سنتان ونصف للمتهمة بسرقة مجوهرات زوجة السفير الحقيقة مازالت ناقصة .. بإصدارها مساء يوم الخميس الحكم القاضي بإذانة المتهمة «سعاد الغرناطي» من أجل جناية السرقة الموصوفة، والحكم عليها بعامين ونصف نافذين وتعويض ل»لمياء بنيحيى» ،زوجة سفير المغرب بروسيا - موسكو، قدره مليون ومئة ألف درهم، تكون غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قد أسدلت الستار على ملف بتت فيه خلال جلستين، وترك العديد من الأسئلة حول الحقيقة التي لا يعرفها أحد سوى المشتكية والمشتكى بها والتي سنطرح بعضها كصحافة ،تنشد الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. نعم الصحافة التي كانت وراء هذا الملف بإخراجه للعلانية إلى حين مروره ببعض مراحل المسطرة الجنائية دون غيرها - كالتحقيق مثلا -؟ والمحاكمة العلنية، رغم عدم استعمال الميكروفون المخصص للاستماع للأطراف إذ كان العموم يسمعون فقط كلام رئيس الجلسة وممثل النيابة العامة وطبعا مرافعات الدفاع وأسئلته دون التمكن من سماع كل أجوبة المشتكية والمتهمة التي فضلت الصمت بل الجواب عن بعض الأسئلة رغم إلحاح رئيس الهيئة. نشرت إحدى الجرائد خبر «سرقة» إحدى مصممات الأزياء والديكور مجوهرات صديقتها زوجة السفير، ثم وضعت شكاية لينطلق البحث بالاستماع أولا للمشتكية لمياء بنيحيى، وتم الاستماع كذلك للمشتكى بها «سعاد الغرناطي» وإلى بعض الشهود، وبناء على ذلك تمت المتابعة بجناية السرقة الموصوفة طبقا لمقتضيات الفصل 509 من القانون الجنائي وأحيلت المتهمة على غرفة الجنايات الابتدائية لتحاكم في حالة اعتقال. وحتى يعلم الرأي العام بعض ما جرى، نقدم اليوم تغطية شبه كاملة - لأن جهات معينة لم تقم بعملها كما يقتضيه القانون حتى تجيب عن كل الأسئلة المحتملة والتي بقيت بدون جواب من خلال ما جاء في محاضر الضابطة القضائية، وماراج داخل قاعة المحكمة رقم 7 من تصريحات قضائية للمشتكية والمتهمة، وهما تجيبان عن الأسئلة الموجهة عن طريق رئيس الهيئة من طرف كل من دفاع الطرفين وكذا من لدن ممثل النيابة العامة. المتهمة سعاد الغرناطي مستواها التعليمي: البكالوريا ،مهنتها مصممة أزياء وديكور علاقتها بالمشتكية: صديقتان منذ 15 سنة المشتكية: لمياء بنيحيى،زوجة سفير المغرب بموسكو لدي سر أحافظ عليه مثلت المتهمة امام هيئة المحكمة في حالة اعتقال، وبعد التأكد من هويتها تم الاستماع إليها بشأن المنسوب اليها ،فاكدت قائلة: »نعم كنت عندها ليلة الجمعة، ساعدتها في تجهيز اقامتها.. كنت حاضرة للسرقة.. جاء الامن. استمع الينا جميعا: عمال روسيون كانوا بالاقامة.. اخبرتني انها تريد بيع المجوهرات لتأثيث اقامتها.. اعطتني الذهب لأبيعه بالمغرب.« -الرئيس يقاطعها متسائلا عن القيمة جوج مليون ونصف درهم، فترد على أنها لا تعرف القيمة. تتابع قائلة: »لقد أكدت علي ان يبقى موضوع بيع المجوهرات سرا بيني وبينها، وعلي الا اخبر اي احد من عائلتها سواء زوجها او اخوانها.. لم اسرق.. لم نقم بجرد المجوهرات.. تمكنت من بيع بعض المجوهرات وارجعت لها ولعائلتها البعض الاخر.... نعم لقد ضاع مني خاتم نفس الليلة بالاقامة وقد اخبرت الخادمة بذلك وطلبت منها عدم ذكر الامر للمياء حتى لا اشغلها .الخاتم ثمنه حوالي عشرين مليون وانا اربح في عملي اكثر من 18 مليون. نعم تدخلت العائلتان لحل المشكل لكن لم نتوصل لحل لانها لم ترد التفاهم، انا لم اسرق ولا اعرف السبب الذي جعل لمياء تورطني في هذه القضية... واخيرا عندي سر احافظ عليه«« من جانبها، أكدت المشتكية لمياء ان ما سرق منها هو تحويشة العمر وهي عبارة عن مجوهرات اشترتها من مالها الخاص وما يقدم لها زوجها من هدايا في كل مناسبة، واعتبرت المتهمة هي السارقة دون غيرها.. تصريحات ا لشهود الشهود المستمع اليهم ينقسمون الى 1 - اربعة من الباعة المختصين في بيع وشراء الذهب، من بينهم امرأة كلهم اكدوا تعامل سعاد معهم وعرضها عليهم المجوهرات واحدهم اكد ان سعاد اخبرت انها تريد البيع لمساعدة اختها المريضة. 2 - اخ المشتكية الذي اكد انه اخبر زوج المتهمة بما فعلته زوجته قصد حل المشكل حبيا دون اللجوء للقضاء لكن عندما اصرت سعاد على عدم ارجاء كل المسروقات تم اللجوء للقضاء. 3 - العربي الفراش الذي انتقل من ا لمغرب رفقةسعاد على حساب لمياء ل»يأخذ عبار تاع لفراش» الذي عليه انجازه بالمغرب ثم حمله الى روسيا. كان حاضرا ليلة السرقة،ورجع مع سعاد دون ادنى علم بكون الذهب في الباكاج وأكد انهما مرا من الديوانة بروسيا والمغرب بدون مشاكل. 4 - صديق من عائلة زوج سعاد قال انه علم بخبر سرقة الذهب عن طريق الصحافة،واتهام سعاد فاخبر زوجها وعمل معه على استرجاع بعض المجوهرات وتقديمها لاسرة لمياء التي لم ترد الصلح. 5 - زوج المتهمة - طبيب - قال انه لا يمكن ان تقوم زوجته بالسرقة، ومع ذلك تدخل لحل المشكل بين زوجته وصديقتها لمياء لكن بدون جدوى، مؤكدا على أن »هناك سوء تفاهم بينهما لا يعرف تفاصيله«!؟ 6 - الخادمة: اكدت انها كانت حاضرة عندما صرحت لمياء بسرقة مجوهراتها. تأكيد الشكاية والمطالبة بتعويض الجلسة الثانية للمحاكمة خصصت لمرافعات دفاع الطرفين وممثل النيابة العامة، حيث اكد دفاع المشتكية ذو التجربة والتكوين على: - تواجد المتهمة باقامة المشتكية ليلة وقوع السرقة والعثور على جزء من المسروق لدى المتهمة - تأكيد بعض الشهود من تجار المجوهرات على أن المتهمة هي التي احضرت لهم بعض الذهب لبيعه لهم و البحث عمن يشتريه. - تأكيد شهود اخرين تدخلوا للصلح بين الطرفين على وجود الذهب - استغلال المتهمة للصداقة وحصولها على مبلغ 200 الف درهم اخرى شيكات لشراء الاثاث بالمغرب - التماس الحكم بمبلغ 100 مليون كقيمة اعتبارية و 400 الف درهم للقطع الموروثة، وادلى بمذكرة للمطالب المدنية المرافعة المستقيمة - مرافعة ممثل النيابة العامة كانت ليس فقط واضحة المعالم وانما كذلك دقيقة ومبنية على الوقائع والقانون حيث جاء فيها: - اعتبار حالة التلبس وتوضيح شروط قيامها - اجازة المحاكمة في حالة اعتقال وسلطة الملاءمة - خطورة الفعل والاحالة المباشرة على غرفة الجنايات لوضوح القضية - عدم مسايرة المتهمة التي دفعت بالمرض النفسي لتعرضها لصدمة اتهامها من طرف صديقتها. - استغلال الصداقة للسرقة باستعمال مفتاح مسروق - اصرار المتهمة على النفي رغم وجود المسروق لديها وشهادة الشهود ضدها، ورفضها ارجاعه واداء ثمن الباقي - تناقضات المتهمة خلال اطوار المسطرة وتوفر عناصر فصل المتابعة - التماس عقوبة سالبة للحرية لا تقل عن خمس سنوات دفاع المتهمة - آزر المتهمة نقيب معروف بذكائه و موضوعيته، ومحام من ذوي الخبرة لطول سنوات ممارسته عرضا دفاعهما في مايلي - عدم اعتبار مذكرة المطالب المدنية غير المرفقة بتواصيل تثبت ملكية المجوهرات للمشتكية - تأكيد المتهمة على انها لم تسرق وانها ضحية مؤامرة حيث وجدت الذهب ضمن امتعتها وتقول ان المشتكية هي التي وضعته لها - وجود عدة اشخاص اجانب - عمال روسيون - والمتهمة والفراش، والخادمة والمشتكية وزوجها بالاقامة التي يدعى وقوع السرقة بها - ضياع المفتاح ليلة كاملة والعثور عليه في الغد من طرف الخادمة وتسليمه لربة البيت - وجود المجوهرات في مكان مكشوف بالحمام بالطابق الاول - حضور شرطة موسكو وقيامها بالبحث مباشرة لكل الحاضرين بمن فيهم المتهمة التي لم تشك فيها المشتكية - عدم وجود المحضر المنجز من طرف شرطة موسكو ضمن وثائق الملف لتسهيل تتبع خيوط القضية. - لماذا لم تتقدم المشتكية بشكايتها الا بعد مرور شهر عن السرقة المزعومة، وكيف تم اخراج المجوهرات من مطاري موسكو والنواصر؟ - تأكيد الشهود تجار المجوهرات - على معرفة سعاد وثقتهم فيها. - وجود بصمتين للمشتكية وخادمتها واضحتين على الصندوق وثالثة غير واضحة - عدم تطبيق مقتضيات الفصل 708 وما يليه من ق.م.ج - ليس هناك دليل على ان ما وجد عند سعاد هو ما سرق؟ - عدم اعتبار التواصيل المقدمة لكونها جديدة سلمت مؤخرا وارقامها متتابعة - محاولة استدراج المتهمة للاعتراف بالسرقة التي لم تقم بها لغرض في نفس المشتكية - المتهمة معروفة باعمالها الخيرية تصرف اكثر من 360 الف درهم سنويا في فعل الخير وتشغل معها 70 اسرة ولم تكن فارة من العدالة بل اصيبت باحباط لاتهام صديقتها لها. ملف جنائي ر قم 1032 - 5 - 12 الضابط محرر المحضر محمد لهلالي: عميد الشرطة رئيس الفرقة الثانية بالفرقة الجنائية الولائية للشرطة القضائية بولاية امن الدارالبيضاء بمساعدة ضابط الشرطة وزين واكي دفاع المشتكية: الاستاذمحمد لحلو دفاع المتهمة: النقيب محمد شهبي والاستاذ المحفوظ بالله هيئة المحكمة: الاساتذة عبد الحق شهين: رئيسا محمد بودروس: مستشارا نور الدين بوديل: مستشارا بحضور عبد الاله مستقيم ممثل النيابة العامة بمساعدة: كاتب الضبط - نجاح الادريسي التجاني اسئلة المتتبعين - هل هناك فعلا سرقة ام ان ا لامرلايعدو كونه سيناريو محبوكا لمصلحة جهة ما؟ - كيف تختار المتهمة عدم الجواب عن سؤال المحكمة رغم ان الرئيس أفهمها أن صمتها ليس في صالحها. - ماهو السير الذي يجعل مصممة مشهورة تقبل تعرضها للمحاكمة والسجن علما بانها تركت لدى المشتكية وصديقة اخرى الالبسة التي تم عرضها بمعرض لندن وقيمتها مليون درهم؟ وماهي الضمانة لاستعادة هذه الالبسة والاكسسوارات؟ - ألا يفترض ان تكون تصريحات المتهمة امام المحكمة بكون لمياء هي التي اعطتها جزءا من مجوهراتها لبيعها بالمغرب في سرية تامة عن عائلتها صحيحة؟ - الا يفترض ان تكون العملية كلها فيها ذهب ومجوهرات اكثر قيمة بكثير من المبلغ المالي المصرح به وان وراءها جهة أخرى اقوى جعلت سعاد تخاف وتفضل دخول السجن على أن تبوح بالسر ضمانا لحياتها؟ - الا يفترض ان تكون المافيا الروسية داخلة على الخط لتهريب المجوهرات وتبييض العملة؟ - كيف ان امن موسكو بحث ولم يعثر على السارق الذي لاشك كان ضمن الموجودين بالاقامة،إذا كانت هناك فعلا سرقة؟ - كيف لم يتمكن الامن الروسي من العثور على المجوهرات المسروقة - اللهم الا اذا كانت جهة ما قد أخرجتها من الاقامة؟ - كيف تم تمرير الذهب والجواهر في مطارين: مطار موسكو والنواصر؟ هل كان هناك تدخل أوحماية أو غطاء من أي نوع؟ - كيف تصرف امن مطار موسكو مع «باكاج» سعاد والفراش اللذين كانا ضمن الاشخاص يوم وليلة اختفاء مجوهرات لمياء من سكنها؟ ومرا بكل سهولة؟ - لماذا لم يتم طلب نسخة من المحضر المنجز من طرف الامن الروسي الذي حضر باقامة السفير بمجرد الابلاغ عن السرقة؟ - كيف ان من فتح الخزينة لم يسرق كل الذهب منها بل ترك بعضه؟ كيف يتم بيع الذهب بدون وصولات؟