أكدت منظمة "هيومان رايتش ووتش" الحقوقية الدولية، أن الولاياتالمتحدة فقدت مصداقيتها بعد "إعاقتها مجلس الأمن الدولي عن تشكيل لجنة تحقيق أممية بشأن عمليات القتل التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة". وجاء ذلك في رسالة لممثل المنظمة لدي الأممالمتحدة "لويس شاربونيو"، وزعها علي الصحفيين بمقر الأممالمتحدة بنيويورك. وعرقلت واشنطن صدور بيان من المجلس يدعو لإجراء تحقيق دولي في استشهاد عشرات الفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية بالقرب من السياج الأمني الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل الإثنين الماضي. ويتطلب إصدار البيانات الرئاسية أو الصحفية من المجلس موافقة جميع ممثلي الدول الأعضاء البالغ عددها 15 دولة. وقال شاربونيو: "منعت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن من الدعوة لإجراء تحقيق مستقل ونزيه عن استخدام إسرائيل للقوة المميتة". وأردف قائلا: "في خطوة اعتيادية، منعت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن من الدعوة إلى تحقيق أممي في الوضع في غزة، وهي بتلك الخطوة بعثت رسالة مفادها أن عمليات القتل المرتكبة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية لن يكون لها أي ثمن". واعتبر ممثل المنظمة الحقوقية أن "صمت مجلس الأمن وتقاعسه لن يؤدي إلا إلى تشجيع الانتهاكات الإسرائيلية المستقبلية في غزة وسيقوض المزيد من مصداقية الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال تسليط الضوء على المعايير الأمريكية المزدوجة". وارتكب الجيش الإسرائيلي أمس الإثنين، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينياً (بينهم شهيدين اليوم) وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالمحتلة، ويحيون الذكرى ال 70 ل"النكبة" الفلسطينية. وبدأت مسيرات العودة، في 30 مارس الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.