نشرت مجلة لهن المصرية التقرير التالي حول الدروس الخصوصية في مصر:لم تعد مقولة الشاعر أحمد شوقي " قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" في محلها الآن ولم يعد المدرس كالرسل ولا حتي إنسان عادي يستحق الاحترام ، بل نزل البعض بانفسهم وبالعملية التعليمية منزلة منحطة دنست كل قدسية للتعليم ، بعد أن قام بعض المدرسين غير الأفاضل بتشويه صورة المدرس كلية ، بعد ان خلت لوحات الشرف من أسمائهم وتصدرت أسماؤهم صفحات الحوادث ، التي تنهال علينا أخبارها بشكل يومي كوابل من طلقات نارية تطالعنا بها الصحف عن مدرسين تحرشوا بالطلبة أو الطالبات ووصل الأمر ببعضهم لممارسة الرذيلة وتصوير بعض الفتيات أثناء ممارسة الفاحشة معهن!! وبعد أن كان يحمل المدرس مكانة مرموقة ويحظي بثقة عمياء من الأهل كونه مربي فاضل ومعلم للأجيال ، لم يعد كذلك على الإطلاق ، الأمر الذي أثار فزع الجميع وخاصة أولياء الأمور من الحوادث التي أثارت الرأي العام . هتك عرض ضبط صاحب محل أسماك بمنطقة حدائق القبة، قام بهتك عرض ثلاث من تلميذاته اللائي يعطيهن درساً خصوصياً بمنزله، وقبّلهن بالقوة، وأجبرهن على تحسس مناطق بجسدهن خادشاً حياءهن أثناء إعطائه لهن درساً ، وتم اكتشاف الأمر عقب تقدم ثلاثة من أولياء الأمور ببلاغ لقسم الشرطة اتهموا فيه جارهم مدرس اللغة الإنجليزية وصاحب محل الأسماك بهتك أعراض بناتهن أثناء إعطائه لهن الدرس بشقته. علاقات مصورة واستغل مدرس علم نفس واقتصاد في منطقة إمبابة تردد الطالبات على مسكنه للحصول على دروس خصوصية، وأقام مع 12 منهن تتراوح أعمارهن بين 16 و18 سنة علاقات جنسية صوّرها بهاتفه المحمول ونقلها على أسطوانات مدمجة دون علم الطالبات. ووجهت النيابة للمتهم 6 اتهامات وهى : الاستغلال الجنسي وهتك العرض بالرضا ومواقعه نساء وانتهاك حرمة الحياة الخاصة وتصوير الضحايا دون رضاهن ونسخ أسطوانات جنسية وتوزيعها. وتبين أن الشاب هو مدرس علم نفس واقتصاد ، وأنه يمارس الجنس مع الطالبات داخل شقته، حين يستقبل البعض منهن لإعطائهن دروساً خصوصية، وأن الممارسة تحدث أحياناً داخل منزل الطالبة حين تكون أسرتها أكثر حرصاً وتطلب أن يأتي المدرس للمنزل. وبعد القبض على المدرس اعترف تفصيلياً بارتكاب الجريمة، وأنه كان يواقع الطالبات برضاهن، وأنهن لا يعلمن موضوع التصوير، وكشفت الفيديوهات والمشاهد الجنسية بينه وبين الطالبات أنها تحوى مشاهد شاذة. قُبلة مكافأة كما تم حبس مدرس رياضيات " 42 - عاماً "بإحدى المدارس الإعدادية بمنطقة روض الفرج بالقاهرة، وذلك بعد أن وجه له تهمة هتك عرض7 تلاميذ بالمدرسة والتحرش الجنسي بهم وذلك أثناء قيامه بإعطائهم دروسا خصوصية بمنزله وداخل فصول المدرسة. وتبين من خلال تحقيقات النيابة أن أهالي التلاميذ قد تقدموا بشكوي إلي ناظر المدرسة بعد أن أكد لهم أبناؤهم أن المدرس اعتاد التطاول عليهم والتحرش بهم أثناء الدروس الخصوصية ، وفي التحقيقات حاول إنكار التهم الموجهة إليه إلا أن الإدارة التعليمية واجهته بأقوال التلاميذ الذين أجمعوا علي أن المدرس أعتاد التحرش بهم. وحاول المتهم تبرير فعلته بأنه كان يقبل التلاميذ بهدف مكافأتهم علي التحسن في الدراسة والمداعبة وأنه كان يضربهم من الخلف عندما كانوا يتقاعسون في الدراسة! مشاهد إباحية وآخر القضايا التي ظهرت على الساحة كانت بمنطقة حدائق القبة ، والتي اعترف فيها وكيل المعهد الأزهري البالغ من العمر ب50 عاماً بهتك عرض 6 من تلميذاته مع عرض مشاهد إباحية عليهن أثناء إعطائهن دروساً خصوصية. وأوضح المتهم خلال التحقيقات أنه هتك عرض 6 من تلميذاته، تراوحت أعمارهن ما بين 9 إلى عشر سنوات، وأنه عرض عليهن مشاهد جنسية وإباحية أثناء حضورهن لمنزله للحصول على دروس خصوصية. وكشفت التحقيقات أنه يعطي الدروس الخصوصية داخل شقته، ويقوم بتشغيل القنوات الإباحية الموجودة على القمر الأوروبي فتصاب التلميذات بحالة من الهلع ، وبعدها يقوم بهتك عرض تلميذاته ويتعدى عليهن جنسياً دون اغتصابهن، واستمعت النيابة لأقوال المجني عليهن الستة، فأكدن صحة ما اعترف به المتهم. شخصية سيكوباتية والغريب في الواقعة أن هذا المدرس لديه ابنه في نفس العمر وزميلة أحد البنات التي تم الاعتداء عليها فى الفصل ،وصنف الاستشاري النفسي د. هشام حتاتة هذه الشخصية بأنها "سيكوباتية" ، مضيفاً أن كان المدرس كان يلجأ "لشكشكة" البنت بالدبابيس على يديها عندما تضعها على وجهها ، عندما تفاجئ بما يدور فى الأفلام الإباحية ، وهنا يحدث للفتاة في هذا السن عقدة والشعور بالذنب وجلد للذات ، ويدور في ذهنها بعض التساؤلات ، لماذا رأيت هذه الأشياء ؟ ومن هنا جاءت اعتداءات المدرس المتتالية واستغلال براءة الطفولة ، ولم يضع المدرس اعتبار حتى لأن هذه الفتيات فى عمر ابنته في الفصل والتي روت إليها ما حدث من أبيها ، وعندما واجهته بالأمر أكد لها أن ما تعاني منه زميلاتها يسمي "احتكاكات مهبلية" ! وأرجع د. حتاتة أن المدرس يعاني من "السيكوباتية"وهذه الشخصية تكون ضد الاجتماعية ، لا يشعر بتأنيب ضمير لا يوجد لديه إحساس أو مشاعر تجاه الآخرين ، يعلم ابنته كلمة "احتكاكات مهبلية" في عمر 9 سنوات ، ويتحرش بالبنات ويستغل طفولتهن . ثقوب في الضمير وفي المقام الأول يحمل د. حتاتة الخطأ الأكبر على الأم التي تسمح لمدرس أن يغلق الباب علي ابنتها أثناء الدرس ولا تعلم ماذا يجري بالداخل ، بالإضافة إلى طريقة التربية الخاطئة وعدم وجود المصارحة بين الأبناء والآباء ، وهنا لابد أن تعي الأسر أن تربية الأطفال الآن اختلفت عن ذي قبل ، وفى حاجة إلى إدخال مفهوم التربية الجنسية للطفل منذ عمر 6 سنوات بما يليق مع عمره لتفادي ما قد يتعرض له الطفل من تحرشات في المدرسة أو الأشخاص المحيطيين به . التربية الجنسية يجب أن تأتي من الأسرة بطريقة مبسطة حتى لا يخشي من الإفصاح عن أي اعتداء ، على أن يكون المفهوم يبدأ من مرحلة ما قبل المدرسة "الحضانة" على سبيل المثال من الممكن أن تقول الأم للطفل : جسمك مثل لعبك الخاصة لا تسمح لأحد بلمسها أو اللعب بها ، أما بداية المرحلة الابتدائية فيجب الإشارة إلى مفهوم أعضاء الجسم ، على أن يفهم الطفل أن أعضائه التناسلية لها استخدامات عندما يكبر الإنسان ، وإذا استخدمت بطريقة خاطئة أو دون وقتها من الممكن أن تؤثر عليه.. وهكذا ، بالإضافة لبعض التعليمات الأخرى التي تنهي عن لمس الغرباء لهذه المناطق ، وعدم دخول الحمام مع الآخرين أو ترك باب الحمام مفتوح ، عدم دخول "الأسانسير" مع الغرباء. ويؤكد د. هشام حتاتة أن جذور المشكلة تعود إلى جيل الثمانينات والتسعينات مشيراً إلى أن هذا الجيل ليس لديه أي مشاعر ، وهذا ما حدث خلال الثلاثين سنة الأخيرة من تغيرات في المجتمع ، ونشأ هذا الجيل لا يعلم شئ عن بعض المفاهيم والقيم كالتضحية والأمانة وغير ذلك ، بعكس الأجيال السابقة التي اكتسب هذه القيم من أبسط الأشياء حيث كان يجد الطفل أو الشاب نفسه محاصراً بها شاء ذلك أم أبي ، وذلك عن طريق النصائح التي تبث علي ظهر الكتب الدراسية والكشاكيل التي تضع نبذة عن "الأمانة ، أغسل يديك ، النظافة من الإيمان وغيرها من القيم كالصدق" ومن خلال التكرار ووقوع العين علي مثل هذه الأشياء باستمرار تغرس داخل المرء ، بالإضافة إلى دور الآباء والأسرة في التوجيه خلال الزمن السابق ، ولكن لم يستطع آباء هذا العصر من التقويم مع كل القنوات تبث أفلام وأغاني بدون أن يتعرض لها مقص الرقيب تبث كل شئ ، بعد أن كانت وسائل الإعلام تتلخص في قناتين تقدم مواد ومسلسلات هادفة يجتمع جميع أفراد الأسرة حولها . ووسط الهوجة الإعلامية المسفة يتسائل د.حتاتة أين الناحية الأخلاقية والدينية في حياتنا ، أين دور الأم وما الذي يشغلها عن تربية أبنائها ، كيف تسمح الأم لابنتها أن ينفرد بها رجل غريب ويلمس أجزاء من جسمها بدون أن تعترض أو تقول لا وتحكي لأمها ، هذا الواقع الأليم كشفته هذه الحوادث التي لم تكن فردية وحدثت لعشرات الفتيات ولم يقم الجميع بالإبلاغ عنها إلا من أعداد محدودة جداً نتيجة تكتم الضحايا بسبب الخوف من مصارحة الأهل ، لذا نحن فى حاجة إلى غرس القيم والضمير فى المجتمع من جديد ، وأن يتعلم الإنسان معني كيف يحب لأخيه كما يحب لنفسه ، وخاصة مع زيادة المشاكل النفسية بسبب ثقوب الضمير. هزة مجتمعية أما الدكتور د. عبد الرؤوف الضبع أستاذ علم الاجتماع - جامعة سوهاج فيقول " للهنّ " : الحوادث بأنواعها ظاهرة اجتماعية وإنسانية ، ولكن نوعية الجريمة اختلفت ، ولا وقت لدينا للتعجب أو الاستغراب لمثل هذه الحوادث لأنها حدثت بالفعل وتكررت ، واليوم الفاعل في الجريمة هو المربي والمسئول عن التربية والتعليم ، ما الذي حدث للأستاذ وما هو الذي تغير فيه بالمقارنة مع الجيل السابق بعد أن كان للمدرس قيمة كبيرة ، ولكن الآن قيمة المدرس تراجعت في ظل التراجع القيمي الذي وصفه عالم الاجتماع "دوركايم" بحالة فقدان البيئة الاجتماعية لقيمة المعايير الضابطة ، وحدثت هزة عنيفة في المجتمع والأسرة التي كانت مصدر الأمن والأمان لأفرادها ، وظهر ذلك خلال باكورة من الحوادث يكون فيها الجاني الابن أو الأب ، وأثبتت دراسة قمت بها العام من خلال متابعة حوادث جرائم القتل التي تنشرها أحد الجرائم المصرية لمدة عام تبين أن معظم مرتكبي جرائم القتل من الأسرة تجاه بعضهم البعض ، وأيضاً بعد أن كان يتمتع المدرس بسميات خاصة على المستوي الأخلاقي والعلمي ويؤتمن على الأعراض والتربية ومهمته زرع القيم في أولادنا لم يعد كذلك ، ولا داعي للعجب من هذا الأمر نهائياً بعد نشر قضية كان المتهم بها قاض أخد رشوة عبارة عن طقم سفرة (شوك وملاعق) أو أسبوع مصيف في منطقة ما فهل هذا يليق بأصحاب المقام الرفيع . ويضيف د. الضبع : لم تعد القيم هي المعيار الأهم لتقييم أي شئ ولكن كل ذلك تراجع أمام القيمة الاقتصادية ثم تأتي بعدها الأشياء الأخرى بحسب الأولويات والأهمية ، وهذا المعنى جسدته قضية الدكتور الذي ذبح الكهربائي وقطعه أرباً من أجل المال الأمر الذي يقود المجتمع خارج دائرة الإنسانية ، وبالرغم من أن المجتمع الغربي يعطي للاقتصاد قيمة عالية ويحرص عليه لكن لا يأتي ذلك إلا فى حدود نشاط هذه القيمة. ويلقي د. عبد الرؤوف الضبع بالمسؤولية على الأسرة لأنها هي من تزرع القيم وهي الأساس فى التربية وبث كل القيم الإنسانية ، ولكن الأم هي الأخرى تغيرت أولوياتها وتراجع دور التربية لديها وجاء بعد العمل ، وتركت البنت مع المدرس حتى لا تقوم هي بهذا الدور ولم يعد لديها وقت للتقويم والمتابعة ، مشيراً إلى ترابط كل هذه الأدوار مع بعضها البعض بداية من القيمة الاقتصادية مروراً بالتفسخ القيمي الموجود بالمجتمع ، ولكن السؤال الذي يبقي ماذا نفعل؟ الحل يبدأ من الجذور بحسب د. الضبع مؤكداً على دور الأسرة الذي يجب أن يوم به الآباء على أكمل وجه ، مشيداً بالصحوة التعليمية التي حدثت مؤخراً بالتربية والتعليم إذا كانت حقيقية وليست إعلامية بالإضافة إلى عودة دور المدرسة لمهمتها الرئيسية ، وكما تقوم الدولة بعمل عدة اختبارات لضباط الشرطة والقوات المسلحة لقبولهم لأداء هذه المهام ، يجب أن يدخل المدرس أيضاً في اختبارات للشخصية وغيرها لأن دوره فى المجتمع لا يقل عن أي شخص بأي مهنة أخرى ، ولكن ما نراه الآن مع كل أسف أن هذه المهنة يمتهنها أي شخص لا يجد عمل بدون وضع أي شروط أو قيود أو معايير ، وإعادة النظر إلى جميع المنظومات من جديد".