تمكنت «المساء» من الوصول إلى تفاصيل قضية سرقة مجوهرات زوجة السفير المغربي في روسيا من طرف مصممة أزياء مغربية ثرية ومعروفة، وهي القضية التي تفجرت، الأسبوع الماضي، بعد إلقاء القبض على المتهمة. وجاء في تفاصيل هذه القضية أن مصممة الأزياء المذكورة تعرفت على زوجة السفير في إحدى المناسبات قبل أن تقترح عليها إقامة معرض بروسيا، وهو الأمر الذي رحب به السفير لأن إقامة مثل هذه المعارض ستعطي صورة إيجابية عن المغرب ومنتوجه المحلي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المصممة المذكورة التي تحمل اسم سعاد الشرايبي أعربت عن رغبتها في مساعدة زوجة السفير في تزيين منزلها بالسفارة المغربية الذي كان يشهد إصلاحات وأعمال ترميم من طرف السلطات الروسية. وفعلا، فقد استعانت المصممة الشرايبي ب»طابيسيي» (فراش) من المغرب لأخذ التصاميم المطلوبة لتزيين صالون بمنزل السفير على الطريقة المغربية، لكن الذي حدث هو أن المصممة الشرايبي بعد أن تمكنت من سرقة المجوهرات أخفتها في حقيبة خاصة وأعطتها ل»طابيسيي» كي يحملها معه للمغرب دون أن تخبره بالأمر. وعندما عاد «الطابيسيي» إلى الدارالبيضاء سلم الحقيبة إلى صاحبتها، فيما قال مصدر مطلع إن الشرايبي كانت ستتبرأ من «الطابيسيي» لو تم اعتقاله بمطار موسكو أو الدارالبيضاء في حال اكتشاف هذه المجوهرات المسروقة، لكن، يقول مصدرنا، لم تخضع حقيبة المجوهرات إلى أي تفتيش. وبعد أن اكتشفت زوجة السفير أن مجوهراتها تعرضت للسرقة توجهت الشكوك في بداية الأمر إلى العمال الروس الذين كانوا يشرفون على أعمال الترميم داخل منزل السفير، لكن بعد تعميق البحث معهم تبين أن العمال الروس ليست لهم أية علاقة بحادث السرقة، حينها توجهت الشكوك إلى المصممة الشرايبي التي كانت محط ثقة كبيرة من طرف السفير وزوجته. وجاء هذا الشك في المصممة الشرايبي بعد أن انتبه الأمن الروسي إلى أن هذه الأخيرة ركبت طائرة من موسكو إلى الدارالبيضاء مباشرة، بعد أن كان مقررا أن تركب الطائرة المتوجهة إلى باريس. وتم التوصل إلى فك لغز هذه السرقة بعد أن أخبرت زوجة السفير والدتها بالأمر، وأبلغتها أنها تشك في المصممة التي استضافتها ببيتها، لتقوم والدة زوجة السفير بالتوجه عند تجار مجوهرات، وعثرت عند أحدهم على سوار يخص ابنتها، والتقطت صورة له دون أن تخبر التاجر بالموضوع، وعندما أرسلت الصورة إلى ابنتها أكدت لها أنه السوار الخاص بها، لتبلغ عناصر الأمن التي فتحت تحقيقا مع التاجر الذي كشف عن هوية المصممة التي باعته المجوهرات المسروقة. وذكرت مصادرنا أن المصممة أعادت نصف المجوهرات المسروقة إلى زوجة السفير بعد أن باعت النصف الآخر في كل من الدارالبيضاء وباريس. ومن المجوهرات التي باعتها بالدارالبيضاء سوارا ب16 مليون سنتيم، ومجوهرات أخرى ب8 ملايين سنتيم. وشددت المصادر على أن المتهمة عمدت أيضا إلى بيع جزء من المجوهرات بباريس مقابل 60 ألف أورو. وذكرت مصادر مطلعة أن مصممة الأزياء تمكنت من سرقة مجوهرات زوجة السفير، المقدرة قيمتها ب180 مليون سنتيم وليس 330 مليون سنتيم كما راج في عدة وسائل إعلامية. من جهة ثانية، ذكرت مصادرنا أن عائلة المتهمة تجري مفاوضات مع زوجة السفير عبر عائلتها من أجل طي هذا الملف وتجنيب المصممة العقوبة الحبسية على اعتبار أنها تعاني مرضا نفسيا.