أثارت إدانة الولاياتالمتحدة لتصفية المواطنين الأتراك في مغارة شمال العراق، غضبا في الأوساط التركية، فيما استنكر الرئيس التركي الموقف الأمريكي ودعمها لمنظمة العمال الكردستاني. واستدعت وزارة الخارجية التركية، السفير الأمريكي لمقرها في أنقرة، بسبب صيغة الإدانة للخارجية الأمريكية على مقتل الضحايا الأتراك. وقال أردوغان، إن بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أدان إعدام "بي كاكا" للمواطنين الأتراك، "سخيف". وأضاف أردوغان، مخاطبا الولايات المتخدة بالقول: "كنتم تزعمون أنكم لا تدعمون "بي كاكا" ووحدة حماية الشعب الكردية، لا شك في أنكم تساندونهم، ورأينا ذلك منذ البداية"، مشيرا إلى آلاف الشحنات المحملة بالأسلحة التي نقلتها أمريكا إلى المنظمة من شمال العراق. وأضاف: "لن نتغاضى عن ذلك بعد اليوم، إن كنتم تريدون استمرار علاقات التحالف معنا على صعيد المجتمع الدولي وحلف الناتو، فعليكم التعامل بصدق وشفافية معنا، والتراجع عن الوقوف بجانب الإرهابيين، والوقوف بجانب تركيا". وفي تلميح إلى تحميله المسؤولية للولايات المتحدة، قال أردوغان، إن كل من يقدم الدعم لمنظمة العمال الكردستاني، يداه ملطختان بدماء المواطنين الأتراك الذين قتلوا في شمال العراق. الخارجية الأمريكية، قالت، إنها تستنكر قتل مواطنين أتراك في كردستان العراق، مضيفة، "إذا صحت التقارير التي تشير إلى مسؤولية حزب العمال الكردستاني فإننا نندد بهذا العمل بأشد العبارات الممكنة". الصيغة التشكيكية للخارجية الأمريكية، أثارت غضبا واسعا في الأوساط التركية، فيما نشر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا يظهر شحنات أمريكية قادمة للفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني في اليوم نفسه من مقتل الرهائن الأتراك في مغارة شمال العراق. وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، انتقد ما وصفه ب"التلاعب بالألفاظ" في البيان الأمريكي، بالإضافة لصمت الدول الغربية. وأضاف: "لقد رأينا قياد دول تزعم مكافحة الإرهاب تقوم بالتزام الصمت جراء المجزرة، أو تحاول التغطية عليها من خلال عبارات مثل "لو"، و"لكن"" في إشارة لبيان الخارجية الأمريكية. النائب في البرلمان التركي، عن حزب العدالة والتنمية، يلماز تونش، قال في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، "الولاياتالمتحدة توقع على فضيحة، وتقول "إذا ثبت أن حزب العمال الكردستاني مسؤول، فإننا ندينه"، من ناحية أخرى، فهي تساعد حزب العمال الكردستاني في سوريا ليل نهار". وأضاف: "إذا ارتكب عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جريمة ضد الإنسانية من خلال دعم الإرهاب، فهذا ليس الأمن بل "مجلس انعدام الأمن"".