انطلقت مساء أمس الخميس، بقاعة العروض بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الحسيمة الدولي لمسرح الطفل. واستعلت هذه الدورة بلوحات تعبيرية لفرقة (سيرفانتيس) من طنجة تلتها مسرحية حول "أضرار التدخين" من أداء أطفال روض محمد السادس ورقصات أمازيغية من أداء تلميذات مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية فضلا عن أغاني غربية من أداء كل من فرقة إعدادية عمر بن الخطاب وفرقة (سيفاكس) الموسيقية بالحسيمة. وتم خلال حفل الافتتاح، الذي حضره، على الخصوص، والي جهة تازة-الحسيمة-تاونات عامل إقليمالحسيمة السيد محمد الحافي، وثلة من الفنانين المغاربة والأجانب وعدد كبير من ممثلي المجتمع المدني، تكريم الفنان والممثل المغربي عبد الكبير اركاكنة، اعترافا بمجهوداته وعطاءاته على خشبة الركح. كما تم بهذه المناسبة تقديم مسار الفنان المغربي الركاكنة، الذي أخرج العديد من الأعمال المسرحية، واشتهر بتجسيد مجموعة من الأدوار المسرحية والتلفزيونية، التي لاقت نجاحا من قبل الجمهور المغربي، ودخوله لأول مرة تجربة الإخراج السينمائي، وذلك بإخراجه لفيلم يحمل عنوان - بلاستيك- الذي يعالج العنف الممارس ضد الأسرة بصفة عامة والناتج عن الإكراهات التي تتعرض لها الأسر بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يتولد عنها العنف اللاشعوري الذي يمس الأسر بطرقة غير مباشرة. وبهذه المناسبة، قال مدير المهرجان محمد بنسعيد، في كلمة الافتتاح، إن هذه الدورة تنظم في نسختها الثانية تحت شعار "الطفل مستقبلنا المشترك" بمبادرة من جمعية (ثيفاوين للمسرح) بالحسيمة من 21 إلى 24 أبريل الجاري، وبشراكة مع المجلس الجهوي لجهة تازة-الحسيمة-تاونات والمجلس الإقليمي وبدعم من المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. وأوضح بنسعيد أن من بين الأهداف التي تسعى هذه التظاهرة الفنية والثقافية إلى تحقيقها، إبراز الدينامية في المجتمع المغربي، والرقي بالذوق الفني للجمهور المحلي، وإتاحة الفرصة أمام سكان إقليمالحسيمة لمشاهدة عروض مسرحية مختلفة من المغرب وأوروبا والعالم العربي عن قرب، واستفادة مجموعة من الفنانين والمثقفين من دورات تكوينية، وتنظيم ندوة وطنية حول "مسرح الطفل" وزيارات للفرق المشاركة لأهم المآثر التاريخية بالمنطقة. وأشار إلى أن برنامج المهرجان يتضمن عروضا مسرحية من بينها مسرحية "مغاربة بروكسيل" لفرقة (شكاربيك) البلجيكية، ومسرحية "مملكة الأشرار" لفرقة (مسرح ظفار) من سلطنة عمان، ومسرحية "الأميرة والوحش" لفرقة (مسرح الحال) من مدينة سلا، ومسرحية "بلدة الأحلام" لفرقة (ستيلكوم) من مدينة فاس، ومسرحية "ملي أمشا عاد جا" لفرقة (سيرفانتيس) من طنجة، ومسرحية "الحاج قطوس" لفرقة (جوهرة مناجم جرادة). كما ستعرف هذه الدورة تكريم وجوه فنية وصحافية، وتقديم جائزة أحسن برنامج إذاعي للأطفال بالحسيمة للصحفية شيماء خيدر. من جهته، قال المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة، كمال بليمون، إن تنظيم الدورة الثانية لمسرح الطفل جاء ليؤكد أن المهرجان لم يكن سحابة صيف عابرة وإنما ينخرط في إطار منظومة ثقافية راسخة أساسها الاستمرارية والرقي بالمشهد الثقافي عبر وسائل علمية تجسدها الرغبة في التواصل من أجل فرجة احتفالية للإفادة والاستفادة وتهذيب الذوق الفني والتنشئة الاجتماعية السليمة. وأوضح أن مسرح الطفل يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية، ويجعل الطفل أمام عالم ينبض بالحياة ويشيع بنور الأضواء لأن دروسه لا تلقن بالكتب بل بالحركة المنظورة التي تبعث الحماس وتصل مباشرة إلى قلوب الأطفال.