ذكرت مصادر اتحادية أنه من المنتظر أن تشهد عدد من المدن الكبرى، خاصة الدارالبيضاء والرباط، تنافسا محموما بين قياديي الحزب من أجل الظفر بتزكية الحزب في الانتخابات الجماعية، المقرر إجراؤها صيف هذه السنة. وأوضحت تلك المصادر، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الاثنين، أن التنافس من أجل الحصول على تزكية الحزب في مدينة الدارالبيضاء، على سبيل المثال، سيشتد بين وجوه وقيادات بارزة في الحزب بالمدينة. فمقاطعة عين الشق ستشهد صراعات بين أعضاء المجلس الوطني لحسن الصنهاجي وإبراهيم الراشدي والبرلمانية سلوى الكركري بلقزيز. أما مقاطعة آنفا فستشهد هي الأخرى صراعا بين عضو المكتب السياسي والمستشارة عن نفس المنطقة زبيدة بوعياد وعضو المجلس الوطني عدنان الدباغ. في حين أن مواجهة ساخنة قد تجمع بين المدير المساعد لجريدة الاتحاد الاشتراكي محمد شوقي والمستشار عن نفس المنطقة كمال الديساوي وعضو الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات صباح الشرايبي. وبمقاطعة المعاريف أبدى كل من عبد الرحمان بيحيى، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء، وفاطمة بلمودن، عضو المكتب السياسي، ومحمد مصطفى الإبراهيمي، البرلماني عن نفس المنطقة وعضو المجلس الوطني للحزب رغبتهم في الترشح في حين ستشهد منطقة الحي المحمدي تنافسا محموما بين عبد المقصود الراشدي والمحامي عبد الكبير طبيح. وأضاف المصدر ذاته أن باقي المقاطعات المعروفة ب«المنكوبة حزبيا»، بسبب الحضور الباهت للحزب فيها خلال الانتخابات التشريعية السابقة لشهر شتنبر 2007، تشهد تسابقا أو تنافسا بشأنها على غرار المقاطعات الأخرى. نفس الصراع قد تشهده مدن أخرى مثل الرباط التي من المنتظر أن تشهد تنافسا بين كل من إدريس لشكر وأحمد الريح والمحامي خالد أصواب وفتح الله ولعلو وعبد الهادي خيرات وشخصيات نسائية كثيرة، مثل عضو المكتب السياسي لطيفة اجبابدي. ويتلقى مجلس الفرع الحزبي الترشيحات ويؤهل من يراه مناسبا وفق معايير معينة ثم يبعث بنتائج التأهيل إلى لجنة البت التي تضم الكاتب الجهوي والكاتب الإقليمي وكاتب الفرع ومنسق المستشارين الاتحاديين بحضور عضو من المكتب السياسي. لكن المشكل «يكمن بالأساس في كون أعضاء لجنة البت هم مرشحون مفترضون للانتخابات. وهو الأمر الذي يجعل من الصعوبة الحسم إقليميا في الترشيحات وبالتالي يحتم تدخل المكتب السياسي للحسم فيها». ويذكر أن اللجنة الوطنية للانتخابات بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد عقدت أول اجتماع تحضيري لها يوم السبت الماضي بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وخلال هذا الاجتماع عرضت فاطمة بلمودن، عضو المكتب السياسي ومنسقة فريق العمل الخاص بالتنظيم والانتخابات، تصورا للانتخابات المقبلة. وقالت المسؤولة الحزبية الاشتراكية، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الاثنين، إن الحزب يسعى من خلال الانتخابات الجماعية المقبلة إلى تحقيق تغطية كاملة خاصة في الدوائر التي تجرى بالاقتراع باللائحة، ولكنها لم تستطع أن تقدم أي رقم أو نسبة محددة بخصوص تغطية الدوائر التي ستجرى بالاقتراع الإسمي الفردي والتي توجد أغلبها بالمناطق القروية. وقالت «إن اللجنة الوطنية للانتخابات ستتلقى تقارير من الأقاليم وبناء عليها سيتم تحديد نسبة تغطية الاتحاد لتلك الدوائر». كما أن تغطية الدوائر التي ستجرى بالاقتراع الاسمي الفردي لا يمكن أن يتحقق بدون أن ينهج الاتحاد الاشتراكي سياسة الانفتاح على أطر وأعيان من خارج الحزب، ولكنها أردفت قائلة: «لن ننفتح على جميع الأعيان، بل على الأعيان المتمسكين باختيارات الحزب وأهدافه». ويعول الحزب كثيرا على الانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها في شهر يونيو المقبل من أجل محو نكسة الانتخابات التشريعية لشهر شتنبر 2007. وأوضحت بلمودن أن «الحزب يراهن على الانتخابات الجماعية المقبلة رهانا كبيرا. فالهدف ليس تحقيق أكبر تغطية فقط، بل الهدف هو تحقيق الفوز. وهو أمر ضروري وأساسي». فالحزب يأمل في استرجاع مواقع أساسية كان قد فقدها في السابق في كل من فاسوالرباط والدارالبيضاء. وحول ما إذا كانت ستقدم ترشيحها للانتخابات الجماعية، ابتسمت فاطمة بلمودن وقالت «أظن ذلك. سأترشح في مدينتي، مدينة الدارالبيضاء».