم المكتب السياسي ، مسطرة الترشيح المتعلقة بالاستحقاقات المقبلة، أما الورقة الداخلية للحزب فقد استعرضت عناوينها رشيدة بنمسعود.