حددت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الدارالبيضاء، جلسة الخميس المقبل، للاستماع إلى مرافعة دفاع سعاد الشرايبي مصممة الأزياء، المتابعة في حالة اعتقال من أجل السرقة الموصوفة، على خلفية سرقتها لمجوهرات زوجة السفير المغربي بروسيا. وكانت هيئة المحكمة، قد استمعت في جلسة الخميس الماضي، إلى سعاد الشرايبي التي نفت في تصريحاتها سرقتها لمجوهرات لمياء بنيحي زوجة سفير المغرب بروسيا التي تقدر بنحو 330 ألف درهم بقولها «ماديتش المجوهرات وماسرقتهاش، أنا تعطات ليا باش نتصرف فيها..» واعترفت المتهمة في تصريحاتها، أنها باعت بالفعل عددا من مجوهرات زوجة السفير بقيمة 160 ألف درهم وهو مبلغ لايعكس قيمتها الحقيقية، إذ باعت حلقات وبروش تبلغ قيمتهما 480 ألف درهم، وحين سألها القاضي إن كانت تعرف القيمة الحقيقية لهذه المجوهرات ، أجابت بالنفي، وهو الجواب الذي اعتبره ممثل الحق العام ب «غير المعقول» أن تبيع مجوهرات لا تعرف قيمتها الحقيقة. وعن وصولات هذه المجوهرات، أكدت المتهمة أنها لا تتوفر عليها، وعند مواجهتها بتصريح أحد الشهود-بائع المجوهرات- لدى قاضي التحقيق الذي أكد أنه اقتناها منها بعدما أكدت له أنها في حاجة ماسة إلى المال، بدعوى أن شقيقتها مصابة بداء السرطان وأنها مطالبة للخضوع لحصص علاجية باهظة الثمن بمصحة غاندي، كررت المتهمة مرة ثانية نفيها لهذه الأقوال، وتشبثت بتصريحاتها السابقة أمام بائع الجوهرات أثناء المواجهة. وكان هذا الأخير قد صرح أنه سبق وأن استقبل المتهمة في محله، كما أدلى ببعض الوثائق التي أحضرها معه التي تؤكد ذلك. وعجزت المتهمة عن تقديم توضيحات شافية حول عدد من الوقائع المضمنة في محاضر الضابطة القضائية، خاصة عدم تبليغها أسرة زوجة السفير المتواجدة بالعاصمة الاقتصادية بالسرقة أو بإخبارها بتوفرها على مجوهرات ابنتهم خصوصا بعد تداول وانتشار الخبر في وسائل الإعلام، في حين أنها شرعت في بيع المجوهرات لعدد من باعة الذهب والصاغة وبذرائع مختلفة. واستمعت هيئة الحكم لزوجة السفير التي تحدثت في البداية عن وقائع صداقتها بالمتهمة، معتبرة أنها كانت تدرس مع شقيقتها، وعندما علمت أنها أصبحت مصممة للأزياء والديكور، اشترت من عندها قفطانا منذ أزيد من سبع سنوات. كما التقتها مجددا في احد المطاعم الفاخرة بالدارالبيضاء واقترحت عليها مساعدتها في تنظيم معرض للأزياء بالعاصمة موسكو. وبعد حضورها، استقبلتها في منزلها، وتكررت الزيارات. ويوم وقوع السرقة، أفادت زوجة السفير في تصريحاتها أمام هيئة المحكمة، أن المتهمة كانت موجودة بمنزلها، واستغلت فرصة سفر زوجها السفير، وانشغال الجميع بترتيبات الانتقال إلى السكن الجديد، لتتمكن من سرقة المجوهرات. ووصفت زوجة السفير صديقتها السابقة ب»السارقة» وبكونها خانت الثقة التي وضعتها فيها العائلة، بعدما أصبحت صديقة مقربة تتصرف بكل حرية داخل البيت. كما استمعت هيئة المحكمة ل 11 شخصا بينهم ثلاثة مصرحين بالمحضر وثمانية شهود في هذه القضية من عائلة زوجة السفير عبد القادر الأشهب، حيث أكدت الخادمة المغربية في بيت السفير في موسكو، أقوال مشغلتها، وشرحت كيف عثر على الصندوق المخصص للمجوهرات وهوفارغ. وتعود ملابسات القضية إلى عدة أسابيع، بعدما عثرت والدة زوجة السفير لدى أحد باعة المجوهرات النفيسة في حي راقي بالدار البيضاء على أقراط من الماس، من جملة المجوهرات المسروقة التي تعود ملكيتها إلى ابنتها، حيث أفادها مسير المحل باقتنائه المجوهرات من ثرية مغربية معروفة، تملك سلسلة محلات شهيرة لماركات ملابس عالمية، والتي اتضح من خلال الوصف الذي أعطاه لها، أن الأمر يتعلق بسعاد الشرايبي، التي تعتبر من بين أقرب صديقات زوجة السفير، وتنتمي إلى عائلة ثرية بالبيضاء، إضافة إلى شهرتها كمصممة أزياء مشهورة، سبق لها وأن شاركت في عدة مهرجانات وطنية ودولية. آنذاك، اتصلت الوالدة بابنتها لإخبارها بالموضوع.