تستضيف العاصمة المغربية الرباط، اليوم الجمعة، الاجتماع السنوي لشبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، وذلك لأول مرة خارج أوروبا، بمقر حزب التجمع الوطني للأحرار، تحت شعار: "الحوار الأورو متوسطي: نحو تقارب وتفاهم مشترك". وينعقد هذا الحدث بشراكة مع الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية ومؤسسة كونراد أدناور، إذ يسعى إلى تعزيز التعاون بين شبيبة الأحرار ونظيرتها الأوروبية، وتبادل الخبرات حول القضايا المشتركة. لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية حوار أورو متوسطي حقيقي في هذا السياق، اعتبر لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال كلمته الافتتاحية، أن أمل الذراع الشبابي ل"الحمامة" من هذا اللقاء، هو "التأسيس لعلاقة تعاون قوامها الاحترام المتبادل والسعي إلى خلق حوار أورو متوسطي حقيقي، يستحضر قيمنا المشتركة أي القيم الكونية التي تنتصر لحقوق الإنسان وللتنمية، ولقضايا الشباب". وأكد السعدي أن "هذا اللقاء يأتي انسجامًا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، الذي شدد في أكثر من مناسبة على أهمية انفتاح الأحزاب السياسية وشبيباتها على العالم وتعزيز علاقات التعاون، خاصة مع أوروبا، الشريك الاستراتيجي للمغرب." وأكد المسؤول الحزبي، أن اختيار شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي للمغرب وللشبيبة التجمعية لعقد اجتماعها السنوي "يعد بالنسبة لنا فخر واعتزاز"، كما يعكس هذا الاختيار المكانة التي يحظى بها المغرب كشريك استراتيجي موثوق به على الصعيد الأوروبي. وأوضح لحسن السعدي، أن "الحوار الأورو متوسطي يجب أن يستحضر قضايا الشباب، لأن هذه الفئة في حاجة إلى جرعة من الأمل والثقة"، مضيفاً أن "شباب اليوم يجب أن ينظر إلى التحديات المستقبلية في أوطاننا، لأننا نضع نصب أعيننا بناء مغرب قوي ينتصر للشق الاجتماعي". في هذا السياق، أشار رئيس الشبيبة التجمعية إلى أن "الندوات والورشات التي ستتخلل أشغال الاجتماع، ستكون فرصة لإبراز مجهودات المملكة المغربية من أجل تقوية الشق الاجتماعي عبر إحداث منظومة قوية للحماية الاجتماعية يقودها جلالة الملك وتنفذها الحكومة الحالية بفعالية وبنجاح". وقال المسؤول ذاته، إن "الشباب في حاجة إلى تعليم ناجع يؤهله لولوج سوق الشغل سواء من خلال الاعتماد على الذات عبر إحداث مقاولات مبتكرة تمكنها من الإبداع وتطوير أدائه من أجل إحداث تغيير في وضعه الاجتماعي نحو الأفضل". وأكد أن "فئة الشباب بحاجة أيضا لمنظومة صحية قوية، كما أنها بحاجة إلى إدراك التحديات التي يواجهها العالم، مثل التغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية، وما يطرحه الذكاء الاصطناعي اليوم من تحديات يجب على الشباب مواكبتها." ليديا بيريرا، رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي تقارب جغرافي وتاريخي بين المغرب وأوروبا من جانبها، أكدت ليديا بيريرا، رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، أن اختيار المغرب لاحتضان الاجتماع السنوي للشبيبة يأتي "لتعزيز أواصر الصداقة مع المغرب باعتباره جارنا، وتجمعنا عدد من القواسم والتحديات المشتركة بما فيها التغيرات المناخية وقضايا الهجرة، إلى جانب قضايا الاقتصاد، ومن الجيد العمل عليها معاً". وأوضحت المسؤولة الحزبية الأوروبية، خلال كلمتها الافتتاحية، أن "هناك تقارب ليس جغرافيًا فقط مع المغرب، بل تاريخيًا أيضًا. يجب أن نتطلع إلى حوار مع جميع البلدان، خصوصًا تلك التي تسعى إلى تعزيز علاقات التعاون مع أوروبا". ودعت شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي إلى التعلم من المغرب كل ما يتعلق بالثقافة والسياسة، داعية كذلك إلى الاطلاع على تجربة حزب التجمع الوطني للأحرار، وكذا عمل الشبيبة التجمعية التي استطاعت استقطاب عدد كبير من الشباب للانخراط في العمل السياسي. وأشارت إلى أن "المغرب يتميز هرمه السكاني بهيمنة فئة الشباب على عكس أوروبا التي تعاني من شيخوخة الهرم الديمغرافي، إلى جانب تحديات الدفاع والأمن، ومن الجيد أن نتعلم من تجارب خارج منظومتنا الأوروبية وتبادل الخبرات معها". وشددت ليديا بيريرا، على أن "تعزيز وتقوية أواصر الصداقة والتعاون بين شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي والشبيبة التجمعية من شأنها تحديد ملامح المستقبل"، مشيرة إلى أن "رؤى المنظمتين الحزبيتين تتوافق مع بعضها البعض". وخلصت المسؤولة الحزبية إلى أهمية تعزيز أواصر الشراكات الحقيقية بين أوروبا والمغرب، واستلهام التجارب بما يخدم الأجيال الحالية والمستقبلية.