مؤمنون ب «مغرب المواطنة»، مؤمنون بمغرب الحقوق والواجبات، ومساهمون بنضالات كبرى في هامش الحريات المتحقق ببلادنا، وحريصون على تطويره وتعميقه ودعمه وتتبعه إلى أن يتحقق «المغرب الديقراطي» الذي حلمنا به على مدار عقود من الزمن وقدم الإتحاديون من أجله التضحيات والتضحيات. كانت تلك أهم المحاور التي سلطت عليها فاطمة بلمودن عضوة المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي الأضواء، ضمن لقاء بميدنة سلا يوم الجمعة الماضي. بالموازاة مع ذلك، دعت فاطمة بلمودن في نفس اللقاء إلى واجب ربح «رهان التغيير» ببلادنا حاليا، عبر تمثل جيد للتحديات السياسية الكبيرة القادمة، خاصة تلك المواكبة والمنبثقة عن نتائج الاستحقاقات الانتخابية ل 25 نونبر 2011 بالمغرب. واعتبرت عضوة المكتب السياسي أن المدخل الحقيقي لمغرب الغد ومستقبل الديمقراطية ببلادنا هي الحكامة السياسية بكل مقوماتها ودعائمها، كي نكون جميعا في مستوى طموحات المغاربة، وكي نستجيب لتطلعات المرحلة السياسية وطنيا وجهويا ودوليا، فلا مستقبل لبلد عربي أو غيره، الآن وغدا، بدون ديقراطية حقيقية، ولا مدخل لديمقراطية حقيقية بدون حكامة رشيدة، تستهدف قراءة ديمقراطية للدستور الجديد وتنزيلا ديمقراطيا له. وشددت فاطمة بلمودن على وضعية بعض المدن المغربية التي استشرى فيها الفساد، مثل مدينة سلا التاريخية، التي عرفت فترات نضالية وطنية زاهية وأنجبت رموزا وطنية كبرى، لا زال ذكرها يشع به المكان و الزمان. ونبهت أيضا إلى أن الفساد والمفسدين بسلا حالة عابرة ولا بد للمواطن وجميع الشرفاء أن يقولوا كلمتهم، ويقطع الطريق أمام رموز الفساد وأساليبه، بعد موجات الغضب التي أبرزها المغاربة بعد 20 فبراير، وبعد ملحاحية الأحزاب الديقراطية الوطنية ونضالات تنظيمات المجتمع المدني. وأكدت فاطمة بلمودن أن الفساد السياسي بالمغرب ممكن محاربته، وسلا نموذج لأن الفساد ليس قدرا.. فكبار الديكتاريين سقطوا وكبار المفسدين الذين حكموا دولا وشعوبا بقبضة من حديد عرفوا مصيرا مأساويا، لهذا فكل سقذافي صغير أو كبيرش مآله السقوط .. وعلى رأس المفسدين مفسدو الشأن العمومي بسلا، وبالمناسبة نبهت فاطمة بلمودن لكون تجربتها الشخصية مليئة بمبادرات خاصة بمحاربة الفساد، وهي مبادرات وطنية وجهوية ودولية، وإرادة التغيير ممكنة، وفقط ينبغي الإيمان بذلك. وبغية لملمة شمل جميع الاتحاديين من أجل التغيير، ومن أجل المعركة الكبرى القادمة، قدمت فاطمة بلمودن نداء إلى جميع الاتحاديين تدعو لتجاوز الخلافات الذاتية وقراءة أخطاء الماضي واستثمار نقاط القوة ونقاط التلاقي، والعمل وفق رؤية جماعية وأبعاد استراتيجية عبر تفعيل التنظيم الحزبي بجميع هياكله.