هل توافق على الارتباط بإنسانة مريضة؟ كان السؤال في البدء كصقيع في يوم قيظ، توقع كل الأمراض الفتاكة والمفترسة لكنه لم يستعجل الجواب، ماذا؟ سألها، أجابت أنا مريضة حبيبي، لا إشكال، ما نوع المرض؟ أجابته السكري، قال لها بلغة الحبيب الواثق الذي لن يترك حبيبه، رغم كل الظروف بلهجة مصرية يغور الدكاترة ويغور السكري، هو قطعا لن يترك حبه يتيه بين الأسلاك عبثا، نظر إليها عبر الويب كام وتنهد تنهيدة عميقة، قال لها: لا يهم أن تكوني مريضة الجسد مادام عقلك يستطيع قراءة أفكاري، ويتجاوب معي، فأنا أيضا مررت بتجربة المرض وأنا مؤمن بالحكمة التي تقول: كل تجربة مرت بي ولم تقتلني، فهي قوة لي. ردت عليه: بأنه صحيح ما قلت وهي تعدل نظارتها التي تستعين بها في تقوية بصرها الذي أضعفه المرض. كان منهمكا في أول وهلة في البحت عن امرأة تبرئ جرح حبيبته التي تزوجت قبل عامين، دون أن تخبره ولو برسالة قصيرة، كان يبحث عن البديل عن الحبيبة الدواء الحبيبة الممرضة، الحبيبة الطبيبة، الحبيبة الحاااسوب، الفأرة، الملمس كل الأسماء تداخلت في مخيلته في لحظة واحدة، كل شيء يمكنه أن ينسيه الجرح الكلاسيكي، حتى ولو كان الكترونيا. يصر دائما أن يبعث لها وردة كل دردشة كتابية بينهما قبل أن يسمع صوتها ويراها، وكانت هي كذلك تبحث عن إنسان ينسيها ذاك الذي تركها ذات صيف مكرها ولم يعد يلتقي بها حيث القبيلة ترفض زواجه من كازاوية وزوجته ثم انتقاؤها بعيدا عن شاشات الحواسيب ورنين الأزرار، ورسائل الجوال، كانت أمه تدبر له العرس بليل، وهي كانت هناك تبحر من غير قارب على صفحات الويب، علها تعثر على فارس أحلام أشقر، ضغط هو على زر الفارة الأيسر في اللحظة نفسها التي ضغطت هي، فهل وجدته؟. وجدته لكنه لم يكن أشقر، هو أيضا كان يبحث عن حلم راوده ذات مساء، عندما فقد حبيبته التي نقلت إليه خبر خطبتها من غير قصد، فجعلته يبكي الليالي هائما في دهاليز الواقع المتقطع الأوصال وشبكة العنكبوت ذي البيت الواهن، عله يرتاح ويلملم ولو جزءا بسيطا من ما تركته من جراح، قطع رنين هاتفه الجوال هذه اللحظة التي سرح فيها بعيدا، فتح الجوال ليقرأ رسالتها إليه بعدما خرج من مقهى الإنترنت، قرر أن يرد على رسالتها النصية لكنه مع الأسف لم يستطع ...... يتبع