يمكن الجزم أن جميع الأمم و الشعوب تجد في الشعر غداءاً روحياً ووجدانيًا وبلسماً شافياً لآلامها وجراحاتها النفسية، ومن هنا ظل ملازما لها منذ القدم... فهو أرقى صور التعبير وأمتعها وهو من القنوات الأساسية لتصريف القيم والآمال والآلام وعبره تنقل التجارب وفيه تجسد أفراح النجاحات وآهات الكبوات والانكسارات وعبره تسدى النصائح والإرشادات والوصايا... لدى لا يسعنا إلا أن نكون مسرورين ونحن نقرأ ديواناً شعريا أمازيغياً ونشجع صاحبه على المزيد من العطاء... الإصدار الشعري الجديد « IRIFI » أو "الظمأ" لمؤلفه "باسو اعماليك" مجمل قصائده وفية للتيار التقليدي ومُعانِقة للقيم الكونية بأسلوب شعري أمازيغي راقٍ وممتع، مما يعطيها قوة وجمالية وعمقا ناذراً. هذا الديوان من الحجم المتوسط يتكون من 14 قصيدة متوسطة وطويلة النفَس موزعة على 87 صفحة، غلافه ذو لون أصفر فاتح مطبوع بمطبعة "الراشيدية كرافيك". بعد قراءتي هذا الكتاب إتصلت بالشاعرمهنئا إياه على تعزيز الساحة الأدبية الأمازيغية بعمله الجبار هذا ومن بين ما قاله لي:" إذا ظمئت روحك وجيبك مُرتوٍ فإنك حتما من الفقراء، وإذا ارتوت روحك وجيبك ظمأى فاعلم أنك في عداد الأثرياء، فظمأ الجيب أهون بكثير من ظمأ الروح... فديواني تتصارع فيه القيم بشكل هادف لذلك اخترت عنوان "إيريفي" لهذا الديوان وهذا ما تجسده صورة الغلاف حيث عليه قلبين، قلب في الأرض متعفن جراء ظمأه الروحي وقلب مجنح في السماء بفضل غناه الروحي... فهو كذلك دعوة للعودة إلى منظومة قيم الأسلاف للاغتراف منها لتسود المحبة والإيخاء والسلام. وجدير بالذكر أن ديواناً آخر للشاعر "باسو اعماليك" قيد الطبع تحت إشراف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بعنوان: "أوسان د ووسان" والذي يعج حسب الشاعر بصراع القيم والمتناقضات... باسو عماليك شاعر فذ، يمتلك ناصية الشعر الأمازيغي بشهادة الذين يعرفونه عن قرب، خجول وليس من محبي الأضواء، مغترف من قيم أسلافه النبيلة ويمكن اعتبار شعره امتداداً لنمط الشعر الكلاسيكي بالجنوب الشرقي.