أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار العثور على جثث 13 مواطناً تركياً في منطقة غارا الجبلية في شمال العراق، حيث يقوم الجيش التركي بتنفيذ عملية عسكرية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في المنطقة. وقال أكار إن الجثث وجدت في كهف تعرض لقصف عنيف من قبل الجيش التركي وإنها تعود لمدنيين كانوا قد اختطفوا من قبل حزب العمال الكردستاني. وأضاف بأن ثمانية وأربعين مسلحاً قتلوا خلال العملية التي استمرت أربعة أيام. ونقلت وكالة "الأناضول" التركيةتصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، انتقد يها صمت العالم على ما وصفه باعتداءات حزب العمال الكردستاني الإرهابية ضد المدنيين. وقال قالن إن "هذا الصمت المخجل يعد شراكة في الجريمة، لكن تركيا لن تظل صامتة". كما أدان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مقتل المواطنين الأتراك في تغريدة له على تويتر قائلاً: "أترحم على أرواح مواطنينا المدنيين ال13 الذين استشهدوا على يد عناصر بي كا كا (حزب العمال الكردستاني)". وبحسب وزير الدفاع التركي، فإن الأتراك ال 13 الذين اختطفوا تم إعدامهم داخل الكهف الذي عثر عليهم فيه. ولم تحدد هوية هؤلاء الأشخاص حتى الآن، وقال خلوصي أكار إن نبأ اختطافهم لم يعلن سابقاً لأسباب أمنية. تحقيق وتنسيق وفي الجانب العراقي، علق عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان مختار الموسوي، اليوم الأحد، على إعلان تركيا العثور على جثث 13 من مواطنيها شمالي العراق بالقول إن "على الحكومة العراقية التحرك بشكل سريع للتأكد من صحة المعلومات"، مضيفاً أن "هذا الإعلان يحتاج إلى تحقيق وتنسيق بين الجانبين العراقي والتركي". وقال الموسوي إن"وجود المعارضة المسلحة لتركيا داخل الأراضي العراقية، يسبب مشاكل للعراق والعراقيين، وعلى الحكومة العراقية التحرك سريعاً لمنع هذا الوجود وتجريدهم من الاسلحة، حتى لا تبقى هناك أي حجج لشن هجمات تركية على الأراضي العراقية، على حد تعبيره. لكن الحكومة العراقية لم تصدر حتى الآن بيانا بشأن "انتهاك مجالها الجوي". ولم يصدر حزب العمال الكردستاني بياناً حول الحادث حتى الآن. وقال أكار في بيان نشرته وزارة الدفاع إن تركيا شنت عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في منطقة غارا شمالي العراق في العاشر من فبراير/ شباط من أجل تأمين حدودها والعثور على المواطنين الذين جرى اختطافهم في وقت سابق. وأضاف أكار قائلاً: "لدى تفتيش كهف تمت السيطرة عليه، عُثر على جثث المواطنين المختطفين ال13. وفي المعاينة الأولية، اتضح أن 12 من مواطنينا المدنيين العزل قتلوا يإطلاق النار عليهم في الرأس وواحداً توفي بعد إصابته في كتفه." وقال أكار من مركز التحكم بالعملية الواقع بالقرب من الحدود مع العراق والذي كان يزوره بصحبة قيادات في الجيش: "وفقاً لمعلومات أولية أدلى بها إرهابيان وقعا في الأسر، فإن مواطنينا قتلوا في بداية العملية على يد الإرهابي المسؤول عن الكهف." وأكد أكار أن العملية أسفرت عن مقتل 48 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني وإحكام الجيش التركي السيطرة على المنطقة التي كانوا ينشطون فيها وتدمير مخازن ذخيرتهم ومراكز إيوائهم. وقالت وزارة الدفاع التركية إن العملية العسكرية في شمال العراق بدأت بغارات جوية ثم تلتها عملية برية نفذها جنود أنزلتهم طائرات مروحية في المنطقة. وهذه ليسن العملية الأولى لتركيا في المنطقة فقد سبق لها أن نفذت عمليات مماثلة في السابق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني. يذكر أن حزب العمال الكردستاني، المصنف كجماعة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويخوض صراعا مسلحا في مناطق جنوب شرق تركيا منذ عام 1948، وقد قتل أكثر من 40 ألف شخص في هذا الصراع. وفي العامين الأخيرين، تركز القتال الذي تشنه تركيا ضد حزب العمال الكردستاني بشكل متزايد على المناطق الجبلية في شمال العراق، حيث يحتفظ الحزب بمعقله حول جبال قنديل المحاذية للحدود الإيرانية.