أثناء سيرنا في طريق الحياة نصادف أناس كثر، فيهم الصديق، المخلص و البغيظ…، بحيث لكل واحد منهم مميزات تميزه، لكن عندما تصادف شخصا له من الافكار و المبادء ما ليس عند غيره يكون له مكان خاص في مذكراتك و في كتاب. هذا شاب أراد ان يكون مختلفا، فخالف كل شباب عصره الذين كان يصاحبهم اختار لنفسه نمطا آخر من الحياة، خصوصا في الجانب الروحي فرسم لنفسه لوحة تثير انتباه المشاهد فقد كلفته و قتا طويلا و تضحية كبيرة، الشاب الذي يقطن في حي شعبي في إحدى المدن العتيقة امن بالوفاء و الاخلاص، و الحب الكلاسيكي العفيف و ألغى مصطلحات الخيانة و الكره من كتاب حياته، وسار على هذا النهج وفي مخيلته قصص عديدة من الماضي البعيد، كقصة قيس و ليلى، عنتر و عبلة … و حاول محاكات حياته بتلك القصص و بالتالي عاد بالتاريخ مئات السنوات الى الوراء رغباتا منه بدمج الماضي بالحاضر و البحث عن المشاعر التي كانت تختلج شباب تلك الحقبة. صاحبنا ظل يبحث في محيطه عن أناس يفهمونه، عن صديق يخلص إليه وعن حب يسعده و يرحل به إلى زمان كانت في الصداقة مسألة تضحية والحب مسألة حياة أو موت، لكن مرحلة البحث هاذه طالت و ارهقته وجعلته موضوع للنقاش في الحي الذي كان يقطنه لانه بالنسبة للاخرين يعد استثناء رغم ان معاملته لهم كانت راقية، لكن الشاب لم يكن يهتم لما يقولون عنه و بدا اكثر تشبت بافكاره و اعتزم الاستمرار في النسق الذي اختاره لحياته. اعتاد الشاب أن يقصد مكان يختلي فيه مع نفسه و يدون مذكراته و ذات مساء و في نفس المكان، الذي كان يقصده قلة من الناس و جد الشاب رجلا جالسا و عيناه في الأفق تراقب الشمس و يحمل في يده كتابا و قلما، خاله في الوهلة الاولى يبدع شعرا او ما شبه ذالك لان منظر الغروب كان يلهم لذالك، فقترب منه وذهل عندما ابصر مشهدا لم يعتد رأيته…عين الرجل تدرف دمعا … ابتعد عنه و جلس و انتظر حتى تحرك و لوح اليه بيديه وسلم فرد الرجل السلام، بادر الشاب بكلام فيه مواسات و تشجيع دون معرفت سبب دموعه ، وبعد الاخد و الرد في الكلام، روى معانته للشاب فحكى له كيف كرهه اخوه من اجل المال و باعه اعز اصدقائه و كيف خانته المرأة التي أحبها و أخلص اليها ….ابتسم الشاب والدموع تنزل من عينيه و قال ” حرر الدموع من عيناك فلولاها لكنا أمثالهم ” فاستمر حوارهما لسنوات و استمر معه مشهد الدموع، لكن مع ظهور بصيص من الأمل.