لا زال المستشفى العسكري الذي حط رحاله منذ ما لا يقل عن 03 أسابيع بقرية لمريجة مستمرا في تقديم الخدمات الصحية، واستقبال مرضى منطقة إقليم جرادة، ما يناهز 900 مريض يوميا، في العديد من الاختصاصات الطبية، بحيث تفد العشرات من المواطنين لولوج عيادات مفتوحة في وجه طب الأطفال، النساء، التوليد، العمليات الجراحية، الأحشاء، والعيون، وغيرها؛ علاوة على صيدلية لأخذ الأدوية، وجناح خاص بتوزيع حليب الأطفال الرضع . عمل دؤوب ومتواصل طيلة أيام الأسبوع، يستقبل فيها المستشفى العسكري المنصوبة خيامه بلمريجة، حوالي 35 كلم إلى الغرب من عين بني مطهر كل المغاربة دون استثناء، حتى وإن كان مخصصا لخمس جماعات بإقليم جرادة. وفي نفس السياق، يقوم أفراد الجنود التابعين للمستشفى العسكري، ببذل قصارى جهودهم في تقديم الخدمات الإنسانية لفائدة المواطنين، في مساعدة المرضى، سعيا في توجيههم إلى مختلف المرافق الطبية المعتمدة في معالجة المرضى، وتقديم الأدوية الضرورية لهم في جو يسوده الانضباط بكل تفان ومسؤولية. وقد جاءت هذه المبادرة الطبية الملكية التي ارتاح لها المواطنون، والتي كانت فاتحة خير على المنطقة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة أرقت ساكنة إقليم جرادة، وجعلتهم يعانون الأمرين من بطالة وجفاف؛ خيما على المنطقة، وأرخيا بظلالهما القاتمة على المواطنين المشرئبة أعناقهم لحكومة بنكيران عسى أن تمدهم بطوق نجاة، ما يستدعي تدخلا حكوميا استعجاليا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بالبحث عن سبل ناجعة بتقديم دعم للفلاحين والكسابين أشد ما هم في حاجة إليه؛ حتى يتمكنوا من تجاوز محنتهم، والفترة الحرجة التي يمرون منها، خاصة أن الكثير منهم فقد الإمكانيات المادية من أجل تحمل المزيد من الأعباء؛ في وقت أن الأعلاف وصلت مستوى وصف بالخيالي، إذ تعدى كيس الشعير الواحد سعرا يصل سقف 300 درهم ، والكسابون الذين يشكلون الدعامة الاقتصادية للمنطقة، يعانون من هذه الوضعية خلال الثلاثة أعوام الأخيرة التي ضرب فيها الجفاف المنطقة بحدة غير مسبوقة، شأنهم في ذلك شأن عوائل المعطلين، وفقراء المنطقة الذين ينتظرون الكثير من حكومة بنكيران؛ بتدخل فوري لإنعاش الشغل والتنمية البشرية بمنطقة أدرات كل الحكومات السالفة منذ استقلال بلادنا ظهرها لها، فالمواطنون في انتظار جولة حكومية لمنطقة جرادة للوقوف على الأضرار الناجمة عن الجفاف والبطالة ..