محمد مريمي / ... وعلى ما يبدو، فالشأن الثقافي المرتبط بمسرح الطفل، يبقى صفقة غير مربحة بالنسبة لهؤلاء الذين تخلفوا عن الدعم المادي والمعنوي من تنظيم فيدرالية جمعيات إقليمجرادة، وبشراكة مع وزارة الثقافة، وبمناسبة اليوم الوطني للمسرح، احتضنت قاعة المركب الاجتماعي لعمالة إقليمجرادة التابع للأعمال الاجتماعية، وعلى مدار ثلاثة أيام: 24-25-26 ماي 2013، الملتقى الأول لمسرح الطفل، شاركت فيه الفرق التالية:
- فرقة الحدث الدرامي( تازة) بعرض مسرحي" ابتسامة الورود" - فرقة مسرح أقواس( بركان) بعرض مسرحي" نحن أطفال" - جمعية السلام للطفل( جرادة) بعرض مسرحي" انقدوني" - فرقة مسرح السورة( شفشاون) بعرض مسرحي" الدنيا مفقودة" - جمعية جرادة للفن والثقافي(جرادة ) بعرض مسرحي" لنبتسم" - المسرح الشعبي( فاس) بعرض مسرحي" كنز الغابة " - جمعية الأصدقاء للثقافة والفن(جرادة) عرض مسرحي" الخيانة"
وغابت فرقة الاركوز المصري والعرائس(مصر) بعرض مسرحي" العم أمين" لأسباب خاصة. شرّف حفل الافتتاح، عامل صاحب الجلالة على إقليمجرادة، رفقة وفد يمثل المصالح الخارجية، والأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، وجمهور غفير، يتقدمهم أطفال رفقة عائلاتهم. بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى النشيد الوطني، من إنشاد تلامذة مدرسة العرفان الخاصة، وعزف الفنان العيد بوزكو، الملقب بعزيز، ألقى نور الدين الصغيري، مدير الملتقى، كلمة، شكر من خلالها عامل الإقليم، واعتبر حضوره دعما يعتمد عليه في المجال الفني، مضيفا أنه " عندها نزرع لدى أطفالنا قيما أخلاقية عالية، بالتأكيد سنصنع جيلا مسئولا مواطننا بكل امتياز، ومن هذا المنطلق، دأبت الفيدرالية وبقناعة، على تنظيم هذا، الملتقى الوطني الأول لمسرح الطفل تجسيدا لإيماننا القوي بنمو الطفل في بيئة فكرية، وثقافية، وصحية سليمة؛ حتى يصبح ثروة حقيقية يعول عليها في بناء الوطن العزيز". مدير الملتقى اعتبرالمسرح هو الفضاء الأنسب لكي تصقل مواهب الأطفال، من أجل بناء وتكوين شخصيتهم.. وجدد الشكر لعامل إقليمجرادة على دعمه للشأن الثقافي، وثمّن مجهودات اللجنة المنظمة، وخاصة الفنانين لخضر مجدوبي، ويحى هورير، اللذين كانا وراء كل ما يتعلق باستدعاء الفرق، وتهييء كل ما من شأنه أن يوفر لها الظروف المناسبة للإقامة والتغذية وتقديم العروض.. وتمنى في نهاية كلمته النجاح للملتقى، والفرجة الهادفة... وتناول الكلمة بعده المندوب الجهوي لوزارة الثقافة الشريك للملتقى ليشكر الحضور، سلطة، أطفالا، وأولياءهم، متمنيا النجاح للعرس الثقافي؛ على اعتبار أن مدينة جرادة مدينة المسرح بامتياز، مذكرا بمرور شخصيات مسرحية بهذه المدينة، من أمثال: المرحوم عفيفي، والدكتور ادخيسي، إضافة إلى الفرقة المسرحية لمناجم جرادة التي أبلت البلاء الحسن في ميدان الفن المسرحي، مضيفا أن المندوبية الجهوية للثقافة تبارك هذا الملتقى، كما تمنى للأطفال النجاح في تقديم العروض. ويومي السبت والأحد، كان للأطفال وذويهم، موعد مع عروض مسرحية، قدمت تميزت بجودة عالية في الكتابة، والسينوغرافيا، والديكور، والإنارة، ولامست مواضيعها حاجيات للطفل، من مجال ما هو معرفي ، حسي حركي، ووجداني، تجاوب معها حضور متميز، فاق كل التوقعات، بلغ أزيد من 3000 شخص، توافدوا على فضاء الركح المسرحي حسب تصريح حين حلمي رئيس جمعية موظفي وأعوان عمالة إقليمجرادة الذي ساهم في نجاح الملتقى. العروض المقدمة لم تبق حبسية مدينة جرادة، إذ امتدت إلى قنفوذة، وعين بني مطهر، حتى تعطى الفرصة والحق في الاستمتاع لباقي أطفال الإقليم.. ليختتم الملتقى يومه الأحد بحضور شخصي لعامل إقليمجرادة، وبعض رؤساء المصالح الخارجية، في حفل تكريم الرائدين في مجال المسرح، ويمكن القول شيوخه، ويتعلق الأمر ب: - الفنان عبد الله الاسماعيلي، سيد الركح، وأمير الكلمات - الفنان المسرحي وصاحب الصوت القوي على شاكلة (محمد حسن الجندي)، محمد الخيراوي ، وباقي المشاركين دون استثناء.
ليضرب للجمهور الكريم موعد للطبعة الثانية سنة 2014 ببعد الارتقاء بالملتقى إلى مهرجان.. وقد أجمع الكل على نجاح الملتقى؛ بالرغم من غياب تام للدعم من المجلسين البلدي، والإقليمي.. وعلى ما يبدو، فالشأن الثقافي المرتبط بمسرح الطفل، يبقى صفقة غير مربحة بالنسبة لهؤلاء الذين تخلفوا عن الدعم المادي والمعنوي.. فإلى متى ستبقى هذه المدينة بمستشارين، همهم الوحيد الظفر بالمقاعد، مبتعدين عن الفعل التنموي بما تحمله الكلمة من معان، وكمثال على ذلك، الملتقيات والمهرجانات الثقافية، وليست هي المهرجانات التي تسخر لها ماديا طائلة في البهرجة، والفنتازيا، وهدر للمال العام . نتمنى أن تتظافر الجهود مستقبلا من أجل إنجاح هذا النوع من التظاهرات التي تخدم مصلحة المدينة، لا مصلحة الأشخاص .. والفاهم يفهم.