بدأت أغلبية الدول العربية والإسلامية -إضافة لجاليات مسلمة في بلاد أخرى- صيام أول أيام شهر رمضان المبارك اليوم الجمعة20 يوليوز الجاري ، بعد أن ثبتت رؤية هلال الشهر في بعضها. وذلك وسط استعدادات مختلفة وطقوس وعادات يختص بها كل بلد احتفاءً بالشهر الفضيل. فقد أعلنت السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن والكويت واليمن والجزائر والبحرين والسودان وتونس والسلطة الفلسطينية ودار الفتوى في لبنان، أن اليوم الجمعة غرة شهر رمضان لعام 1433 هجرية. كما أعلن المسجد الكبير في باريس بدء الصيام من اليوم. في حين أعلن الوقف السني في العراق وسلطنة عمان والمغرب وماليزيا أن غدا السبت هو أول أيام الشهر الكريم. أما في سوريا فبينما أعلن التلفزيون السوري أن شهر رمضان يبدأ السبت، فإن المجلس الوطني السوري المعارض أعلن بدء شهر رمضان في سوريا اليوم الجمعة. وفي باكستان صرح رئيس اللجنة المركزية لرؤية الهلال بأن بلاده ستستطلع اليوم الجمعة هلال الشهر. طقوس وعادات ويشهد شهر رمضان طقوسا وعادات تختلف من بلد لآخر، إلا أن ثمة مشتركات بين أغلبها تتجلى في استعداد المساجد لاستقبال مؤدي صلوات القيام بمختلف البلاد العربية والإسلامية وحتى البلاد التي توجد فيها جاليات مسلمة. وكذلك إعداد موائد الرحمن التي تتكفل بإفطار المسلمين غير القادرين أو الذين تحول ظروف دون إفطارهم في منازلهم. ويحرص الناس على تهنئة بعضهم بقدوم رمضان، وإن كانت الوسائل الحديثة -مثل الرسائل القصيرة والإلكترونية- قد حلت محل التهنئة المباشرة. وفي بعض البلاد كمصر والأردن وقطاع غزة -على سبيل المثال- يتم شراء الفوانيس وتزيين الشوارع والطرقات بالأنوار والزينة الورقية، وتنتشر السرادقات العامة لبيع مستلزمات الشهر. ومن اللافت أن رمضان ليس شهر الفيوضات الإيمانية والروحانية فحسب بل والاستهلاكية أيضا، وتشير تقديرات إلى أن الأسر العربية تنفق خلال الشهر ميزانية 90 يوما، وتشترك معظم البلدان في ظاهرة التوافد على الأسواق قبل وفي بداية الشهر لشراء مستلزمات لتحضير الوجبات الخاصة بالموائد الرمضانية. بيد أن ما يعكر صفو هذه الفرحة هو الغلاء وارتفاع الأسعار، مما جعل كثيرا من العوائل تقدم على اقتناء الأساسيات والاستغناء عن الكماليات. وينشط التواصل الاجتماعي بين الأقارب والأصدقاء خلال الشهر، حيث يحرصون على استغلال وجبتيْ الإفطار والسحور للاجتماع والمسامرة، تعزيزا لأواصر العلاقات الاجتماعية. كما يقبل عدد كبير من المسلمين القادرين على أداء مناسك العمرة خلال الشهر الكريم، مستغلين الأجواء الروحانية التي تتوفر في الحرمين الشريفين لأداء طقوس العبادة واغتنام الشهر الفضيل.