وصل المبعوث الدولي والعربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الجمعة إلى دمشق في إطار مساعيه الهادفة إلى التوصل إلى هدنة في سوريا خلال عطلة العيد, كما دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كل الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. وقال الإبراهيمي للصحفيين لدى حلوله بمطار دمشق إنه سيجري محادثات مع الحكومة السورية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني ككل لبحث الوضع الراهن في البلاد. وأضاف الدبلوماسي الجزائري أنه سيؤكد خلال هذه اللقاءات أهمية خفض حدة العنف وإمكانية التوصل إلى وقف هذه الموجة بمناسبة عيد الأضحى الذي يوافق يوم الجمعة المقبل. ومن المنتظر أن يلتقي الإبراهيمي يوم السبت وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع إمكانية لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في إطار مساعيه للتوصل إلى هدنة قال إنها يمكن أن تشكل الخطوة الأولى نحو إيجاد مخرج سلمي للنزاع في سوريا. وتأتي زيارة الإبراهيمي لسوريا في ختام جولة في المنطقة قادته إلى كل من السعودية وتركيا وإيران والعراق ومصر ولبنان والأردن, وتخللها طرحه وقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى للتمهيد لعملية سياسية. دعوة من جانبه دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو جميع الأطراف في سوريا إلى وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى, معربا عن أمله في أن تمتد فترة الهدنة إلى ما بعد عطلة العيد. وقال أغلو في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول إن "وقف النظام السوري لعمليات القصف بالطائرات الذي تتعرض لها المناطق المدنية بات أمرا ملحا وعاجلا في الوقت الراهن". وأعرب الوزير التركي عن أمله في أن يتفاعل النظام السوري مع نداءات المجتمع الدولي الداعية إلى وقف إطلاق النار, كما طالب المعارضة السورية بالالتزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار يتم التوصل إليه. وكشف أوغلو أن موضوع وقف إطلاق النار في سوريا جرى بحثه في إسطنبول، خلال اجتماعه مع الإبراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل نحو أسبوعين, وأعلن أن بلاده توجهت بنداء إلى المجتمع الدولي بشكل رسمي بضرورة المساهمة في الجهود التركية لتنفيذ وقف إطلاق النار. مواقف وكانت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا قد أعلنت موافقتها على هدنة الإبراهيمي، لكنها اشترطت التزام النظام السوري بتنفيذ عدة نقاط هي: إطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء منهم وفك الحصار عن مدينة حمص وعدم استغلال قوات النظام الهدنة لتعزيز مواقعها وإيقاف كافة الطلعات الجوية والسماح بزيارة الموقوفين في السجون. وقالت القيادة في بيان قرأه العميد مثقال بطيش -عضو القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا- إنه في حال خرق أي بند من بنود الهدنة فإن المجلس أو القيادة المشتركة ستكون في حل من الالتزام بالهدنة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قال في وقت سابق إن الجانب السوري بانتظار قدوم الإبراهيمي إلى سوريا للاستماع منه إلى نتائج جولته, وعبر مقدسي عن أمله بأن يكون الإبراهيمي حمل من هذه الدول ما يؤدي إلى نجاح أي مبادرة بناءة، حسب تعبيره. يذكر أن المبعوث الأممي السابق إلى سوريا كوفي أنان توصل في أبريل/نيسان الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لكنه انهار بعد أيام معدودة من بدء تنفيذه, وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق.