في سياق الجهود الرامية إلى محاربة الإقصاء والهشاشة التلفزيونية وتمتيع المواطنين بقنوات الصرف الإعلامي وشبكة من البرامج الصالحة للمشاهدة، سيتعزز مشهدنا السمعي البصري في الأسابيع المقبلة بميلاد قناة جديدة تحمل اسم قناة "الاحتجاجية" لتنضاف بذلك إلى أخواتها في الرضاعة (الأولى،الثانية، الرابعة، السادسة، الرياضية...). وإذا كانت هذه القنوات سالفة الذكر تغطي بالصوت والصورة عن الحقيقة، وتتعامل مع الوقائع بكل ألوان الطمس وتنقل الأحداث بعد فوات، أوانها وتقدم الأخبار بحذف أبعادها، فإن القناة الموضوعاتية الجديدة ستحاول أن تكون استثناء إعلاميا في الساحة المغربية، سواء من حيث الشكل أو المضمون. القناة الفضائية الجديدة التي تتخذ من قضايا الاحتجاج مادتها الرئيسة وخبزها اليومي، ستبث برامجها على القمر الصناعي "عذاب سات"، وتستهدف فئات واسعة من المشاهدين تشمل جمهور المضربين والمعتصمين والمأزومين وكل مزاليط هذا البلد الأمين. وتترقب أوساط عديدة أن تحقق القناة نسبة مشاهدة عالية، فبضاعة الاحتجاج رائجة بوفرة في السوق المغربية، وعدد الذين تتعالى أصواتهم احتجاجاعلى قتامة الأوضاع وانسداد الافاق في تزايد مستمر، والبنية التحتية للاحتجاج تتعزز يوما بعد يوم بمزيد من الأزمات والإختلالات، حتى أضحت بلادنا والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، تحقق الاكتواء الذاتي في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وفيما يتعلق ببرامج "الاحتجاجية" فقد ارتأت إدارة القناة أن يغلب عليها طابع الجدة والتميز والتنوع، فقسم الأخبار سيتولى مهمة تقديم نشرات إخبارية طازجة، تركز على أخبار الاحتجاج الوطنية والجهوية، ووقائع الإضرابات ومآسي المكفوفين والمعاقين ، وإنجاز روبرطاجات حول كبار المحتجين والمعتصمين الذين رفعوا راية الاحتجاج الوطني عاليا في سماء الرباط وسلا وما جاورهما. هذا فضلا عن تقديم خدمة "الاحتجاجية مباشر" التي ستغطي ضربة بضربة وعلى مدار أربع وعشرين ساعة أنشطة ذوي الاحتجاجات الخاصة (شرب البنزين، إضرام النار في الجسد، تقييد الأيدي وضع الأغلال في الأرجل، الإنتحار الجماعي في عرض سواحل المتوسط، تنظيم مسيرات مشيا على الأقدام من الأطراف إلى المركز، التعري أمام الملأ...) لكن الرهان الأكبر للقناة سيكون في مجال الأفلام، حيث تتضمن شبكة البرامج عرض أفلام مشوقة من إنتاجها الخاص. نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر، فيلم "الشغل لا يحلق فوق الدارالبيضاء"، وفيلم "البحث عن سكن لامرأتي"، وفيلم " دكتوراه معتقلة"، وكلها أفلام لمحتجين شباب نالت جرائم "الزرواطة الذهبية" في مهرجانات وطنية للاحتجاجات القصيرة والطويلة، بمدن مغربية مختلفة. وفي الأخير، ونظرا لما تتضمنه برامج القناة من صور مؤثرة ومشاهد مؤلمة (تدخلات عنيفة وجماعية في مناطق حساسة بالجسم، انتحارات فردية وجماعية...) فإنه يستحسن عدم مشاهدة برامج قناة "الإحتجاجية" إلا بموافقة الوالدين. "الرأي الحر" ذ.عبد الحميد المرابط صحفي بالقناة التلفزية الثانية ............................................ الصورة للعدد ما قبل الاخير من جريدة "الرأي الحر" التي تجدون نها في الأسواق ابتداء من اليوم وكل يوم أربعاء